وتتعدد الكنوز والفرص الضائعة للسياحة المصرية.. ويستمر الصمت الغريب وتختفي المساءلة والمراقبة.. وتضيع علي مصر عشرات بل مئات الملايين من الدولارات بسبب صدور قرارات خاطئة.. أو غياب قرارات صحيحة. اليوم.. نستعرض تجربة سمعنا صوتها خافتا منذ شهور..لكننا لم ننتبه له جيدا..لا نحن ولا السادة المسئولون عن السياحة.. فقد تابعنا تحركات قبل حوالي عامين لوزارة السياحة لجذب العراقيين.. وكتبنا وقتها عن المشاكل التي تواجه هذا السوق وأهمها التأشيرات.. ثم خفتت تلك الأصوات.. وانهمكنا في مشاكل القطاع التي يبدو أنها أصبحت بلا حلول.. إلي أن كنت علي موعد قبل أيام لزيارة العاصمة العراقيةبغداد ضمن وفد إعلامي في إطار احتفالات العراق بالنصر علي داعش..ولمست نتائج التقصير السياحي من الجميع بحق هذا السوق. ولمن لا يعرف.. فالعراق وخاصة العاصمة بغداد تنعم باستقرار منذ فترة.. وارتفاع في مستوي المعيشة.. بما يمكن أهلها من السياحة الخارجية.. تلك النقطة انتبه لها اللواء محمد رضا داود رئيس شركة لاكي تورز الحكومية.. فسارع إلي بغداد الأسبوع الماضي ليدشن خبرا سارا.. فبداية يناير المقبل تنطلق رحلتان أسبوعيا من العراق إلي الغردقة.. وأكد في تصريحات خاصة ل ∩ الأخبار ∩ انه تم الاتفاق علي تخصيص طائرة من مصر للطيران إكسبريس لتنظيم هذه الرحلات.. وأضاف انه التقي أصحاب شركات السياحة العراقية لبحث زيادة الحركة إلي مصر.. مؤكدا وجود طلب كبير من العراقيين.. وأضاف اللواء رضا أن العراقي سائح مميز من حيث معدل الإنفاق والإقامة.. ولديهم عشق وشغف لزيارة مصر خاصة شرم والغردقة ويفضلونها علي مقاصد أخري عديدة يسافرون إليها حاليا.. وأوضح ان هناك خطة تستهدف جذب 400 ألف سائح عراقي الموسم القادم.. وكلام الرجل لمسناه علي أرض الواقع خلال زيارتنا بالفعل. ومن جانبه أكد أحمد السيد محمود مدير مصر الطيران في بغداد أن مصر للطيران زادت رحلاتها من 4 إلي 11 رحلة أسبوعيا 7 منها إلي بغداد و4 إلي أربيل.. وطالب مدير مصر للطيران بضرورة اهتمام القطاع الخاص بهذا السوق الواعد والمهم والأكثر إنفاقا ويزداد معدل السفر منه لمصر سواء للسياحة أو التعليم أو للعلاج. إلي هنا انتهت الأخبار الإيجابية.. والتي كشفت حقيقة يعلمها الجميع بقطاع السباحة وهي الرغبة القوية لدي العراقيين لزيارة مصر.. لكن الأمر ليس كله إيجابيات.. فهناك وبكل أسف سلبيات عديدة.. بداية نود أن نشرح أن كثافة المسافرين من العراق لمصر أغلبها بالطبع للسياحة الترفيهية.. وهناك أيضا السياحة الاستشفائية بمستشفياتنا.. والتعليمية بالجامعات المصرية الخاصة والحكومية.. وكما قلت أصبح العراق سوقا واعدا ومهما، وتنبهت لهذا دول عديدة ومنحته تسهيلات في منح التأشيرة.. فتركيا خصصت تأشيرة الكترونية فورية للعراقيين قيمتها 27 دولارا فقط.. لذا حدث ولا حرج عن الرحلات اليومية بين تركيا والمدن العراقية.. أما نحن فقد رفعنا قيمة التأشيرة للعراقيين مؤخرا إلي 150 دولارا.. ∩ اَي والله 150 دولار حتة واحدة ∩.. ناهيك عن العقبات الأمنية العديدة أمامها والفترة التي تستغرقها.. وهذه هي العقدة التي نفشل دائما في حلها.. حتي الرحلات التعليمية تواجه نفس العقبة فسمعنا من عراقيين أن أبناءهم يحصلون علي موافقة جامعات مصرية للالتحاق بها ويدفعون النفقات ثم يفشلون في الحصول علي التأشيرة !! السباحة العلاجية والتي تذهب النسبة الأكبر منها إلي الهندوتركيا وتحصل مستشفياتنا علي الفتات بسبب نفس التعقيدات.. وللعلم وهو ما أكده لي عراقيون خلال زيارتي لبغداد فإنهم يفضلون مصر حتي عن تركيا المجاورة لهم.. أولا لحبهم الشديد لمصر بحانب اللغة والعلاقات الوطيدة بين الشعبين. نصل للسلبية الثانية وهي الطاقة الناقلة للعراقيين.. فالرحلات المنتظمة حل لكنه قصير المدي.. لارتفاع سعره..ولعل الحل الذي بدأه اللواء محمد رضا في لاكي تورز يكون مثاليا وممكنا تكراره.. نصل إلي نقطة مهمة أخري وهي عمليات النصب التي تتعرض لها الشركات العراقية من بعض الشركات المصرية ومعظمها شركات وهمية تنصب عليهم وتحصل علي مقدم رحلات ثم تختفي.. وهذه السلبية تتحمل الشركات العراقية النصيب الأكبر منها حيث يجب أن تتعامل فقط مع الشركات الرسمية المعتمدة وتوثق تعاقدها. الخلاصة أن العراق سوق واعد ومهم وسهل للغاية.، يحتاج فقط جهدا بسيطا وتسهيلات منطقية ليتحول إلي قصة نجاح بدلا من أن يضاف إلي قصص الفشل العديدة للسياحة المصرية.