أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن مشاعر المحبة والرحمة التي تجمع أبناء الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، تشكل تجسيدا حقيقيا لقيم التسامح والحوار والتعايش والصفح، التي حملها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والسيد المسيح عليه السلام. وقال خلال ترؤسه لوفد أزهري لزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والإخوة الأقباط بأعياد الميلاد: إن مصر التقت فيها العديد من الحضارات ومشي علي أرضها الأنبياء، وأبرز ذلك الرحلة المقدسة لسيدنا عيسي والسيدة مريم عليهما السلام، وكأن تراب هذا البلد تصوغه الأديان الإلهية. في بداية الزيارة هنأ الإمام الأكبر، البابا تواضروس بسلامة العودة إلي أرض الوطن بعد رحلة علاج ناجحة في ألمانيا، مشيرا إلي أن وجوده بين إخوته من المصريين، يكمل بهجة الاحتفال بهذه الأيام الطيبة. وأوضح أن قادة الأديان من المسلمين والمسيحيين عليهم مسئولية كبيرة بتذكير الناس بعناصر الألفة والأخوة بين أبناء المجتمع المصري، وهي مسؤولية متجددة وتزداد أهمية وخطورة في هذا الوقت، لأننا أمام تحد كبير يمارس فيه القتل باسم الأديان سواء من قبل متطرفين منسوبين إلي الإسلام أو إلي المسيحية المتصهينة فهؤلاء يدمرون العالم علي أساس تفسيرات دينية مغلوطة ومغشوشة.. من جانبه، رحب البابا تواضروس بفضيلة الإمام الاكبر والوفد المرافق له، قائلا: »فرحتنا تكتمل بتهنئتكم، وهذه المحبة هي صمام أمان قوي، ورسالة لكل العالم وللشعب المصري علي الروح الطيبة وعمق العلاقة بيننا، والمستمرة عبر قرون طويلة». وأكد قداسته أن »أي محاولة للعبث بالرباط القوي الذي يجمعنا سوف تنتهي بالفشل، وأن وحدة موقف الأزهر الشريف والكنيسة من قضية القدس، تعبر عن الوحدة الكامنة في الشعب المصري». كما قام د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بزيارة الكاتدرائية لتهنئة البابا والمسيحيين بأعياد الميلاد. وأكد علي أهمية دعم وتقوية روابط الوحدة الوطنية والأخوة التي تجمع هذا الشعب الأصيل العصي علي الاختراق وتربط أبناءه جميعا برباط وثيق وتعد أحد أهم مواطن قوته وصلابته وصموده في وجه التحديات الجسام التي تحيط بالمنطقة كلها.