الروضة.. اسم لن يمحوه التاريخ من الذاكرة تلك القرية التي قدمت 311 شهيدا من ابنائها داخل المسجد سيظل صمودها نبراسا لكل الاجيال القادمة وسيذكر التاريخ اسمها بحروف من نور أبناؤها يملكون قلوبا من ذهب واخلاصا وحبا للوطن لم يخافوا ولم يهابوا ولن يتركوا قريتهم بعد الحادث الجبان قرروا التحدي وزادهم الحادث اصرارا علي الوقوف في ظهر الدولة ومع الجيش والشرطة يحاربون معا يدا بيد خفافيش الظلام.. لم نتردد لحظة واحدة قررنا ان نذهب اليهم نواسيهم ونقف بجوارهم نجفف دموعهم ونخفف من احزانهم وآلامهم لكننا وجدناهم اقوي منا ارادة صلبة واصرار علي الصمود والوقوف في وجه اعداء الحياة ورغم التحذيرات من سيناء والإرهاب قررنا ان نذهب اليهم..بدأنا الرحلة في الرابعة فجرا ورغم برودة الجو والشبورة إلا ان حماسنا وشوقنا الي سيناء كان اقوي قطعنا مسافات طويلة حتي وصلنا الي القنطرة غرب ثم عبرنا الي الجانب الاخر بالعبارة وتخيلنا ونحن علي ظهر العبارة منظر القناه بعد تشغيل الانفاق وكيف ستكون جنة الله في ارضه.. وكنز مصر الذي سيملأها بالخيرات خاصة بعد ان شاهدنا شاحنات النقل المحملة ببضائع سيناء وخيراتها وخاصة الملح والرمل الزجاجي تلك الخيرات التي ارادوا ان يحرمونا منها الشاحنات مصفوفة بطول 7 كيلو مترات انتظارا لعبور القناة.. وصلنا اخيرا الي بئر العبد ومنها الي قرية الروضة التي تبعد عن العريش 40 كيلو مترا وقد تبدلت مشاعرنا من الحزن والبؤس الي امل وتفاؤل وفخر بما رأيناه خلال رحلتنا سيناء ليست كما يروجون وليست معزولة عنا فهي قطعة من ارضنا ومحفورة في قلوبنا.. يعمل بها آلاف المصريين بحب واخلاص وتفان فرجال الجيش والشرطة يبذلون تضحيات وجهد واضح للحفاظ علي جوهرتنا الغالية يكفي اننا شاهدنا فريق عمل منهم يفككون احدي العبوات الناسفة فانفجرت في احد الضباط ليلقي ربه شهيدا وكيف اكمل زملاؤه عمله وكأنه حدث عادي رغم قلوبهم وقلوبنا الممزقة فحب الوطن والاخلاص له والاستشهاد من اجله انها عقيدتهم كان الله في عونهم وقدرهم في مواصلة عملهم الذي جعل سيناء آمنة عكس مايروجه البعض فقد ذهبنا وعدنا في امان لم نشعر بأي خطر لم التق من قبل بسيدات سيناء كنت اتخيلهن منكسرات ضعيفات لايخرجن من بيتوهن لكني فوجئت بعزيمة وقوة واصرار نعم كل منهن فقدت شهيدا واثنين واكثر لكنهن احتسبن شهداءهن عند الله وعلي استعداد لتقديم انفسهن ايضا فداء للوطن بمجرد ان علمن أننا من مؤسسة مصطفي وعلي امين الخيرية واتينا اليهم لنضمد بعض جراحهم ونقدم لهم مساعدات رمزية بسيطة .. فقد قررنا تخصيص 3٫5 مليون جنيه لاهالي الشهداء يتم صرفها علي مرحلتين الاولي مليون و530 الف جنيه في مركز شباب القرية تجمعت اسر الشهداء وفريق عمل الاخبار وليلة القدر وتولوا انهاء اجراءات التسليم ل 153 من الارامل واهالي الشهداء بواقع 10 آلاف جنيه لكل اسرة خصصتها ليلة القدر مساهمة منها في مد يد العون وتخفيف العبء واثناء تسليم الشيكات قالوا لنا ليتكم تخرجوها صدقة علي ارواحهم فلم تعد حاجة لدينا للنقود يكفي ان تزورونا ونشعر انكم بجوارنا لقد حضر الينا عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة ونحن لانريد اكثر من ذلك اتفقنا ان نكرر الزيارة مرة اخري علي ان يقبلوا مساعدات ليلة القدر التي نعتبرها مجرد رمز بسيط لاهتمامنا واهتمام كل مصري بسيناء وأهلها. وتحدثت الكاتبة الصحفية صفاء نوار مديرة المشروعات الي الاهالي قائلة بأن مؤسسة الاخبار وعلي رأسها الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس التحرير ومؤسسة ليلة القدر برئاسة الاستاذة صفية مصطفي امين تساهم بشكل جدي وحقيقي في تنمية قري شمال سيناء لانها اصبحت ضرورية ولا تألو جهدا لتوفير الدعم المادي والعيني لابناء هذه المحافظة وانها خصصت 3.5 مليون جنيه لاهالي شهداء قرية الروضة علي مرحلتين لمساعدة تلك الاسر في فتح باب رزق لهم وتخفيف المعاناة عنهم وقبل مغادرتنا للقرية ذهبنا إلي المقابر للسلام وقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء.