كان البيت خربانا ولم يجرؤ احد ان يواجه رب البيت بالحقيقة.. ومنعها عنه زكريا عزمي عندما كان يوصي أو يأمر كل من سيقابله انه ميقولش حاجة تزعل الريس. كان البيت خربانا وكان الامين العام للحزب الوطني يطالعنا بتصريحات مثل ان الفقراء ومحدودي الدخل في بؤرة الاهتمام من قلب الرئيس.. طبعا الرئيس السابق أو المخلوع أو المتنحي.. المهم انه مش حيرجع تاني. كان البيت خربانا وكان الزملاء سواء في الصحف المستقلة وقليلون في الصحف القومية وكثيرون في الفضائيات الخاصة يتكلمون ويكتبون ولا حياة لمن تنادي. كان البيت خربانا متمثلا في اعلامنا الذي كان يسير بمنهج الهانم عاوزة ده ومش عايزة ده.. ويقولون نحن اصحاب الريادة الاعلامية ومحدش هيحصلنا. خرب البيت عندما اصبحت معدلات الامراض تفوق الخيال واصبح العلاج منها هو المستحيل للغلابة والمطحونين. خرب البيت في منظومة التعليم والاهتمام بالكم علي حساب الكيف والنتيجة لا الكم عاوزاه مواقع الانتاج والعمل ولا الكيف لاقيينه. صارت مصر امنا وأبانا خرابا في خراب إلا لقلة استحوذت علي كل شيء وصارت تمثل مجتمع النصف في المائة والذي قامت ثورة يوليو لمحاربته وانتشر الجهل والفقر والمرض التي كانت احد اهداف ثورة يوليو القضاء عليها وتوحشت الرشوة والمحسوبية والواسطة. اشرقت شمس الخامس والعشرين من يناير ليتكشف امامنا الخراب في اعتي صوره.. وبدأنا مرحلة من النضال لفضح المتسببين في هذا الخراب ومحاسبتهم. استمرأنا ان نفضح وان نحاسب ونسي معظمنا ان الخرابة تريد تعميراً أو بناء إلا قلة هي المستحوذة في كل زمان ومكان. انتبهت من اول يوم إلي ان الجدران تتداعي ولن يكون هناك سوي الرتش الذي يجب ان تفوز بنصيب الاسد منه استولوا علي القوالب التي يمكن استعادتها في البناء لذواتهم.. انفسهم فقط وليذهب الجميع إلي جحيم. خرب البيت وكل من يستطيع ان يأخذ منه قالبا يفعل اما الباقون من الغلابة الذين لا يستطيعون الزحام أو مجرد حمل القالب فلهم الله. انتبهوا يا ابناء مصر.. واذا كان البيت قد خرب فبدلا من محاولة الحصول علي قالب فليقدم كل منا قالبا أو ما يستطيع من قوالب.. راعوا الحق سبحانه واستجيبوا لنداء الضمير ورفقا بمصر.. وكفي ما فعله المارقون بها.