صرحت مصادر بحركة التغيير (كوران) في إقليم كردستان أمس بأن الحركة الكردية المعارضة البارزة سحبت وزراءها من حكومة الإقليم وقالت إن »يوسف محمد»، العضو بالحركة، استقال من منصبه كرئيس لبرلمان الإقليم. جاء هذا وسط توتر شديد مع تظاهر الآلاف في أربع مدن بالإقليم لليوم الثاني علي التوالي للمطالبة باستقالة الحكومة ومحاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي حيث لم يتسلم الموظفون في كردستان رواتبهم منذ 3 أشهر. وفرضت قوات الأمن الكردية في السليمانية (ثاني محافظة في إقليم كردستان العراق) إجراءات مشددة أمس بعد مظاهرات حاشدة تخللتها أعمال شغب أدت إلي مقتل 5 أشخاص وإصابة حوالي 200 شخص. وانتشرت قوات الأمن بينها عناصر مكافحة الشغب المجهزة بخراطيم المياه علي مختلف الطرقات في مدينة السليمانية كبري مدن المحافظة. ولم تشهد شوارع المدينة سوي أعداد قليلة من السيارات فيما أغلقت محال كثيرة أبوابها خصوصا في ساحة السراي وسط السليمانية وهي الموقع الرئيسي للمظاهرات. كما فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة في مناطق متفرقة في محافظة السليمانية. وفي رانية الواقعة علي بعد 130 كلم شمال غرب السليمانية حيث قتل 5 أشخاص وأصيب 70 أمس الأول تجمع متظاهرون أمس رغم انتشار القوات الأمنية في شوارع البلدة وتوجهوا إلي مقر لحركة التغيير ورشقوا المبني بالحجارة. وفي وقت سابق دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس المتظاهرين في إقليم كردستان إلي ضبط النفس والالتزام بالقانون وعدم إلحاق أضرار بالمباني الحكومية والمقرات الحزبية. ورحب معصوم بإعلان الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عن استعدادهما لبدء حوار فوري لحل المشاكل العالقة بينهما معربا عن عزمه مواصلة الاتصالات من أجل تعزيز التفاهم الوطني وإيجاد الحلول اللازمة للأزمة بين أربيل وبغداد علي أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية. وكان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد أكد دعمه للمظاهرات السلمية قائلا »إن الإقليم يشهد فترة صعبة ويمكن تفهم غضبك لكن العنف مرفوض.. أطلب منكم تنظيم مظاهرات سلمية».