كلما سمعت الأغنية الشهيرة المصاحبة لاستعراض فرقة رضا للفنون الشعبية (حلاوة شمسنا) تذكرت مشروع إنشاء المحطة النووية بمنطقة الضبعة - فالشيء بالشيء يذكر- .. فالمحطة التي أجريت الدراسات لإنشائها منذ عقود لتوليد الكهرباء مضي زمانها وأوشك العالم أن يتخلي عنها.. وما دمنا قد تأخرنا كثيرا عن ركب التكنولوجيا - كالعادة- وجرت في النهر مياه جديدة ، فلماذا لا نستمع لأصوات علماء أجلاء بح صوتهم محذرين من أخطار المحطات النووية ؟ فمازلنا نتذكر كارثة تسرب الإشعاع النووي من مفاعل تشرنوبيل الذي أثار الرعب في العالم كله ولا زالت آثاره باقية حتي الآن .. وأخيراً كارثة التسرب الإشعاعي من مفاعل فوكوشيما نتيجة الزلازل العنيفة التي ضربت الجزر اليابانية منذ شهور وما صاحبها من موجات تسونامي التي أصابت البنية الاقتصادية للدولة لكنها شكلت تحديا جديدا للشعب الياباني فبدأوا علي الفور في بناء اقتصادهم من جديد .. لكن الحادث الجلل دق أجراس الإنذار منبها العالم كله لخطورة المحطات النووية فبدأت الدول الأوربية في إغلاق محطاتها النووية والبحث عن مصادر بديلة للطاقة النظيفة وأهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية .. وما أغني مصر بهذه النعم التي اختص الله تعالي بها البلاد العربية وحرم منها دول العالم المتقدم حتي أن بعض الدول الأوربية عرضت اقامة مشروعات لبناء محطات لتوليد الطاقة الشمسية في منطقة شمال أفريقيا وتصديرها لهم ، بينما استغرقنا سنوات في مناقشة مدي ملاءمة الضبعة كمكان لاقامة المحطة النووية في مواجهة فريق من رجال الاعمال أرادوا الاستيلاء علي المنطقة لتحويلها لمنتجع سياحي وكأن كل شواطيء البحرين الأبيض والأحمر التي استولوا عليها لا تكفيهم ! وما ان حسم الجدل وتم الاستقرار علي الضبعة كموقع لبناء المحطة النووية حتي بدأت الشركات العالمية المتخصصة في بناء المفاعلات تتنافس علي الفوز بهذه الفرصة الثمينة بعد أن أفل نجم نشاطها كله علي المستوي العالمي، وانتهز المتحمسون للمشروع فرصة تعيين حكومة جديدة بعد ثورة 25 يناير فأعادوا طرح المشروع بالحاح غريب ومريب رغم أنها حكومة انقاذ وطني ولديها أولويات أكثر أهمية للشعب مثل توفيرالأمن وتأمين الغذاء ورغم سوء الأحوال الاقتصادية وتناقص الاحتياطي النقدي الاجنبي وعدم توافر مليارات الدولارات اللازمة لتمويل المشروع الضخم الذي يستغرق بناؤه سبع سنوات ، ولعل صعوبة توفير شروط الأمان النووي هي أخطر المحاذيرالتي تحملنا علي الابتعاد عنها حتي لا تتسبب في كوارث فاهمال معظم جهات العمل لعنصر الصيانة والامان الصناعي أمر شائع في بلدنا ، بالاضافة الي ضرورة دفن المخلفات النووية علي أبعاد عميقة من الأرض وفق شروط علمية قاسية وهذه المخلفات النووية تبقي في الارض لآلاف السنين مما يهدد الاجيال القادمة أيضا ، ومن المعروف أن المناطق المطلة علي البحر المتوسط معرضة للغرق مع الذوبان الجليدي المتوقع حدوثه خلال 20 عاما علي الأكثر مما يؤكد غرق المفاعل وتسرب الاشعاع الذري .. ومنذ أيام أصدر مجلس الوزراء قرارا حاسما بتأجيل طرح المشروع لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. لكن هذا التأجيل لا يعني صرف النظرعن الفكرة و التوجه لاستغلال موارد الطاقة النظيفة التي يتجه اليها العالم الآن ولدينا تجارب ناجحة في مزارع الرياح بالزعفرانة ومحطة الطاقة الشمسية بالكريمات وتوليد الكهرباء من السد العالي ، ومهما بلغت تكلفة انشاء مزارع الرياح أومولدات الطاقة الشمسية فهي الأنظف والأكثر أمانا . بيعت سيارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتاجر مجهول بمبلغ 50 ألف جنيه من خلال موقع علي الانترنت وفات الحكومة فرصة اقتنائها لضمها لمتحفه الذي سمعنا مرارا عن انشائه بمنزله دون خطوات عملية رغم مرور 41 عاما علي وفاته..!