جاء صوتها عبر الهاتف مرتعشا وهامسا. قالت: انا اسمي آلاء وبتكلم من ورا بابا انا عندي 71 سنة، واخي الاصغر اتم 51 عاما منذ يومين، وفورا بابا طلق ماما، وقالها اخرجي من الشقة، انتي مبقاش ليكي حاجة عندنا، وبدأت كلمات آلاء تختلط بالدموع، وتسأل: صحيح ماما ملهاش حق تقعد معانا بعد الطلاق، دي ملهاش حد تقعد عنده وهتنام في الشارع وانا واخويا توسلنا لابي لعدم طرد ماما، ولكنه رفض.. وقال لنا ده انا كنت منتظر تكبروا ، وتمر سنوات الحضانة بفارغ الصبر، ولو كنت اقدر اطلق قبل ذلك لفعلت، لكن امكم كانت هتاخد الشقة لانها ستكون حاضنة. وانقطع الخط قبل ان تكمل آلاء مأساتها. ولم انطق بكلمة واحدة طوال المكالمة التي انقطعت دون ان احرك ساكنا في الكارثة التي المت بأم آلاء، ولكني لعنت قوانين الاسرة العقيمة الظالمة لكل افراد الاسرة، تظلم الطفل ابن الطلاق عندما تحرمه طوال 51 سنة من رؤية جده وجدته وعمه وعمته، وممنوع أن يري اباه الا 3 ساعات في الاسبوع، ويحرم الاب من ان يأخذ ابنه في حضنه طوال فترة الحضانة، ويحرم الام من ان تعيش حياة كريمة مستورة بعد انتهاء الحضانة وبخاصة اذا كانت »مقطوعة من شجرة« وليس لها مأوي ولاتعمل. لابد من تشكيل لجنة من فقهاء القانون من مستشارين واساتذة جامعات ومحامين لاعادة النظر في كل قوانين الاحوال الشخصية لضبط العلاقات الاسرية المنفلتة. الاخلاق تاهت والضمائر ماتت، ونسوا شرع الله.