جاء إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع تربية المليون رأس ماشية، ليعلن عن بداية جديدة لتوفير اللحوم الحمراء في الأسواق بأسعار مناسبة للمواطنين، بالإضافة إلي تقليل معدلات الاستيراد من الخارج. الحلم بدأ يتحول إلي واقع ملموس في أماكن متعددة بالمحافظات تم اختيارها بعد دراسة متأنية ليكون المكان مناسباً لتربية الماشية والمساعدة في زيادة انتاجها من اللحوم ومنتجات الألبان، ومن هنا كانت البداية بالنوبارية في محافظة البحيرة، حيث يجري العمل علي قدم وساق دون كلل أو ملل، الكل يسابق الزمن من أجل سرعة الانتهاء من المشروع خاصة أن أول دفعات رؤوس الماشية ستصل إلي محطات التربية في النوبارية بعد أن خضعت لجميع الإجراءات الحجرية والبيطرية في محاجر الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالإسكندرية خلال الفترة الماضية. أول صور وحصلت »الأخبار» علي أول صور من الإنشاءات الخاصة بالمشروع ووصول رؤوس الماشية لتبدأ مرحلة جديدة في المشروع الذي تعول عليه الدولة بشكل كبير في الحد من الاستيراد وخفض أسعار اللحوم بالسوق المحلية. وكانت محاجر الإسكندرية قد استقبلت 7400 رأس من عجول التربية من دولتي أسبانيا والبرازيل علي دفعتين من خلال لجان بيطرية تقوم بوضع إجراءات شراء الحيوانات الحية من عدة دول يسمح موقفها الوبائي بشراء الماشية للمشروع، حيث خضعت شحنات الأبقار لجميع الإجراءات البيطرية المعتادة، ومنها سحب عينات للتأكد من خلوها من الأمراض طبقا للمواصفات المصرية المتعلقة باستيراد الماشية، كما أن اللجان البيطرية المصرية المشكلة من قبل »الهيئة» لاستيراد الحيوانات الحية تواصل الإشراف علي جميع عمليات الشحن الواردة ومتابعتها طوال مرحلة الحجر البيطري في بلد المنشأ، وخالية من الأوبئة والأمراض، وفقًا لمعايير منظمة صحة الحيوان العالمية بباريس. وخصصت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي 350 فدانا بطريق مصر إسكندرية تتبع مركز البحوث الزراعية لبدء المشروع فيها، كما أنه تم تخصيص محطتين للإنتاج الحيواني في منطقة »اليشع» بالنوبارية للمشروع إلي جانب محطة أخري تابعة لصندوق التأمين علي الماشية بهيئة الخدمات البيطرية وضم مصنع أعلاف ومجزراً تابعين للصندوق إلي المشروع لبدء الإنتاج. ويتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حيث تم مؤخرا تحديد 8 مواقع في منطقة النوبارية جاري العمل علي عدة مواقع هي البستان وصلاح العبد وصندوق التأمين واليشع من حيث المواصفات والبرامج التي سيتم اتباعها وطرق التربية والإنشاءات الخاصة بالمشروع، فضلا عن تشكيل مجموعات عمل للسفر لبعض الدول بالخارج لدراسة أفضل الدول التي يمكن الاستيراد منها. تكليفات واضحة وأكد د. عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن هناك تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة الإسراع في تنفيذ المشروع من أجل تقليل معدلات استيراد اللحوم الحمراء من الخارج، بالإضافة إلي السيطرة علي أسعار اللحوم وطرحها بكميات مناسبة بالأسواق بما يتناسب مع محدودي الدخل، وأوضح أن تنفيذ المشروع يرتبط بتنفيذ عدد من الآليات تشمل توفير مستلزمات الأعلاف. أسعار اللحوم وأشار إلي أن المشروع يستهدف بالأساس زيادة المعروض من اللحوم لأن ذلك سيؤدي بدوره إلي تراجع أسعار اللحوم، فأسعار اللحوم ارتفعت في الفترات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار مدخلات التربية وخاصة العلف الذي يعتمد بالأساس علي الاستيراد، حيث إننا نستورد أكثر من 8 ملايين طن ذرة صفراء سنويا بقيمة 1.6 مليار دولار، ووصلت المساحة المزروعة بها العام الماضي إلي 790 ألف فدان، ووصلنا العام الحالي إلي مليون و250 ألف فدان، ويتم الآن عمل التركيبات الخاصة بالمشروع علي أعلي مستوي، علي أن تعمل بنظامي التسمين والعجلات العشار، لأننا لن نعتمد علي الاستيراد بشكل دائم، ولكن يتم عمل أجيال من العجلات العشار لأن التسمين وحده يؤدي إلي تحقيق التوازن لمرحلة معينة وبعدها تعود الأزمة وبالتالي سيؤدي المشروع إلي تقليل الفجوة في سوق اللحوم بنسبة تصل إلي 25 %.