ملاحات مصر تعد كنزا يحوي مليارات الأطنان من الأملاح المتنوعة ذات الاستخدامات المتعددة في المجالات الصناعية والطبية والغذائية وحتي اذابة الثلوج من ممرات ومهابط الطائرات في العواصم العالمية لو أحسن استغلالها لأصبحت مصدراً مهما من مصادر الدخل القومي نظرا لقيمتها الاقتصادية. واحة سيوة الفريدة التي تقع جنوب غرب مدينة مرسي مطروح ستظل واحة الأسرار علي الرغم من عدم البوح بكافة أسرارها . وتلك الواحة تنتشر علي أراضيها اشجار النخيل والزيتون بجوار عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة ولم تكتف بوجود معبد الإله آمون وقاعة تتويج الاسكندر الاكبر ومعبد الوحي أو التكهنات علي أراضيها بل اشتهرت رمالها الساخنة بجبل الدكرور في علاج بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل والعضلات والروماتيزم وآلام الظهر والرقبة . والسر الأكبر بواحة سيوة الفريدة هو اكتشاف بحيرات من الملح البلوري المنتشرة علي مساحة اكثر من 47 الف فدان موزعة علي بحيرات سيوة والمراقي واغورمي والزيتونة حيث كانت قديما بحيرات للصرف الزراعي فقط قبل أن تتحول الي كنز يحوي ملايين الأطنان من الملح الصخري البلوري الذي يعد من انقي انواع الملح في العالم. يقول المهندس محمد حبون أحد أبناء واحة سيوة انه يتم استخراج الملح من الواحة بواسطة 7 شركات استثمارية كبري بعد تعاقدها مع الدولة لاستغلال حق استخراجه من الأراضي التي تقدر بحوالي 47 الف فدان من الملح الصخري ويوجد اكثر من 115 شركة أخري تقدمت باوراقها لاستخراج الملح بإدارة المحاجر بمحافظة مطروح. ويضيف حبون أنه يتم استخراج اكثر من 12 الف طن من الملح يوميا ويقدر الحد الادني لانتاج الفدان من الملح بحوالي 30 الف طن. وأكد حبون أنه يتم تصدير 95%من انتاج الملح بالواحة الي الدول الأوربية وامريكا ويباع بسعر يتراوح من 14 الي 16 دولارا للطن الواحد وذلك عبر موانئ الإسكندرية ودمياط حيث تتهافت عليه لاستخدامه في إذابة الثلوج في ممرات ومهابط الطائرات بالمطارات الكبري بالعواصم العالمية بينما يتم تسويق نسبة 5% بالسوق المحلية لاستخدامه في المواد الغذائية . وقدر الخبراء قيمة انتاج مناجم ملح واحة سيوة ب 20 مليار جنيه حيث ان الملح الصخري البلوري بالواحة متجدد دائما فبعد استخراج الملح من الملاحات يترك عدة أشهر ليتجدد مرة أخري وهكذا فهي ثروة طبيعية ضخمة جدا. ويذهب أبناء واحة سيوة للعمل بالمناجم منهم من يعمل علي لوادر التشوين وآخرون يعملون علي ماكينات التنقية والبعض يعمل علي سيارات لنقل الملح الي موانئ الإسكندرية ودمياط. ويدخل الملح الخام المستخرج من واحة سيوة في صناعة المواد الغذائية وصناعة الأدوية وصناعات أخري جديدة تم اكتشافها بالواحة وهي الصناعات اليدوية البيئية بالقري والمنتجعات السياحية الموجودة بالواحة ويعد الملح السيوي من انقي انواع الملح في العالم. ويقول سعيد ابو حرباوي أحد المهتمين بصناعات الملح بواحة سيوة اننا بعد اكتشاف الملح الصخري بدأنا في الحصول عليه بالطن لانتاج العديد من المنتجات اليدوية والحرفية التي بدأ انتشارها بالواحة حيث يعد انتاج المشغولات الملحية البلورية حرفة جديدة انضمت إلي الحرف اليدوية السيوية وتلقي رواجا كبيرا من السياح العرب والاجانب والمصريين لروعة وجمال اشكالها الطبيعية التي تعبر عن ابداع النحات السيوي . ويضيف حرباوي أن الملح الصخري بواحة سيوة يدخل في صناعات كثيرة في المنتجعات السياحية والمطاعم حيث يتم تشكيل غرف اثاث كاملة بالفنادق البيئية من أسرة واباجورات وتحف ومصابيح ملحية وتقوم الواحة ببيع نحو 20%من إنتاجها من الملح ويقبل علي شرائه شرائح المجتمع المصري ذات المستوي التعليمي العالي لادراك قيمة المنتج ومعرفة فوائده. وتشير التقارير الي أن نسبة 5 % من الانتاج يتم بيعها بالسوق المحلي المصري ونسبة كبيرة للدول الأوربية أما السياح العرب من الكويتيين والاماراتيين والسعوديين فإنهم يقبلون علي شراء المنتجات اليدوية المصنوعة من الملح الصخري. وتنتشر بواحة سيوة الصناعات الملحية البيئية التي تساعد علي الشفاء من الأمراض كالامراض الجلدية والصداع والتهابات المفاصل والروماتيزم ومشاكل الجهاز التنفسي والربو.