البابا يترأس القداس في »ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس احتفالات قداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء كبار رجال الدولة وأساقفة وأحبار الكنيسة الأرثوذكسية و2500 شخص تم دعوتهم لحضور الاحتفال. واستقبل مئات الاقباط الرئيس السيسي خلال زيارته للكاتدرائية بالزغاريد والورود، وحرص عدد كبير من الرجال والسيدات والشباب والاطفال علي مصافحة الرئيس خلال سيره مع البابا تواضروس تتقدمهم زفة الشمامسة حيث بادلهم الرئيس التحية والتلويح بيديه ودارت أحاديث جانبية بينه وبين بعض المشاركين في القداس حتي وصوله داخل الكنيسة، كما رددوا بعض الهتافات من بينها: »بنحبك ياريس.. بنحبك ياسيسي» »عاش السيسي وتحيا مصر». وعقب ذلك صعد الرئيس للخورس المواجه للحضور وطلب قبل بداية كلمته من الحضور الجلوس، وقال الرئيس في كلمة له: »أنا حبيت أكون معاكم علشان أقول للبابا وكل الاشقاء والأهل وكل مصر والعالم.. كل عام وأنتم بخير جميعاً». وأضاف السيسي: أنا حابب أهنيكم علي الافتتاح الجزئي للكاتدرائية، والذي يمثل رسالة كبيرة أوي لينا كلنا.. رسالة نصر للعالم كله. وأشار السيسي إلي أن هذا الافتتاح الجزئي للكاتدرائية في مصر يمثل رسالة ليس للمصريين ولا المنطقة ولكن للعالم أجمع.. وأوضح الرئيس أن هذه الرسالة التي توجهها مصر للعالم هي رسالة سلام ومحبة، وقال الرئيس : بفضل الله بنقدم نموذج للمحبة والسلام بينا وبين بعضنا ومصر هتخرج المحبة والسلام ده للعالم كله. وأكد الرئيس السيسي أن الشر والخراب والتدمير والقتل لن يهزموا أبداً الخير والبناء والمحبة والسلام الذي نريده للمصريين. وقال السيسي: »انا سعيد اني موجود بينكم وأنتم فرحانين كده.. ويارب نقدر نسعد كل المصريين دون أي تمييز». وشدد الرئيس علي أنه لن يستطيع أحد ان يفرق بين المصريين طالما كلنا إيد واحدة، وأضاف السيسي: »أنتم أهلنا.. ومننا.. وإحنا واحد.. وماحدش يقدر يقسمنا” لأن اللي عايز يؤذينا يخلينا ناكل في بعض أو يفرق بينا».. ثم اختتم السيسي كلامه بالتعبير عن سعادته بفرحة الأقباط بعيدهم، قائلا: »ربنا يقدرنا علي إدخال الفرحة لكل المصريين».. وردد: تحيا مصر بالمصريين وماحدش يقدر علي مصر طالما احنا وحدة واحدة.. ثم وجَّه كلامه للبابا تواضروس أثناء مغادرته الكنيسة: »نحتاج لدعواتك يا قداسة البابا». ومن جانبه قدم البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية باسمه وباسم المجمع المقدس والمجلس الملي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي علي وعده الذي تحقق في خلال عام واحد حيث ننعم الآن بالصلاة في الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي تعد من أهم المشروعات التي سيتحدث عنها العالم. وأضاف البابا تواضروس - خلال كلمته التي ألقاها في قداس عيد الميلاد المجيد - أن افتتاح المرحلة الأولي للكاتدرائية الجديدة تتزامن مع ذكري مرور 50 عاما علي تأسيس الكاتدرائية الكبري بالعباسية في زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس، وأن هذا الحدث ستسجله كتب التاريخ الكنسية. وقدم البابا الشكر للحاضرين للصلاة ومن بينهم د. علي عبدالعال رئيس مجلس النواب ووكيل مجلس سليمان وهدان، وأشار إلي اتصال المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء للتهنئة، ويحضر الصلاة معنا المهندس وزير الاسكان مصطفي مدبولي، ويحضر الصلاة أيضا المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، كما حضر للتهنئة فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي شوقي علام ووزير الأوقاف، كما قدم البابا تواضروس الشكر الي الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية وكل رجال الشرطة علي تأمينهم لجميع الكنائس خلال صلاة العيد، ونشكر أيضا عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق. وقدم البابا تواضروس الشكر لبطريرك الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق الذي ترأس وفدا من الكنيسة الكاثوليكية، وقال: نشكر الطائفة الانجيلية برئاسة القس اندريه زكي، كما قدم خالص الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة علي جهودها في العمل الذي يقدموه في الكاتدرائية الجديدة، والنائب العام المستشار نبيل صادق. كذلك قدم الشكر للهيئة الوطنية للاعلام علي نقل القداس علي الهواء مباشرة وكافة وسائل الاعلام المصرية والعربية والأجنبية وجميع القنوات الفضائية ووكالات الأنباء المحلية والدولية. وأشار البابا تواضروس إلي أن كاتدرائية »ميلاد المسيح» تعد الوحيدة التي اطلق عليها هذا الاسم علي مستوي كنائس العالم، لتكون شهادة للعالم كله علي المحبة التي تجمع بين المصريين، معتبرا أن هذا الحدث الذي يشهده العالم كله صورة تاريخية نفخر بها جميعا. ونوه بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إلي أن ميلاد المسيح قسَّم التاريخ الانساني إلي قسمين، قبل الميلاد، وبعده، لافتا إلي أن الخطية كانت السبب وراء الشرور التي يشهدها العالم من حروب وإرهاب وكل ما هو ضد الإنسانية حتي صارت الصراعات منهجا للحياة، ولكن إذا نظرنا للمسيح طفلا نجد العلاج من كل هذه الخطايا والشرور، فعلي الجميع أن يتشبه بالأطفال، فحالة الطفولة هي الحالة الوحيدة التي إذا رجع اليها البشر ستكون لهم النجاة من كل الخطايا والشرور لما يمتاز به الأطفال من بساطة، وتصديق وإيمان، ونقاوة، واتضاع، وفرح، هذه الصفات التي يجب علي كل بني البشر أن يتحلوا بها حتي ننجو من كافة الشرور والخطايا. واختتم البابا عظته قائلا: نتذكر دائما شهداءنا ونعزي المجروحين والذين تعرضوا لألم وأن يعم السلام ببلدنا وأن يحفظ مصر. وكان الرئيس السيسي قد أوفي بوعده الذي قطعه في يناير الماضي خلال حضوره قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد والذي لقي فرحة وسعادة من الأقباط في حضور البابا تواضروس ، حيث كشف الرئيس خلال الزيارة عن بناء أكبر كاتدرائية ومسجد في مصر والشرق الاوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال يناير 2018. وقال الرئيس خلال زياته العام الماضي »عام 2018 سيكون قد مر 50 عاما علي إنشاء الكاتدرائية وسيتم إنشاء أكبر كنيسة ومسجد في مصر بالعاصمة الادارية وسأكون أول المساهمين في بنائهما وسنحتفل بالافتتاح».. وأضاف : »إن شاء الله العام المقبل نحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض واحترامنا لديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض».