»لقد سبقناكم باكثرمن عشر سنوات .عندما تولي بشار الاسد الرئاسة«. هذا ماقالته لي بفخر سميرة المسالمة. رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية السورية. تعليقا عن ثورة 25يناير في مصر.عندما التقيتها في الكويت بمناسبة مرور 20 عاما علي تحريرها. من الغزو العراقي في فبراير الماضي. التعليق استوقفني. فقد كان »نغمة نشاز« .مقارنة بكل ماسمعته من الزملاء الاعلاميين .من كل دول العالم الذين حضروا الاحتفال .في اشادتهم بما قام به الشعب المصري . في انجاز غير مسبوق. وتجربة تاريخية في التغيير والثورة. لم اجد في نفسي اي رغبة في الرد. فاذا كانت قناعات الزميلة.بان تعديل الدستور الذي ينص علي ان يكون سن رئيس الجمهورية في سوريا اكثر من 40 عاما . لتمكين بشار الاسد من وراثة والده. في حكم في دولة جمهورية .يعتبر ثورة وتغيير. فالامر لايحتاج الي مناقشة. والغريب ان الزميلة سميرة المسالمة فقدت منصبها .في رئاسة التحريربعد اقالتها باسابيع في 8 ابريل فقط .بعد ان ظهرت علي »قناة الجزيرة«. لتتطالب بمحاسبة المسؤلين عن اطلاق النار علي المواطنيين. في مدينة درعا السورية. واعتبرت ان رجال الامن لاينفذوون تعليمات الرئيس بشار الاسد. التي تتحدث عنها وتروج لها اجهزة الاعلام. ومنها صحيفة تشرين الحكومية. بمنع الاعتداء علي المتظاهرين. ماسبق .رغم انه يتعلق بحادث يبدو خاصا وشخصيا . فهويمثل احد اوجه الازمة في سوريا. فالديمقراطية التي يتغني بهاالنظام ليل نهار. لم ترحم احد ابناء ه المخلصيين. عندما غلبت عليها مشاعرها الانسانية . تجاه ابناء منطقته. ومن جهة آخري .عندما هلت شواهد الربيع العربي. اعتقدت دمشق انها بعيدة ومحصنة. وان الامر يتعلق فقط بالعواصم والقيادات المرتبطة بالولايات المتحدةالامريكية. أو المنضوية تحت لواء محور الاعتدال العربي. سواء كان مع مصر وحسني مبارك. أو تونس وزين العابدين بن علي. اما دمشق فهي حائط الصد وعاصمة الصمود والمقاومة في المنطقة. وكأن الامر لايتعلق باحتياجات الجماهير العربية. ومطالبها بالديمقراطية والعدالة والحرية. بل بالصراع العربي الاسرائيلي. رغم انه جزء من كل. في اطار النظرة الشمولية لازمات المنطقة. لقد مثل الامر قراءة مبتسرة. ومبسطة. ولاتتسم بالفهم الحقيقي. للاوضاع الجديدة في المنطقة .وغياب الوعي تجاه كل مايحدث. لم يدرك النظام في سوريا انه يضيع فرصة ذهبية جديدة خلال عشر سنوات . المرة الاولي لقيادة التغيير في المنطقة. لقد كانت الشعوب العربية مستعدة وفي مقدمتها السوري بالطبع. ان تغفر للقيادة في دمشق. آلية وصولها للسلطة. والتي تتنافي مع ابسط مظاهر الديمقراطية .لوقدم بشار مشروعه الاصلاحي.سياسيا واقتصاديا وثقافيا. بحكم سنه لم يكن قد تجاوز الاربعين ودراسته للطب وحياته في الغرب لندن. وبعده عن تكوينات حزب البعث كان يتم تاهيل اخوه الاكبر باسل للمنصب قبل وفاته في حادث سيارة كان بشار سيدخل التاريخ لوقام بالتعامل مع مقتضيات العصرومتغيراته وسعي الي تغيير بنية النظام في سوريا خاصة بعد ان شاخت قيادات المنطقة العربية ولكنه سرعان ماخضع لمصالح الطائفة العلوية. ولحكم مراكز القوي. وسيطرة حزب البعث القائد. وجاءت الفرصة للمرة الثانية. في اطار ظاهرة ربيع الثورات العربية .وعلي بشار مسئولية تاريخية. اذا اعترف بوجود الازمة. دون الترويج لفكرة تحميل مسئوليتها. الي مجموعات ارهابية مدفوعة من الخارج. وملك الارادة السياسية لمواجتها وحلها. والتعامل معها باساليب خلاقة .تستشعر مطالب الجماهير. في الحرية والديقراطية . والبعد عن شعارات مثل »صنسرع ولانتسرع«.