»مصر تواجه الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم بالكامل، وبأقول لكل المصريين لازم تكونوا متأكدين إن المعركة دي أنبل وأشرف معركة في مواجهة الشر وأهله».. جزء من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب استهداف مسجد الروضة وسقوط 305 شهداء، يكشف حجم المعركة الشرسة التي تقودها مصر في حربها ضد الجماعات الإرهابية والتكفيرية، أجمعت كل التقديرات الأمنية والسياسية بناء علي تاريخ جماعات الإرهاب والعنف أنهم وصلوا إلي مرحلة اليأس، من خلال استهداف المدنيين باعتبارهم أهدافا ضعيفة تحقق أكبر عدد من الخسائر في أرواح الأبرياء، لاثبات وجودهم، بعد تضييق الخناق علي نشاطهم وقطع الكثير من مصادر تمويلهم نتيجة ضربات أمنية ناجحة وقوية. خبراء الأمن كشفوا »للأخبار» ، تاريخ الجماعات المتطرفة منذ تسعينيات القرن الماضي وحتي الآن والتي شهدت تغيرا في تكتيك عملياتهم الإجرامية ولكن تبقي حقيقة واحدة أن استهداف المدنيين هو رقعة الشطرنج الأخيرة التي يلجأون لها للتغطية علي فشلهم وانحصار نشاطهم أمام الضربات الامنية للجيش والشرطة. في البداية أكد اللواء أحمد عبد الحليم أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، ان هناك تغييرا في أهداف الجماعات الإرهابية التي أصبحت تستهدف المدنيين، وذلك لإحداث فجوة بين القوات الأمنية والمواطنين وزعزعة الاستقرار وإحداث حالة من الفوضي لتحقيق مصالحهم ، وأشار إلي ان تغيير أهداف الجماعات الإرهابية يجب أن يواجهه تغيير في الاستراتيجيات والخطط الأمنية. وأضاف أن استهداف العناصر الإرهابية للمصلين في مسجد الروضة في صلاة الجمعة يكشف عدم انتماء تلك الجماعات المتطرفة للدين الإسلامي وانما هدفهم فقط الوصول للسلطة حتي علي حساب الأبرياء. وأوضح ان تغيير الأهداف للعناصر الإرهابية واستهدافهم المدنيين دليل علي اليأس بعد الضربات الأمنية الناجحة و التأمين القوي للمنشآت والكمائن وغيرها من الأهداف الهامة لذلك لجأوا إلي استهداف المدنيين. تطور العمليات أكد اللواء محمد مختار قنديل الخبير الاستراتيجي ان العمليات الإرهابية الحالية تكشف مرحلة اليأس التي وصلت اليه الجماعات المتطرفة، من خلال استهداف أهداف ضعيفة وتحقيق أكبر عدد من الخسائر وأرواح الأبرياء، وأشار إلي ان العمليات مجرد اثبات وجود بعد تضييق الخناق علي الجماعات الإرهابية وتحقيق ضربات أمنية ناجحة وقوية. وأوضح أن التوقيت يعد عنصرا هاما لدي العناصر الإرهابية، حيث تزامنت العمليات الإرهابية مع المناسبات الدينية والوطنية، وأشار إلي أن العمليات الإرهابية تستهدف إيقاف عجلة التنمية ومحاولة التقليل من حجم الإنجازات التي تحققها الدولة. وأضاف أن مصر مرت منذ عام 2013 بموجة عنيفة من العمليات الإرهابية، تطورت فيها العمليات لتستهدف المدنيين والمنشآت العامة والخاصة والبنية الأساسية للدولة مثل شبكات الكهرباء والاتصالات والسكة الحديد، بالاضافة إلي استهداف لقوات الجيش والشرطة ورجال القضاء، كما تم استهداف بعض الشركات الاقتصادية، وأشار إلي ان العناصر الإرهابية اعتمدوا بشكل كبير علي استخدام العبوات الناسفة كوسيلة في العمليات الارهابية. وأكد الخبير الاستراتيجي أن العمليات الإرهابية تطورت بشكل ملحوظ ، منذ عام 2011 حيث تم استغلال الانفلات الأمني عقب ثورة يناير لزعزعة الاستقرار بإستهداف قوات الأمن، وفي 2013 وعقب عزل جماعة الإخوان الإرهابية تحولت العمليات إلي استهداف رجال القضاء وأبرزهم النائب العام الشهيد هشام بركات واستهداف المنشآت الأمنية وبدأت العمليات الإرهابية بالخروج من سيناء إلي المحافظات خاصة القاهرة والجيزة. وأضاف أنه منذ بداية 2016 أصبحت العمليات تستهدف المدنيين وأن الحادث الأخير في مسجد الروضة نمط جديد للعمليات الإرهابية تحاول العناصر الإرهابية من خلاله بإحداث أكبر عدد من الخسائر بضرب أهداف ضعيفة للمدنيين. الخلايا النائمة وأكد المستشار عمرو عبدالرازق رئيس محكمة امن الدولة العليا الأسبق ان الجماعات الإرهابية فشلت في كسر الأجهزة الامنية خاصة بعد توجيه ضربات مؤثرة لتلك العناصر المتطرفة مما جعلها تستهدف المواطنين الأبرياء والعزل، وأشار إلي أن الهدف من تلك العمليات الخسيسة محاولة زعزعة الثقة بين المواطنين والدولة وخاصة الأجهزة الأمنية، وإظهار القيادة السياسية والحكومة أنها لا تستطيع مواجهة الإرهاب، كما تحاول إرسال صورة للخارج أن مصر غير آمنة ومستقرة. واضاف أن تغيير نمط العمليات الإرهابية يستعدي سرعة إصدار قانون مكافحة الإرهاب لأنه الوسيلة الوحيدة التي تمكن الجهات الأمنية من اتخاذ الإجراءات الاستباقية والاحترازية ضد مخططات الجماعات الإرهابية. وأوضح رئيس محكمة امن الدولة العليا الأسبق أن التنظيمات الإرهابية تقوم بتجنيد الأشخاص عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وإقناع عناصر جديدة للانضمام الي صفوف التنظيم الذي يتم تمويله بالملايين وهو ما يمثل تحديا أمنيا خطيرا، وقال »المؤامرة التي تتم في مصر تقودها أجهزة مخابرات عالمية بالتنسيق مع اطراف إقليمية وأخري داخل مصر» ، وطالب عبد الرازق بضرورة تكاتف الشعب خلف قيادته السياسية في التصدي لتلك الجماعات الإرهابية.