اعلن التليفزيون الرسمي السوري ان الجيش دخل أمس مدينة "جسر الشغور" بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد لطرد "التنظيمات المسلحة" منها. في حين، ذكرت وكالة انباء الاناضول ان عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود إلي مخيمات في تركيا ارتفع إلي 5051 بعد عبور اكثر من 400 سوري ليل السبت والاحد. وذكر التليفزيون ان "وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفي الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة". واوضح ان "وحدات الجيش تدخل المدينة بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة علي الجسور والطرقات". واكد التليفزيون وقوع "اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها". كما اشار الي "مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة والقاء القبض علي اعداد كثيرة منهم وضبط اسلحة رشاشة بحوزتهم". وقال مراسل الاسوشيتد برس الذي رافق هو وصحفيون اخرون قوات عسكرية لدي دخولها جسر الشغور ان الصحفيين رأوا جثتين علي الأقل في المستشفي الوطني بالمدينة. وقال ناشط "بدأ الجيش منذ هذا الصباح (الأحد) قصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والاسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب". واضاف "سمع دوي انفجارات وكانت طائرات هليكوبتر مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة"، وأكد انتشار نحو 200 دبابة في المنطقة. وقال شاهد - فر إلي تركيا- ان رجلين قتلا علي اطراف جسر الشغور علي ايدي قوات يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري. وأشار إلي وجود عدد قليل فقط من السكان في المدينة. وكانت السلطات السورية قد اعلنت مقتل 120 من عناصر قواتها الأمنية في جسر شغور جراء ما وصفته بأنه اشتباكات مع مسلحين لكن نشطاء حقوقيين ولاجئين قالوا ان الاشتباكات وقعت فيما بين القوات السورية بسبب رفض بعضهم تنفيذ الاوامر باطلاق النار علي المدنيين. وقال الناشط مصطفي أوسو ان الجيش يجري عمليات في معرة النعمان وجبل الزاوية اضافة إلي جسر الشغور، مشيرا إلي أن قوات تدعمها دبابات وطائرات هليكوبتر ومدفعية تتقاتل مع مئات المنشقين من الجيش بالمنطقة. وأوضح ان هذه أكبر وأخطر موجة من الانشقاق منذ بدء الاحتجاجات. في غضون ذلك، قال كبير مستشاري الرئيس التركي لشئون الشرق الاوسط (أرشد هورموزلو) في تصرحيات لموقع (العربية.نت) "إن تركيا قدمت أكثر من مبادرة ومقترحات وأرسلت وفوداً إلي دمشق لتسريع وتيرة الإصلاح ووقف إراقة الدماء والقمع ولازالت تقوم" بتلك الاتصالات. وقال "إذا ما صدر قرار ضد النظام السوري من قبل المجتمع الدولي فإننا سنقوم بتنفيذ هذه القرارت". واعرب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون مجددا أمس الأول عن "حزنه وقلقه العميقين" ازاء الوضع في سوريا. وقال دبلوماسيون في الاممالمتحدة إن روسيا والصين قاطعتا محادثات مجلس الامن الدولي التي عقدت السبت لمناقشة مسودة قرار يدين القمع في سوريا. في حين، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس انه علي مجلس الامن الدولي اتخاذ "موقف واضح" بشأن سوريا باصداره قرارا يدين القمع. واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن "قلقها الشديد إزاء تدهور الوضع الانساني" في سوريا، ودعت إلي "وقف الانتهاكات المقلقة جدا للحقوق الاساسية للانسان" بشكل فوري لافساح المجال امام حوار وطني" وإلي السماح بوصول الوكالات الانسانية. واشارت إلي ضرورة محاسبة المسئولين عن أعمال العنف والقتل. وتأتي دعوة آشتون بعد ساعات علي اتهام البيت الابيض للنظام السوري بالتسبب ب"ازمة انسانية" في شمال سوريا ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية.