رغم تدمير معقل تنظيم »داعش» الإرهابي في العراقوسوريا وتراجع نفوذه والمناطق التي كانت تحت سيطرته فانه لم يفقد إرادته لقتل المدنيين الأبرياء.. وكل التوقعات تشير إلي تحوله من مجموعة متمردة تسيطر علي مساحات واسعة من الأراضي إلي مجموعة إرهابية من الخلايا الصغيرة، وسيبقي ما يقرب من ثلاثة آلاف مقاتل في العراقوسوريا يواصلون عمليات القنص والهجوم علي الكمائن هناك، ولكن الهجمات سوف تصبح أيضا أكثر تواترا في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع ان تواجه أوروبا المزيد من الهجمات الإرهابية هذا العام ربما في بريطانيا وفرنسا، التي واجهت هجمات متعددة عام 2017.. وسوف يبحث التنظيم عن اماكن بديلة وآمنة في جنوب شرق آسيا خاصة في ماليزيا حيث اكتسبت داعش موطئ قدم هناك وقد نري زيادة في هجمات داعش ومن المرجح أن يتزامن ذلك مع الخلايا التابعة لتنظيم داعش التي تكتسب قوة في أماكن مثل ليبيا ومصر. علي المدي الطويل يري الخبراء هزيمة داعش ودعاياته الإلكترونية مما سيقلل من تهديد دول أوروبا لكن علي المدي القصير يتوقع الخبراء زيادة الهجمات الإرهابية يرافقها انخفاض في معدل الوفيات وارتفاع هجمات السكاكين ودهس السيارات. ويتوقع الخبراء أن يركز التنظيم في الفترة القادمة علي الانتقام من الدول التي شاركت في قوات التحالف ضده. وحذر البعض من الاحتفال بالانتصار الذي وصفوه بالزائف طالما ما زال خطر داعش قائما، واتخذ من الاحتفال بموت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مثالا لذلك، فحتي الآن ما زالت التنظيمات الإرهابية في أفغانستان نشطة، وتشكل خطرا كبيرا علي المجتمعات الدولية علي الرغم من مرور عدة سنوات علي مقتل بن لادن. ويشكل نحو ما يقرب من ثلاثة آلاف عنصر للتنظيم في كل من العراقوسوريا خطرا كبيرا وسوف تكون هجماتهم أكثر حدة في جميع انحاء العالم. وقد ترك ما يقدر بنحو 25 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة منازلهم للقتال في سوريا. وأظهر تقرير صادر عن مركز صوفان أكتوبر الماضي أن الرقم الحالي للمقاتلين العائدين بلغ 5600 مقاتل من 33 دولة، وكشف أن ما بين 20 و30 % في المتوسط من أوروبا عاد بالفعل و50% من المملكة المتحدة والسويد والدنمارك ما يشكل تحديا أمنيا هائلا لهذه الدول. وبالنسبة للولايات المتحدة فإن 129 أمريكيا انتقلوا إلي ساحات القتال في سوريا أو العراق، ولم يعد سوي سبعة منهم فقط ويري الخبراء الان ان الحظر الشامل علي الحركة او الدخول إلي دول معينة، مثل الحظر الذي فرضه الرئيس الامريكي ترامب علي السفر إلي الولاياتالمتحدة في ست دول اسلامية، ليس من المحتمل ان يوقف هذا التهديد بشكل فعال. ويري مبراز أحمد، المحلل في معهد توني بلير للتغيير العالمي، لشبكة سي إن بي سي، أن الفكرة الأساسية التي تدفع العنف من جماعات مثل داعش ليست كيانا ماديا يمكن أن يتوقف عند الحدود الإقليمية. فمعظم هجمات داعش في أوروبا تمت بشكل حصري تقريبا من قبل المواطنين أو المقيمين في تلك البلدان. كما حذر أنطوني ريتشاردز، أستاذ مساعد في الدراسات الإرهابية في جامعة لندن من أنه حتي لو تراجعت تهديدات داعش فإن القاعدة قادرة علي ملء هذا الفراغ من حيث التهديد الإرهابي الكبير. وفي الشهور الأخيرة، أطلق حمزة بن لادن سلسلة من الرسائل تثير دعوات لهجمات علي الغربيين والمصالح الغربية، خاصة بعد إعلان ترامب القدس عاصمة إسرائيل. ومن المرجح أن تستخدم منظمة بن لادن الابن العودة عندما تري الفرصة في هزائم داعش العسكرية. ولا تزال القاعدة نشطة إيديولوجيا وتشارك في أنشطة ضد الغرب، والإفراط في التركيز علي داعش، بدلا من الإرهاب الجهادي ككل، ويخاطر بخلق ما يسمي بالبقع العمياء التي تتيح الفرصة لظهور جماعات جديدة. وقد أحبطت بريطانيا سبع مؤامرات إرهابية في مدنها بين شهري يناير وأكتوبر 2017 وهذا يشير إلي رسم صورة واقعية للسنة الجديدة علي الرغم من الانتصارات العسكرية في الشرق الأوسط.