إلي أين تسير بنا المركب؟ قد يكون من الغريب والمستهجن ألا يعرف الركاب إلي أين تتجه المركب، وسط الأمواج العاتيه، علي اعتبار ان هذه هي مهمة ربان المركب، ولكن ماذا نقول اذا كان حال الربان من حال الركاب! نحن اذن أمام مشكلة، أو لنقل مصيبه ووضع كارثي! السؤال الدارج، هذه الأيام، علي لسان أي مواطن مصري لن يخرج مضمونه عن الاستفسار عن الوجهة التي تتجه اليها البلاد. سؤال بلا جواب شاف.. الكل خائف متوجس، الرؤية غير واضحة، بهجة وفرحة الثورة اختفت.. أنا وأنت، وكل من حولك وحولي يتساءل ولا يملك اجابة واضحة شافية تجعلني »أبلع الزلط« وأتحمل الويل علي أمل أن يأتي الغد الذي أحلم به. وتتفاقم الأزمة عندما تريد أن تفضفض بهذه الهواجس والتخوفات فتجد من يصادر عليك هذا ويتهمك بأنك من الفلول.. واذا تساءلت اسئلة مشروعة عن شهداء الثورة، ومن كانوا ومن شارك في الثورة ومن قفز عليها »بالبراشوت« ومن حول الثورة الي سبوبة، ومن ترك ميدان التحرير الي قناة التحرير يجني ثمن الوطنية فأنت بالتأكيد من انصار النظام البائد. ياكل مصري، يا أيها الثوار ياكل شريف في هذا البلد، لا تقعوا في الفخ الذي وقع فيه مبارك.