أكد عادل عبدالرحمن العسومي نائب رئيس البرلمان العربي ورئيس وفد الصداقة المصرية البحرينية في البرلمان البحريني أن مصر والسعودية يمثلان سند البحرين خلال مواجهتها الإرهاب وأن بلاده استطاعت أن تصد ما يسمي بالربيع العربي الذي استغلته إيران للتوغل في الخليج وأن هذه المحاولات فشلت بفضل الجهود العربية الصادقة ودور السعودية المهم في مواجهة هذه المحاولات الإيرانية.. وأضاف خلال حواره مع »الأخبار» أن هناك مخاطر كثيرة تهدد المنطقة تحت رعاية إيران في محاولة مستميتة منها لضرب استقرار الخليج والسيطرة عليه من خلال ما يسمي بالربيع العربي ودعمها الجماعات الإرهابية ومحاولات اختراق المنطقة عن طريق اليمن حيث انها لجأت إلي اليمن من خلال دعم الحوثيين ولكن قوات التحالف العربي وقفت لها بالمرصاد وإلي نص الحوار.. • كيف تري العلاقات المصرية - البحرينية في ضوء الزيارات الأخيرة المتبادلة بين مجلسي نواب البلدين؟ - أكبر وفد بحريني لمجلس النواب منذ تأسيسه خرج لزيارة دولة كان لمصر ، وهو ما يعبر أن العلاقات المتبادلة نموذج للعلاقات العربية - العربية ، والتشاور موجود بيننا ودائما علي تواصل وتعاون خاصة فيما يتعلق بالعلاقات البرلمانية ونستفيد ببعض التجارب المصرية البرلمانية ، وزيارة رئيس مجلس النواب المصري دعمت هذا الأمر ، ونحرص علي تنسيق علي المواقف المشتركة ونطمح أن تتطور العلاقات بيننا بشكل أكبر خاصة في ظل الدور والدعم المصري للبحرين . دائما ما كانت العلاقات المصرية البحرينية قوية، ولم تهتز في يوم من الأيام وفي أغلب الاوقات التي كانت تقع البحرين في مصاعب خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بإيران كانت مصر دائما في محل مسئولية عن الوضع البحريني بحكم أنها الشقيقة الكبري، ولذلك موقفها من التدخلات الخارجية ضد البحرين دائما كان إلي جانب البحرين ودعمه منذ عهد عبد الناصر وما قبله وما بعده وما زلنا نشعر بمواقفها الإيجابية تجاهنا، العلاقات جيدة ولم تنقطع ودائما علي تواصل إلا في فترات قليلة جدا قبل حكم الرئيس السيسي، ونؤمن أن مصر بوابة الاستقرار في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني الذي تمر به المنطقة ومحاولات الإرهاب التي تحاول أن تنال من المنطقة والحمد لله مصر خرجت من مرحلة غاية في الصعوبة إلي مرحلة يمكن أن تبني عليها مستقبلا اقتصاديا جيدا. وكيف تقيم مستوي العلاقات الاقتصادية والتجارية؟ - الاستثمار البحريني في مصر متواجد بالفعل خاصة وأن البحرين مركز لبنوك خليجية كثيرة ولديها هي الأخري استثمارات في مصر، إنما بشكل عام مصر لديها فرص كبيرة لجذب الاستثمارات الخارجية وعليها ان تعمل لتشجيع تلك الاستثمارات واقول أن مصر عليها أن تقوم بتحسين الأرضية المناسبة للاستثمار وتبسيط الإجرءات خاصة القضائية منها التي من شأنها جذب الاستثمار الاجنبي لها في ظل الامكانيات المميزة التي تملكها مصر من حياة عصرية ومستوي تعليمي عال، وقوي عاملة علي أعلي مستوي خاصة الشباب المصري الذي أراه مبهرا، وتحدثت معهم بالمناسبة في كافة المجالات سواء اقتصادية او سياسية ومتفائل جدا بالطاقة الشبابية، وإنما المطلوب لدعم ذلك تسهيل الإجراءات الحكومية حتي تستطيع جذب الاستثمارات ليرتفع مستوي دخل الفرد وهي الرهان علي عمل اي حكومة. هل نجح البرلمان العربي في ظل تجربته أن يساهم في حل المشكلات العربية بصفته ممثلا للشعوب وليس الحكومات ؟ - البرلمان يخطو خطوات ممتازة في دعم التحرك العربي في الخارج للتصدي لجميع المحاولات التي تستهدف دولاً عربية ، ونجح في فتح علاقات قوية مع البرلمان الأوروبي ويشهد تنسيقاً كبيراً والعديد من الأعمال المشتركة بينهما في مجالات عديدة وملفات مهمة ، خاصة انه منذ عام او اكثر حرصنا علي أن يكون لدينا دور إيجابي وركزنا علي شيء آخر يتعلق بالعلاقات الخارجية مع بعض الدول والمؤسسات الدولية علي رأسها الاتحاد البرلماني الدولي ورئيسته التي حضرت جلسات البرلمان العربي الأخيرة وشهد حضورها الزيارة الأولي لمصر وانبهرت بالمعالم السياحية المصرية ، ولدينا خطة لتطوير العلاقات العربية مع بعض الدول الاوربية المهمة مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا ، وهي الدول المؤثرة بهدف دعم الدول العربية في التصدي لما تواجهه من مواقف غير صحيحة مثل القرار الامريكي الاخير بشأن القدس وتواصلنا مع المجتمع الدولي بهدف توضيح الصورة الحقيقية ، ولدينا خطة تحرك عربية خارجية لفتح حوار مع بعض الدول التي تتخذ مواقف عدائية تجاه بعض الدول العربية وندعم اتخاذها المعلومات من جهات رسمية وليس من أطراف تحمل العداوة لبلدانها. وما رؤية البرلمان العربي خاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب في المنطقة ؟ - لدينا رؤية واضحة في التصدي للإرهاب وتقريبا كل الدول العربية عدا دول بسيطة واجهت الإرهاب ومصر من الدول التي لازالت تعاني منه هي والبحرين ، ويوميا يتم ضبط خلية إرهابية هنا وهناك ، الإرهاب هو الخطر الأكبر الآن بعد التدخلات الخارجية وجزء من هذا الخطر هو تعظيم الفتنة بين الدول العربية ومحاولات زعزعة الأمن القومي العربي وبعض دول المنطقة ترعي هذه المحاولات ويجب التصدي لها . وما ملامح خطة البرلمان العربي لمواجهة الإرهاب؟ - أولا لابد ان يكون هناك تنسيق بين الدول العربية وتنسيق التشريعات المواجهة للإرهاب لأن للأسف التشريعات متفاوتة بين دول وأخري والتنسيق الأمني مهم ، ونحن في البحرين وضعنا خطة شاملة لمواجهة الإرهاب من خلال جلسة المجلس الوطني منذ 4 سنوات لبحث ملف الإرهاب وتم تشديد القوانين بما يتماشي مع التصدي للإرهاب ، والآن القوانين شاملة والقضاء أصبح يصدر الأحكام التي تتناسب مع الجريمة ونحن نؤكد مواجهة إعلام الفتنة الذي يبث السموم أصبح ضرورة قصوي لوقف وتجفيف منابع الإرهاب، مثلما حدث في بعض الأوقات من تحذير من السفر للبحرين بسبب الأوضاع ومثلما يحدث في مصر، وعندما تعرضت القاهرة لحادث إرهابي وإستغلت بعض الأطراف سقوط الطائرة الروسية ، قرر الملك حمد بن عيسي السفر لمصر لقضاء عطلته بشرم الشيخ للتأكيد علي أنها بلد الأمن وان الحادث لن يؤثر علي السياحة المصرية. كيف تقيم المخطط والمؤامرة الإيرانية التي تتعرض لها البحرين ؟ - نحن مؤمنون انه مستحيل ان تدخل إيران الخليج عن طريق بوابة البحرين ، وهم يعتقدون اننا البوابة الاسهل في الوقت الذي أثبتنا نحن فيه أنه مستحيل دخول الخليج وقادرون علي ان نكون حائط صد ، إيران تطمح في السيطرة علي الخليج والسيطرة علي المقدسات الإسلامية بشكل عام وعلي آبار النفط في الجزء الشرقي من الخليج واطماعها كثيرة ، وأنا كمواطن بحريني عربي خليجي مسلم أؤكد أن إيران لن تنعم بالخليج وحتي بشبر واحد، وهي لا تلعب علي انها دولة قوية ولكنها تلعب علي نقاط ضعف الخليج، وعلي التشتت العربي من خلال بث الطائفية والعزف علي الوتر الديني الطائفي وتستغل ضعفاء النفوس ، والوضع في الخليج أصبح الآن أكثر قدرة علي مواجهة الأخطار وأصبحت قدرات الخليج في تطور مستمر عما سبق . وما شكل التدخل الإيراني في البحرين ؟ - إيران تدعم الإرهاب والعمل العسكري وبشكل خاص حاولت أكثر من مرة ان تدعم الانقلاب في البحرين منذ ما يسمي الثورة الإيرانية ، كما ان محاولاتها مستمرة بهدف التغلغل في البحرين ، ودعمت عدة محاولات عسكرية وطائفية وإرهابية وكل الأساليب الغادرة ، ولكن البحرين شعب واع خاصة في مواجهة إيران . هل تعتبر أحداث فبراير في البحرين جزءا من هذا المخطط.. وما تقييمك للربيع العربي ؟ - أحداث فبراير في البحرين كانت جزءا من مخطط إيران وللاسف تم دعمها من بعض الدول الكبري والدول العربية وسعت في نشر ما يسمي بالربيع العربي في الخليج ، وهو بالفعل انهار عندما وصل للخليج ولم يستطع ان يزعزع اي نظام في المنطقة علي الرغم من أن الضغط الذي تعرض له الخليج كان أكبر من الدول الكبري الأخري ، مثلا كان هناك محاولات لإضعافنا عسكريا ، وتم التنصل من بعض الاتفاقيات العسكرية في ذلك الوقت بهدف إضعافنا معنويا، ولكننا استطعنا أن نعتمد علي أنفسنا وعلي أشقائنا في الخليج ومصر ، وليس لدينا حليف أقوي وأفضل للبحرين من مصر علي مراحل السنوات الماضية وعلي مدار خمسين سنة ونحن نري في مصر الحليف الأكبر وأي استشعار بالخطر نلجأ لإخواننا المصريين وما يسمي بالربيع العربي تم استخدامه لإضعاف الدول العربية والوضع الحالي أوضح ذلك والنتائج ظهرت الآن كما في ليبيا واليمن وسوريا وتأثيره علي العلاقات العربية العربية ، وتم استهداف العلاقات الداخلية والآن أصبحنا نعادي بعضنا البعض والصراعات الداخلية أصبحت أكبر عدو لنا ونحن كبرلمانيين عرب نحاول أن نخرج من هذا الوضع ونحقق دورا بسيطا فيما يتمناه المواطن العربي من الوحدة العربية والتكاتف علي الرغم من وجوده بين دول ثنائية ولكن ليس علي المستوي الجماعي.. كم دول عربية شهدت محاولات لقلب نظام الحكم او زعزعة الاستقرار بسبب ذلك وبعض الدول فرحت بإسقاط أنظمة دول معينة دون النظر للأبعاد والنتائج بعد ذلك . كيف نجحت البحرين في احتواء خطر الإرهاب، وما تقييمك للتعاون علي المستوي العربي لمكافحته؟ - مكافحة الارهاب ليست فقط أمنية، ودائما الارهابيون أقلية فلابد من عزلهم حتي تستطيع مواجهتهم، ونحن حسنا ظروف المواطنين والشعب عموما وشعروا بحقوقهم وحريتهم ووفرنا لهم متطلبات الحياة ونجحنا عن طريق ذلك عزل الإرهابيين وصعبنا التعامل معهم، اما التعاون علي المستوي العربي والدولي فيجب ان يكثف علي المستوي المعلوماتي والمخابراتي ولكن البداية لابد من التجربة الخاصة اولا لأن كل دولة لها ظروفها وانما كمبادئ فإن التعاون الدولي مهم جدا والأهم هو توفير الحقوق الأساسية للمواطنين حتي تعزل الارهابيين في زاوية يصعب التعامل معهم. كيف تري استمرار التدخل الإيراني في الشأن اليمني .. ومشاركة البحرين في قوات التحالف العربي ؟ - مشاركتنا واجب وطني عربي ونحن نعلم ان ايران تحاول ان تدخل الخليج من بوابة اليمن ايضا من خلال دعم الحوثيين، والتصدي للتدخل الإيراني مسئولية عربية ، وبعض الدول يهمها الأمر واشتركت والآخر رفع يده وكأن الخطر بعيد عنه، والسعودية تؤمن انها مستهدفة من الحدود اليمنية، ووجود البحرين من خلال إيمانها بدورها الوطني القومي العربي وواجبها للحفاظ علي الحدود السعودية وكأنها حماية لحدود البحرين لأننا في مركب واحدا والسعودية لديها مواقف كثيرة في البحرين وهي من غيرت المعادلة في البحرين في 2011 من خلال إرسالها قوات أمنية بطلب بحريني رسمي أوقفت المؤامرة والسعودية الآن تدافع عن حدودها العربية ونحن نرد الجميل . البحرين تتعرض لهجمات دولية ممنهجة عن طريق ملف حقوق الإنسان .. ما تقييمك لهذه الحملات ؟ - البحرين دخلت في مشروع إصلاحي بفضل الملك الذي حاول إحياء الحياة النيابية وأصبح هناك حريات للصحافة والإعلام وحق إنشاء جمعيات »أحزاب» والعمل الحزبي موجود ، وللاسف الاستهداف جزء من مؤامرة طويلة الأمد تتعرض لها البحرين ، لا يعتقد أحد ان البحرين تعرضت لمؤامرة في 2011 وانتهت بل بالعكس لا زالت مستمرة ، ونحن نعلم اننا في معركة وجود وهناك تخاذل من بعض الجمعيات ومحاولات تأويل بعض الأمور البسيطة، وهناك خلط بين التصدي للإرهاب الذي يواجهه الغرب ويستخدم العنف بلا رحمة من أجل مواجهته، وبعض الدول تستخدم الرصاص الحي بينما نحن نحاول ضبط النفس في كثير من الأمور والآن رجال الأمن يتعرضون لمؤامرات قتل .. هناك تواطؤ بين المنظمات وبعض الدول، وملف حقوق الإنسان دائما ما يستخدم ضد الدول العربية بواسطة الدول الكبري بالأخص بهدف الوصول لأهداف معينة ومصالح معينة.. ولماذا لم يتطرق المجتمع الدولي لملف حقوق الإنسان في إيران او أسرائيل، علي الرغم.. اننا نواجه إرهابا حقيقيا نواجهه بالدستور الذي يحمي الجميع، والمجلس الوطني التشريعي يضم كل الأطياف السياسية، والعملية الانتخابية قائمة ومن المقرر أن تكون الانتخابات نهاية العام وفق معايير دولية .