الصدور المفتوحة للموت، استدارت وعادت سيرتها الاولي مع الصراعات الممجوجة والمآرب الهزيلة، الصدور التي كانت تواجه اعتي الجبابرة وافسد الخلق، اتجهت الي تناحر اخر يكاد يهزمها بعد ان فشل الجبار وعصابته في هزيمتها خلال اعظم ثمانيه عشرة ليلة بأيامها عاشت مصر منذ مئات السنين، استدار المندسون والمرجفون في القاهرة وغيرها من ارض مصر ليسوموا الشعب الجحيم بعينه، ولم يعد هناك من يقول لهم كلمة حق في هذه الاجواء من الضلال والاكاذيب والتلافيق. وكنت أتوقع هذا الشر ان يؤجج فتنته بشتي الوسائل، لان الثورة الشعبية الحقة في قلب تاريخ مصر اخرجت جام غضبها في لحظة واحدة وكان الشعب كله كتلة من نار ايقظ الالم الساكن في القلوب منذ ثلاثين سنة، ولم يجد الذين مردوا علي النفاق الا طريقين مضي بعضهم في طريق التسلل الي جسد الثورة من ثغرات كثيرة ليكون بؤرا صديدية، وآخرون مضوا الي الطريق الاعوج الذي يجلسون لنا فيه الان ويرصدون لنا كل مرصد. وهي احداث جسام تكاثر عليها اشرار الماضي الذين يأبون ان يسلموا بما جري في مصر من تغيير وما هي مقبلة عليه من تغيير اكبر وهم يقسمون بالله جهد ايمانهم ان النظام الفاسد الذي اشربنا منه المرُّ سوف يعود حتما ولكن في صورة اخري ربما لا يكون فيها مبارك ولكن البديل حاضر لديهم بكل ما أسسه الفسدة المضلون من قواعد راسخة للفساد وخلاياه واساطينه المنتشرة في انحاء المحروسة، والرسائل التي يبعثون بها الينا يومية ومليئة بالرمزية كأسلوب جديد للتهديد والوعيد. ولا اصدق ابدا ان بقايا الفساد المنتثرين في انحاء متفرقة بقادرين وحدهم علي ان يتولوا كل هذه الاضطرابات التي عاشتها البلاد ولانزال نعيشها، ولكن المؤكد ان هناك من يمدهم بالمال والعتاد ومن يخطط لهم ويدفعهم الي اتخاذ الحيطة، حين ارتكاب اية عملية من شأنها ان تنشر الرعب وتثير الذعر في نفوس العامة من الشعب، حتي يملوا من الثورة واليوم الذي قامت فيه الثورة، واكاد اتصور ان من بين هؤلاء من تسربوا بالفعل الي جسد الحياة العامة ومؤسساتنا خاصة تلك التي من واجبها ان تحفظ الامن وتعيد الامان للشعب. واني لأتساءل حين اطالع خبرا مضغوطا بين ثنايا الصحف عن هذه الهجمة البربرية التي لاتختلف كثيرا عن وقعة الجمل في ملامحها وكيف تسني للبعض هذه الجرأة في مهاجمة مؤتمر لحزب من الاحزاب مهما كان اسمه ومهما كانت الخلافات معه، هل كان من الاجدي ان يقوم كل حزب بتشكيل فرق امنية تحميه من اي يد اثمة تريد ان تعمق جراح مصر وان تزيد الصورة تشويها، ولازلت في سؤال حائر اتخبط اين الامن واين وعد الحكومة ووزيرها الطيب حسن النوايا، وهنا لابد ان نقف، ما عاد ذلك يجدي ابدا، وما عادت هذه الاساليب القديمة في معالجة الامور لتقدم لنا اي بشري بالاصلاح او الاستقرار الذي ساوم عليه مبارك قبل ان يرحل ورحل ومازال وعيده يعمل في قلب مصر، وهيهات ان ننال الامن وهذه الوجوه لاتزال في قلب جهاز الشرطة تذكرنا بالايام السوداء والفساد الحالك، وأرجح ان الوزير الذي عاني منهم من زمن طويل يعرفهم بسيماهم. تزوير انتخابات 0102 الذين جاءوا بالتزوير علي أسنة رماح الحزب الوطني والذين زحفوا علي بطونهم ورموا الاموال المنهوبة والممصوصة من دماء المواطنين البسطاء في كروش المسئولين عن ترشيحات الحزب المنحل من كل الجهات.. امنية.. او سياسية.. او غيرها لابد ان ينالوا غضب الشعب ويوفون جزاءهم علي ملأ من الناس، انني اتمني علي مراكز الدراسات السياسية والاجتماعية النشطة والتي واكبت الثورة ان تكشف لنا هذه الوجوه الكئيبة- علي حد تعبير الدكتور يحيي الجمل- وان تقدمهم للشعب في كل دائرة وعلي وجوههم العار وليعرف الذين غلبوا علي امرهم مع من كانوا يتعاملون، وكيف تم تزوير إرادتهم لكي يتم نهب اموال مصر باسم الشعب ويتم تفصيل القوانين وتعديل الدستور من اجل ان تحكم مصر أسرة فاسدة ضالة لا تشبع من المال ولا من السلطان، حتي ولو بات الشعب بأسره جوعان. انها صورة لو قدمت بالطريقة العلمية المشربة بالاسي والحزن الذي ذاقه اهل مصر علي يد هؤلاء ستكون دفعة قوية في اتجاه تحقيق هدف عظيم من اهداف اية ثورة او طموح من طموحات الثائرين وهو تطهير الحياة العامة من اولئك الذين كانوا يعلمون ما تعانيه دوائرهم وما يقاسيه أهلوهم واتخذوا كل هذا وراء ظهورهم وراحوا يرمون الاموال وينبطحون من اجل ان يرضي عنهم ذلك الغر الصغير أو ذلك الرجل الضخم البدين من قبله وتستمر المهزلة وهاهم اولاء علي الدرب يصرون علي الانتقام من الشعب كله ويودون لو يعيدونه إلي الوراء من جديد. دفتر أشعار الثورة أيها القتلة.. هذه أصابعكم الملوثة بالدم وهذا أخي المقتول يلتف بالعلم وهذه مصر التي دفنتم عزتها في قاع العدم وشردتم عرضها الغالي بكل رخيص وبخس هذه مصر التي طلعت من القبر عروس النيل ترفل في الدمقس هذه مصر التي نارها الان سوف تحرق حقدكم وتطهر عرضها من كل رجس