لولا ترسيم حدودنا البحرية مع قبرص واليونان لما أنجزنا المشروع حياتي ثمن لأمن مصر.. و»اللي عايز يضيع مصر يخلص مني الأول» سأطلب من المصريين منحي تفويضاً لمواجهة الأشرار إذا استدعي الأمر لن ننسي وقفة إيطاليا إلي جانبنا.. ونعمل للقبض علي مرتكبي حادث ريجيني شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس مراسم حفل افتتاح مرحلة الانتاج المبكر من حقل ظهر للغاز الطبيعي غرب محافظة بورسعيد، والذي »يعد أكبر حقل غاز في مصر» تم اكتشافه في البحر المتوسط. بدأت مراسم الاحتفال بتلاوة من آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ أحمد تميم المراغي. أكد الرئيس السيسي أن ترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان أسهم في سرعة إنجاز مشروع حقل ظهر للغاز. وقال السيسي خلال مراسم افتتاح حقل ظهر إنه ما كان لنا انجاز هذا الحقل دون ترسيم الحدود مع قبرص واليونان، وأشار إلي أن مستقبل الدول لا يبني بالكلام ولكن بالمجهود والعمل بشرف الكلمة والمسئولية. وتابع الرئيس أن ترسيم الحدود أتاح لنا أن نعرض علي الشركات العالمية مناطق امتياز لاستكشاف الثروات: »أنا أوضح هذا الكلام للجميع الآن لأنه من الواضح أننا مش عارفين يعني إيه دولة، ده مصير 100 مليون يا جماعة». وأضاف الرئيس السيسي »أقول لكل الناس أن تخلي بالها لأنه ممكن أحد يقول لا داعي لتنفيذ هذا المشروع، ولا داعي لأحد أن يقول كلاما يضر به بلده، فلو لم نقم بترسيم الحدود مع قبرص لما كانت تتاح لنا الفرصة لهذا المشروع العملاق، ويجب توضيح الأمور للمواطنين، أنه لو لم ننفذ الترسيم فلن تأتي الشركات معنا للعمل والبحث والتنقيب»، وقال »إن العمل والاستكشاف في هذه المناطق له قواعد وقوانين دولية تحكم العمل في المياه العميقة المشتركة بيننا وبين الدول التي لها معنا حدود مشتركة، إن هذا الكلام ينطبق علي كل الحدود البحرية سواء كان في البحر المتوسط أو البحر الأحمر». وأضاف: »حين يتحدث أحد عن هذا الموضوع ويضيع علينا 100 مليار دولار فإنه بحديثه يمكن أن يضيع بلدا، وما أقوله الآن لا أقوله لنفسي فقط بل لكل مسئول مصري ولكل مواطن وأدعوه أرجوك قبل ما تتكلم أو تفكر في إجراء ما، أنظر إلي البلد وكيف سيعيش؟، وأقول إنه ما كان لنا أن نطرح الاستكشاف في هذه المنطقة، إلا إذا كنا قد انتهينا من ترسيم الحدود»..قال الرئيس خلال مداخلته »أرغب في أن أوضح هذا الكلام لأن مستقبل الأمم والشعوب وحياتها لا يتم بالكلام فقط، نحن نحتاج لنتعلم كثيرا لمعرفة يعني إيه الدولة، أقول هذا الكلام لي ولغيري فكلنا نحتاج ذلك، لأنه من الواضح أننا لا نعلم ذلك». وأشار إلي أن »بعض الناس يتحدث في أمور ويتصدي لموضوعات لا علم له بها، ولكنه يتكلم دون عمل حساب لمصير 100 مليون مصري، وقد أحببت أن أوضح هذا الكلام تحديدا لأننا ما كنا شهدنا هذا اليوم إلا بعد قيامنا بترسيم الحدود الذي أتاح لنا أن نعمل مع شركات ونقول لها عندنا مناطق بحث واستكشاف وحين أتوا إلي مصر أكرمنا الله سبحانه وتعالي وحدث هذا الاكتشاف الذي سيدر علينا دخلا كبيرا». وقال الرئيس: »إن الأرقام المتوقعة من هذا الكشف حلم، فلا أحد يتصور أن البلاد تكبر بالكلام، ولكنها تتقدم بالعرق والجهد والمسئولية والأمانة والإخلاص والشرف، أي بشرف الكلمة والمسئولية، كلمة شرف ليست بالبسيطة ولكنها كلمة سيحاسبنا عليها الله سبحانه وتعالي الذي يعلم السر وأخفي ولا أحد يستطيع خداعه سبحانه وتعالي». وقال: »أنا إنسان في ثانية أروح عند ربنا لكن البلد متروحش، عشان كده محدش يعبث بأمن مصر يا جماعة، وافهموا يا مصريين محدش ياخدكم في سكة ويضيع بلدكم وهو مش فاهم حاجة في الدنيا». »قسما بالله أن ما ترونه الآن علي أرض الواقع لم يكن ليتحقق أبدا بغير الاستقرار والأمن وثباتكم يا مصريين، من فضلكم لا أحد يأخذكم للضياع، هذا الحقل سينتج 60% من طاقة الكهرباء في مصر، »الدنيا مش بتشتغل لوحدها والدنيا بتشتغل لأن وراها دولة بتشتغل ووراها بلد بتعيش وناس مسئولة بتحافظ عليها ومحدش يتكلم علي بلده ويبقي عايز يضيعها وينسي حقوق ال100 مليون مصري». وهنا حذر بعبارات قوية قائلا »أي أحد يفكر في أن يلعب فيما يتعلق بأمن مصر واحنا موجودين فيها أنا أروح أموت الأول قبل ما حد يلعب في أمنها، ويضيع ال 100 مليون لازم أنا أكون ميت الأول، اسمعوا اللي بقولكم عليه اللي عايز يلعب في مصر ويضيعها لازم يخلص مني أنا الأول، لأن أنا لن أسمح والله العظيم لن أسمح، أنا أروح بس ال 100 مليون يعيشوا، أروح بس ال 100 مليون يعيشوا». وحذر الرئيس السيسي من أن ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر ثانية في مصر، قائلا: »إللي منجحش ساعتها هتنجحوه دلوقتي انتوا باين عليكم متعرفونيش صحيح، والله أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتي أنا وحياة الجيش، محدش يفكر يدخل معايا في الموضوع ده أنا مش سياسي بتاع الكلام أنا لم أتحدث أبدا بهذه الطريقة لكن الواضح إن الناس مش واخدة بالها احنا مش بنبي البلد بالكلام، البلد دي علشان ترجع كدة تاني ربنا وحده فقط الذي يعلم هي رجعت كدة إزاي». وأضاف: »إن من يفكر في أن يقترب من مصر سأقول للمصريين انزلوا تاني لمنحي تفويضا أمام الأشرار، وهقول للمصريين تاني لو الأمر استمر علي هذا النحو وفكر أحد أن يضر بمصر وأمنها سأطلب منكم تفويضا ثانيا لأنه ستكون هناك إجراءات أخري ضد أي أحد يعتقد أنه من الممكن أن يعبث بأمنها ونحن موجودون.. أنا لا أخاف سوي من الله ولا أخاف إلا علي مصر». وتابع: »إن ما أورده المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عما حدث في 2011 بشأن توقف الإنتاج وتناقص الاحتياطي مما اضطر الحكومة لاستيراد منتجات بترولية بقيمة 1.2 مليار دولار شهريا، ولم تكن الناس واعية لكيفية سير هذه الأمور وإنفاق هذا المبلغ الكبير شهريا حتي يمكن لهم أن يجدوا الوقود اللازم لسياراتهم والبوتاجاز اللازم لبيوتهم، فضلا عن أننا لم نكن نبيع الوقود بثمنه الحقيقي بل نبيعه مدعوما لأنه ضروري لتحقيق الاستقرار والأمن». وأضاف الرئيس »إن مصر لن تنسي وقفة إيطاليا إلي جانبها خاصة بعد حادثة جوليو ريجيني»، مؤكدا أن هناك أطرافا عمدت إلي إفساد العلاقات بين البلدين. وأضاف السيسي: »إن البعض كان يريد أن يفسد العلاقات بين مصر وإيطاليا لتتوقف علاقات المودة والمحبة بينهما نتيجة هذا الحادث، وحتي لا نصل لمثل هذا الاكتشاف الكبير». وأكد الرئيس أن إيطاليا أقرب بلد لمصر في البحر المتوسط، معربا عن تعازيه باسم مصر لأسرة ريجيني كما أكد أن الدولة ستواصل العمل حتي يتم القبض علي الجناة الذين ارتكبوا هذا الأمر وتقديمهم للعدالة لمحاسبتهم. ووجه الرئيس السيسي الشكر لشركة (إيني) الإيطالية العملاقة ولرئيسها كلاودي علي ما قدموه لمصر في تنفيذ مشروع حقل (ظهر) للغاز الطبيعي، حيث إنهم كانوا علي قدر المسئولية في تنفيذ وإنهاء المشروع في الوقت المحدد. وقال السيسي: »لا بد أن أوجه الشكر والتقدير والاحترام لشركة إيني وللصديق العزيز كلاودي، لأنه تحمل معنا الكثير وأثبت أن العلاقات بين مصر وإيطاليا أقوي بكثير، كما أننا لم نطلب منه طلبا إلا كان هو وشركته قدر التحدي، وكل الالتزامات التي طلبت منه عملها بمنتهي الكفاءة وفي التوقيت المطلوب وهذا يعد تحديا ضخما جدا علي مستوي هذا العمل كون التكنولوجيات المستخدمة متقدمة جدا وفيها أعمال كثيرة معقدة». وأكد الرئيس أن شركة (إيني) العملاقة كانت علي قدر المسئولية ونفذت وعدها معنا، قائلا: »إنني لم أشكره باسمي فقط ولكن أيضا باسم الشعب المصري».