الاعتراف بالحق فضيلة .. فعندما ننتقد مسئولا علي قرار اتخذه فيجب أيضا أن نعيد إليه الحق عندما يتخذ قرارا في الصالح العام .. المسئول الذي اقصده هو الدكتور المهذب عماد أبو غازي وزير الثقافة الذي يهتم بالرد علي كل ما يكتب ولا يشكو أو يمتعض من النقد مادام النقد متعلقا بالمصلحة العامة في وزارته.. فعندما قرر الوزير أن يختار مديري فرق مسارح الدولة بالانتخاب كان يعرف جيدا أن النتيجة في صالح المسرح وليس ضده وانه ليس بعيدا عن ملف المسرح المصري كما ظن كثيرون. أعطي الفرصة للترشح داخل الفرق المسرحية .. لم يعترض علي أي مرشح ولم يتدخل في التصويت علي أي منهم وجاءت النتائج مرضية إلي حد كبير وكانت تلك هي المرة الأولي التي يختار فيها العاملون بالفرق مديريهم .. كان تخوفي مثلا أن تأتي الانتخابات بمن لا يصلح لهذا المنصب حيث تتلاقي الشللية وينجح المحاسيب في فرض خيال مآتة يعمل لحسابهم ولكن النتيجة المؤكدة أن الانتخابات أفرزت عناصر جيدة لم نكن نتوقعها وذهب تخوفي إلي غير رجعة فمجموعة المديرين الحاليين معظمهم يعمل في المسرح منذ فترة طويلة ومنهم نجوم مسرح .. ومن ذكاء الوزير انه قصر عملية الانتخاب علي مديري الفرق واختار هو رئيس البيت الفني للمسرح لأن وضعه الوظيفي مختلف وهو المسئول عن تسيير دفة المسرح .. ولم يتبق سوي صدور قرار لمدير مسرح الشباب وفي هذا أحيي الوزير علي استجابته لما كتبت بخصوص استثناء هذا المدير من شرط درجة الفنان القدير وأيضا نتمني سرعة تعيين مدير لفرقة المتجول التي حققت نجاحا منذ إعادة تأسيسها في العام قبل الماضي برئاسة المخرج عصام الشويخ ..وهنا علينا أن نعترف بأن الوزير أصاب واجتهد وأرجو أن يسعي إلي استقرار البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية خاصة بعد قراره بزيادة أجور العاملين وهو ما أكد أن الرجل في طريقه لحل مشاكلهم وقد حكي لي الأسباب التي تمنعه من إجراء انتخابات بالقطاع الآن مثلما فعل في البيت الفني للمسرح الأكثر استقرارا . . الوزير يدرس ملف المسرح كما قال لي وانه يعرف أحوال الموظفين ومشاكلهم المعيشية ويسعي إلي إيجاد الحلول لها وهذا ما يعلنه بصدق فهو يعرف ظروفهم وملف الأجور من أهم الملفات ولذا وضعه في صدارة أولوياته. الدراما الواقعية لأماني فهيم صدر كتاب جديد ومهم للدكتورة أماني فهيم أستاذ الدراما بكلية الآداب جامعة حلوان بعنوان " الدراما الواقعية بين برنارد شو ونعمان عاشور".. الكتاب يعكس جهدا كبيرا بذلته المؤلفة في رصد أثر التحولات الاجتماعية في المجتمع من خلال السياق الدرامي .. اختارت المؤلفة 10 أعمال مسرحية لبرنارد شو ونعمان عاشور تعبر عن المذهب الواقعي خاصة أن كلا الكاتبين بينهما سمات مشتركة فهما يؤمنان بالفكر الاشتراكي ويقتربان كثيرا من الجمهور المتلقي لأعمالهما ويعبران عن مشاكله وكذلك رفضهما للفروق الطبقية بين الإفراد ومؤازرتهما للطبقة العاملة وسخريتهما من الأفكار القديمة التي كانت موجودة في المجتمع رصد نعمان عاشور صعود الطبقة البرجوازية وهبوط طبقة الملاك والإقطاعيين والرأسماليين وليته عاش زمننا هذا لكي يرصد عودة تصدر الإقطاعيين الجدد ورأسمالية الألفية الجديدة والهبوط المتدني للفقراء إلي ما تحت خط الفقر ولعله كان يتوقع حالة الفساد المتعفنة التي مارستها هذه الطبقة فكانت ثورة 25 يناير .. ما أشبه الليلة بالبارحة فقد كانت الأسباب مهيأة لقيام ثورة يوليو 1952 وأيضا هي تقريبا نفس الأسباب التي أدت لقيام ثورة يناير المباركة .. ليتنا نأخذ العظة والدروس من التاريخ الذي يتكرر ولا أحد ينتبه إليه !