استمرت الاحداث المؤسفة التي وقعت يوم الثلاثاء الأسود حتي أمس وتواصلت الاعتداءات علي مبني وزارة الداخلية، التي ردت باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة والمولوتوف..وتولي الجيش حراسة وزارة الداخلية، وقام بتفريق المتظاهرين واغلقت الشوارع المؤدية إلي مبني الوزارة، وردد المتظاهرون: الجيش والشعب إيد واحدة. وأسفرت الاحداث التي بدأت في ميدان التحرير مساء أمس الأول عن إصابة 1114 مواطنا .. وتم ضبط 40 متهما اغلبهم عمال ومهنيون ومن بينهم طلبة بالثانوية، وبعضهم من الصعيد، كما ان بينهم امريكي وبريطاني وقال ان التعليمات الصادرة لكل قوات الشرطة هي عدم التعامل مع أي مظاهرات سلمية وان التعامل يجري فقط مع المحاولات المستمرة للتعدي علي مبني وزارة الداخلية أو اقتحامها لأن ذلك يعتبر اتلافا وتخريبا وخروجاً علي القانون. وحذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة من المحاولات المنظمة التي يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة لاحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية، لتحقيق أهدافهم المغرضة، واهاب في بيانه رقم 56 بالشعب وشباب الثورة ومفجريها عدم الانسياق وراء هذه الدعوات، ودعا إلي مقاومتها واجهاضها. وأكد د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن هناك شيئا منظما لنشر الفوضي في البلاد، مجدِدًا دعوته لشباب الثورة وغيرهم من أبناء الشعب المصري للمحافظة علي ثورتهم ثورة 52 ينايرالمجيدة. وأوضح شرف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج صباح الخير يا مصر أن هذا الموقف يعد محكا لشباب الثورة وغيرهم من القائمين عليها. كما أشار إلي أنه مازال ينتظرالتحقيقات للوقوف علي حقيقة الأوضاع، مطالبا شباب الثورة بمعرفة أن هذه ثورتهم ويجب عليهم بجانب الحكومة والشرطة المحافظة عليها،. وحول مطالب أسر الشهداء قال "إنه يتم تكوين صندوق بشكل مؤسسي من أجل استمرار الخِدمات لأسر الشهداء، ولدينا مجموعة من المشروعات، وهناك أطباء يرغبون في المشاركة في معالجة أسرالشهداء وندرس ذلك". وأضاف شرف أن الشرطة كانت تقوم أمس بحماية الممتلكات العامة، وأنها لم ولن تستخدم العنف إلا إذا ما كان هناك عنف في المقابل، مشيرا إلي أنه يقوم الآن بتطوير أداء الشرطة، وأنه يطلع علي جميع وجهات النظر حول هذا الشأن. وابدت القوي السياسية مخاوفها من هذه الاحداث المؤسفة ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلي عدم الانسياق وراء دعوات الفوضي في حين حذر الحزب الناصري من جر البلاد لحرب أهلية. وقال حزب التجمع ان فلول الحزب الوطني اجبن من أن يتظاهروا، واتهمت جماعة 6 أبريل في التسبب في هذه الاحداث. وقال ممدوح حمزة أمين عام المجلس الوطني ان من تسبب في الاحداث هم بلطجية مأجورون. كانت الاحداث قد اندلعت بعد قيام إحدي الجمعيات الخيرية باقامة حفل لتكريم عدد من اسر الشهداء بمسرح البالون مساء أمس الأول، وسرت اشاعة بين اسر الشهداء المعتصمين امام ماسبيرو ان الحكومة هي التي تقيم الحفلة للتغطية علي محاكمة العادلي، فتوجه المعتصمون إلي مسرح البالون وحاولوا اقتحامه، وتدخلت قوات الامن وألقت القبض علي عدد من مثيري الشغب، مما اثار حفيظة المتظاهرين وتوجهوا إلي وزارة الداخلية، وحاولوا اقتحامها.