لعل سؤال الساعة علي الساحة السياسية العربية، يتلخص في الآتي. لماذا نجحت الثورة في مصر وتونس؟ ومازالت تراوح مكانها في اليمن وسوريا وليبيا. بل انحرف مسار الاحداث ،حتي اخذ شكل الحرب الاهلية في الجماهيرية. والتي تسير في طريقها الي النموذج العراقي، ودون امل في الحل في اليمن. وحرب استنزاف في سوريا. مع الوضع في الاعتبار، انني ضد فكرة استنساخ الثورات. علي خلفية اختلاف ظروف كل دولة، وغياب " كتالوج " واحد. يساعد في فهم مايحدث ،او توقع سيناريوهات المستقبل. وظني ان الاجابة ،تتلخص في الاتفاق علي ان نجاح الثورة في مصر وتونس. يعود الي توافر ثلاثة عوامل فقط ...الاول صمود الشعب في الميادين العامة .طوال ايام الثورة التي استمرت 18 يوما، في الحالة المصرية. بل زادت الاعداد انها ووصلت الي عدة ملايين في جمعة التنحي. ولم تقتصر علي ميدان التحرير، بل تحولت كل المدن المصرية. الي بحور من البشر.. الثاني انحياز المؤسسة العسكرية منذ اللحظة الاولي الي مطالب الشعب. التي وصفت بأنها مشروعة .والاشارة الي ان القوات المسلحة ،لن تقف ضد الجماهير. بل كان واضحا، ان القوات المسلحة .التي نزلت الي الشارع ،منذ اليوم الثالث للثورة. تحاول ان تخلق مسافة بينها وبين النظام .حتي اتسعت ،واصبح هناك صعوبة في الالتقاء علي برنامج عمل بين الطرفين .ولعل التاريخ سيكشف الكثير من الاسرار. حول ماجري خلال تلك الايام ...والعامل الثالث يتعلق بالضغوط الخارجية، وهو سبب مؤثر. خاصة وان النظام السابق في مصر وتونس حول علاقاته الخارجية مع امريكا واوربا. الي ضمانة لبقائه، وكان شعور مبارك وبن علي، بان تخلي واشنطن وعواصم الغرب عنهما. من الاسباب التي ساهمت الوصول الي نهاية الاحداث بتلك السرعة. وعودة الي السؤال الاساسي. نستطيع وضع مشروع الاجابة. ونقول ان هناك عاملين متوافرين في الاحداث .التي تمر بها الدول الثلاث، مع اختلاف المعدلات والنسب .صحيح ان اليمن يشهد تظاهرات مليونية في العديد من المدن الرئيسة. وهي بنسب اقل في سوريا، وتغيب في ليبيا .التي تحولت الي مواجهة عسكرية. قوات الناتو تلعب دورا رئيسا .بينما التظاهرات تبدو اقل في سوريا، من حيث الاعداد ،كما ان الضغوط الاجنبية ايضا موجودة ،وان كانت بصورة متفاوتة. وفقا لمصالح الغرب . فالخوف من القاعدة عامل مهم ،في تخفيف الضغوط علي النظام اليمني. كما ان "تور تة النفط "والاستثمارات ،وراء زيادة معدلاته في الحالة الليبية ،الذي وصل الي التدخل العسكري، كما ان الظروف الاقليمية تمثل عامل ضاغط علي الغرب. وتمنعه من تطوير مواقفه تجاه سوريا .ويبقي العامل الاهم والغائب. وهو عدم وجود موقف موحد من المؤسسة العسكرية ،تجاه الاحداث. اما بفعل الضعف كما في ليبيا .واقتصار الكتائب القوية والمدربة ،علي قيادة ابناء القذافي الساعدي والمعتصم وخميس. وهي التي تخوض المواجهات .وهو نفس الامر في سوريا ،حيث يتولي قيادة العمليات العسكرية العقيد ماهر الاسد .ويترأس الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ذراع النظام الطويلة وآلة البطش. كما ان بقية قيادات المؤسسة العسكرية والامنية، من الطائفة العلوية. التي تمثل01٪ من سكان سوريا. ولاتبدو الصورة مختلفة في اليمن،حيث الانقسام اكثر وضوحا. بعد انشقاق قائد الفرقة الاولي المدرعة اللواء علي محسن الاحمر، الاخ غير الشقيق للرئيس اليمني .مع عدد من قادة ألوية الجيش. وهذا لاينفي ان المؤسسة العسكرية والامنية. يسيطر عليها، ابناء الرئيس، وابناء اخوته واقاربه وازواج بناته وأصهاره. وفي المقدمة العميد احمد علي صالح ،الذي يتولي رئاسة الحرس الجمهوري. ناهيك عن القوات الخاصة والامن المركزي حفظ الله لمصر مؤسساتها العسكرية !! [email protected]