ظهرت بعد الثورة الاعلامية هالة ابو علم ضمن قائمة اطلق عليها القائمة السوداء لاعلاميي مبني ماسبيرو ليس لانها من الفاسدين ولا المختلسين انما فقط لانها كانت احدي مندوبي التليفزيون في رئاسة الجمهورية لفترة طويلة وقررت هالة الاستقالة منذ ايام ولكنها تراجعت عنها في الفترة الاخيرة. في البداية سألتها أنت ظالمة ولامظلومة؟ الحياة محطات... وكلنا ضحايا بصورة أو بأخري لكن الحياة يجب أن تستمر، ومن كان مظلوما ستعود له حقوقه في وقت من الاوقات تصديقآ للقسم الالهي »وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين« وإذا كنت قد تعرضت لنوع من الإضطهاد أو التهميش في الفترة الماضية، فعزائي هومكانتي في قلب الجمهور المصري الذي أحبني واحترمني ولم ينسني رغم محاولات إقصائي من علي الشاشة. وهل رد اليك اعتبارك بعد الثورة ؟ ثورة 25 يناير كانت حلمآ حققه الله تعالي، فقد شعرت بالفخر، عندما كان العالم يتابع اسلوبنا الحضاري في التظاهر ضد الظلم والاستبداد وتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري، والفساد الذي استشري في كل المؤسسات وعلي رأسها المؤسسة الاعلامية، وبالتالي فان مجرد سقوط رؤوس الفساد في الاعلام رد الي اعتباري وأعتبار كل اعلامي شريف . ولكنك في فترة من الفترات كنت تقومين بتغطية أخبار الرئاسة؟ هذا صحيح، فأنا موظفة في الجهاز الاعلامي للدولة وأنفذ ما أكلف به أنا وغيري. ولماذا لم تعتذري عن هذا العمل؟ بالفعل اعتذرت عن الاستمرار في تغطية أخبار الرئاسة منذ عام 2008. وهل تقدمت باستقالتك منذ ايام وما هي الاسباب؟ لقد بادلت جمهور المشاهدين المصري حبآ بحب وإحترامآ بإحترام، الا أنني فوجئت بمن يحاول ان يزج بأسمي داخل ما يسمونه قائمة سوداء، وهو الامر الذي أصابني بصدمة شديدة واحساس بالظلم دفعني في لحظة تأثر لكتابة استقالتي وبعدما هدأت تراجعت في قراري. إذا انت مستمرة في عملك؟ لقد فكرت وقررت ان استمر في القيام بدوري وواجبي من اجل النهوض بالرسالة الاعلامية المصرية بعد الثورة، لكني لا اقبل ان يزايد احد علي وطنيتي وحبي لبلدي. كيف كانت علاقة العمل مع عبد اللطيف المناوي ؟ لا تتصور مدي الألم الذي يمكن ان تشعر به عندما تفرض عليك الظروف ان تمارس عملك تحت ضغوط الارهاب الوظيفي، والتلويح الدائم بإمكانية الاستغناء عنك في اي وقت، وممارسة أبشع انواع الحرب النفسية عليك بكافة أشكالها مستخدمآ في ذلك كل الادوات والامكانيات التي توفرات له بحكم منصبه، مما يدفعني بعد ذلك الي ترك العمل في قطاع الاخبار، عندئذ ادركت أن ما أمر به ابتلاء واختبار من الله اخترت معه ان اصبر واتحدي وان لا اجعلهم ينجحون فيما خططوا له. لقد ظلمت من قبل فكيف تتفادي ظلم الآخرين؟ أعوذ بالله من الظلم، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ومن يتق الله ويخشاه سيتجنب إيقاع الظلم بالآخرين.. ولكن، وضع معايير محددة وموضوعية وقواعد معروفة وواضحة للعمل الاعلامي تطبق علي الجميع دون إستثناء. هل لديك شلة من المذيعين؟ اكره فكرة الشللية من الاساس، فالجميع لدي سواسية، ولكن لا شك أن المتميز والكفء لابد ان ينال تقديره وحقوقه وان يحصل علي فرصته كاملة ويجب تشجيعه ودعمه، أما الفاشل والمتآمر فأعتقد أنه لا يجب أن يكون له مكانه في هذه المرحلة، خاصة في ظل معايير واضحة الملامح تحدد منهجية العمل الاعلامي وأهدافه. عندما تنهي خدمتك في الاعلام ما الذي تفكرين في عمله بعد ذلك؟ أعتقد انه لا توجد سن معينة لإعتزال الاعلامي طالما انه يحمل فكرا جديدا ورؤية تدفع الناس الي مناطق التنوير والوعي، والاعلامي الذي يملك هذه القدرة حتي ولو كان وراء الشاشة أعتقد أنه سيستمر في مهمته وعطائه. من هي المذيعة التي ترين نفسك فيها؟ أري نفسي في كل مذيعة تشعر بمسئولية انها تظهرعلي شاشة التليفزيون المصري وأنها يجب أن تحافظ علي تاريخ هذه الشاشة التي طالما وأضاءت المنطقة بأكملها، فالتليفزيون المصري يستحق بالفعل ان نخلص له، وأنا واحدة من المذيعات ازعم أنني لم أقصر، وبالتالي فكل مذيعة تجتهد أري نفسي فيها. هل تخشين من عسكرة الاعلام كما يتردد؟ اثق تمامأ في المؤسسة العسكرية، التي أثبتت وعلي مدي التاريخ أنها الدرع الواقي للشعب المصري، وقامت بحماية ثورة 25 يناير ووفرت لها عوامل النجاح بل وكما نري الآن ومن خلال وجود اللواء طارق المهدي ممثلا للمجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي نكن له جميعا كل الاحترام والتقدير، أنه لا يدخر جهدآ من أجل تحقيق الاستقرار في ماسبيرو والعمل علي إرجاع الحقوق لأصحابها. ما هي روشتة النهوض بشاشة التليفزيون المصري من وجهة نظرك؟ لابد من الاعتماد علي الوجوه الشابة، وضخ دماء جديدة في شرايينه، والحرص علي ان تكون هذه الوجوه موهوبة فعلا وتتاح لها الفرصة كاملة بحيث يطلق العنان لكل الافكار الجديدة والجريئة. والعدالة أيضا شيئ مهم. أما الادارة السليمة التي تعتمد علي ثلاثية العقل والمنطق والضمير فهي القاطرة التي يمكن ان تقود ذلك كله وتصل بالتليفزيون المصري الي محطة النجاح وإستعادة عرشه مرة أخري. ما هو دور زوجك الاعلامي والرياضي أحمد ناصر في حياتك؟ أحمد ليس شريك حياتي الخاصة فقط وابو ابنتي الوحيدة، لكنه شريك رحلتي المهنية، وكثيرا ما نتناقش من خلال افكار ورؤي لا تنتهي حتي نصل في النهاية الي قرار يشعر كلانا انه قرار صائب. بإختصار هو المرآة التي ادقق النظر فيها قبل أن أفعل أي شيئ. هل انت متفائلة أم متشائمة بالمستقبل؟ بكل تأكيد أنا متفائلة، فما مضي لا يمكن أن يعود مرة أخري، وهو درس بليغ لمن يعتبر، وما نراه الآن من إختلافات تطفو علي الساحة ما هو إلا نتيجة للقهر السياسي والاجتماعي الذي عاني منه الشعب المصري طوال الفترة الماضية. ولكن ما نحتاجه بالفعل حتي نصل الي بر الامان بإذن الله هو إصلاح القلوب وإخلاص النوايا ليعود الانسان المصري صانعا لتاريخه ومستقبله من جديد.