في بداية - وطوال - هذا الأسبوع كتبت عن الأخطار الحقيقية التي تشكلها ايران الثورة للمنطقة العربية بأكملها، وفي يوم الأحد السابق بالتحديد، وتحت عنوان »الجنرال جيمس جونز وتفسيرات تهمنا جميعا«.. في هذا اليوم حددت اسم هذا الجنرال الامريكي الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي وقلت »أنني لو كنت مسئولا وأشغل اي منصب قيادي علي أي مستوي في أي دولة عربية من الخليج الي المحيط - لو كنت كذلك لطلبت من سفارة دولتي في العاصمة الامريكية سرعة الحصول علي نص الكلمة التي القاها يوم الخميس الماضي »الجنرال جيمس جونز أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني.... الخ«. وكالعادة فإن أحدا من العالم العربي بأكمله لم يهتم، ولم يستجب لهذه الدعوة ولكن قبل أن يمر أسبوع علي خطاب الجنرال جونز الذي ضم نبرة تعاطف مع الجانب العربي، وتبريرا للموقف السوري الراهن.. لهذا السبب وبالتحديد في يوم الثلاثاء الماضي تحرك اللوبي الاسرائيلي في واشنطن وأوقع الجنرال جونز في مصيدة اضطر بعدها للاعتذار والتصريح بأن »التزام الولاياتالمتحدة بأمن اسرائيل هو أمر مقدس« أما كيف حدث هذا التطور السريع فهو أمر مضحك يدعو للرثاء، فقد كان الجنرال يلقي كلمة أمام المعهد السياسي للشرق الأوسط في واشنطن، وأثناء إلقاء الخطاب سرد نكتة تقول »أن طالباني طلب كوب ماء من تاجر يهودي، فطلب هذا التاجر »كرافته« مقابل كوب الماء، الأمر الذي ادي الي استياء طالباني فإقترح عليه التاجر اليهودي أن يذهب الي مطعم قريب للحصول علي كوب الماء، ولكن طالباني عاد بعد ذلك غاضبا وقال للتاجر اليهودي: إن شقيقك في المطعم اشترط علي ارتداء »كرافتة« حتي يمكنني دخول المطعم«.. ورغم استقبال جميع الحضور لهذه النكتة بالضحك إلا ان مؤيدي اسرائيل - وأعضاء اللوبي - اعتبروها اساءة وإهانة بالغة، وعلي الفور تحركت المنظمات الصهيونية هناك معلنة عن استيائها، وعن أن هذه النكتة جاءت في غير محلها وإزاء هذه الحملة النشطة والفورية ما كان من الجنرال الامريكي - ومن خلال صحيفة »ها آرتس الاسرائيلية - إلا أن قدم عميق اعتذاره، وطلب الصفح من كل من شعر بالإساءة، ومؤكداً أن الهدف الاساسي من كلمته كان »إعلان التزام واشنطن بقدسية أمن اسرائيل«.. ولتستمر الأوضاع علي ماهي عليه!!