»الكرسي له سحر عجيب، بمجرد أن يجلس عليه الوزير يتحول إلي إنسان أناني يحب نفسه أكثر من حبه لوطنه!« الاثنين: الوزير الذي يُصر علي البقاء في منصبه رغم شعوره بالضعف والعجز عن القيام بمسئولياته، وإحساسه بأن قدراته المحدودة لا تمكنه من مواجهة المشاكل التي يفرضها عليه هذا المنصب، وأنه لا يعدو أن يكون مجرد صورة أو خيال مقاتة، لا يهش ولا ينش، فإن عليه في هذه الحالة أن يستقيل فوراً وكل يوم يمر وهذا الوزير باق علي كرسيه يؤدي إلي تفاقم المشاكل، بل وزيادة الخسائر التي يتعرض لها الوطن! والوزراء الضعفاء والعاجزون غالباً لا يستقيلون، ولكنهم يقالون، فالكرسي له سحر عجيب، وبمجرد جلوس الوزير عليه، يصيبه بنشوة ومتعة كبيرة، ويحوله الي إنسان أناني يحب نفسه أكثر من حبه لوطنه، ويفضل مصلحته الشخصية علي المصلحة العامة، ويكون علي استعداد للتخلي عن كل المباديء والأخلاق الحميدة في سبيل البقاء في كرسيه، رغم أنه يعلم أن الشعب لا يريده، ويري أجهزة الإعلام وجميع الأقلام توجه إليه الانتقادات، وتهاجم سياساته، ولا ترضي عن أدائه، بل وتتهمه بالتقصير والعجز والضعف وتطالب باقالته، ومع ذلك لا يتحرك، ولا يحس، ولا يتألم، ولا يشعر بالذنب، ولا وخذ الضمير، فهو لا يسمع ولا يري ولا يتكلم! هذا يذكرني بلافتة كبيرة كان يحملها أحد شباب الثورة في ميدان التحرير يوم 52 يناير، مكتوب عليها »مطلوب جراح ماهر لفصل مبارك عن الكرسي«، وهذا يفسر لنا لماذا هؤلاء الوزراء العاجزون ملتصقين في كراسيهم؟ ونادراً ما نري في بلادنا وزراء أو محافظين يستقيلون، أو حتي قيادات من أصحاب المناصب الكبيرة، وإذا استقال واحد من هؤلاء، فإنه غالباً ما يكون مضطراً أو مجبراً أو مهدداً بالاعتداء عليه أو التنكيل به أو مطاردة المواطنين له، وحصارهم لمقر عمله، ومنعه من الدخول أو الخروج، مثلما حدث في محافظة الاسكندرية عندما حاصر المتظاهرون المحافظة، ولم يستطع المحافظ الخروج، وظل محبوساً حتي جاءت الشرطة العسكرية وأخرجته من مكتبه تحت حراستها، وكذلك ما حدث لمحافظ قنا الذي لم يستطع الدخول الي مكتبه لممارسة مهام منصبه، وأستمر تعيينه شهوراً علي الورق فقط، حتي صدر قرار رئيس الوزراء بتجميد منصبه لأجل غير مسمي، وإسناد مسئولياته إلي سكرتير عام المحافظة. وآخر استقاله قدمها مسئول كبير بعد الثورة، هي استقالة سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، بعد أن أمضي شهوراً متمسكاً بالكرسي، لاصقاً فيه، تعرض خلالها للمظاهرات والاحتجاجات والاهانات والشتائم من العاملين بمبني التليفزيون، وظل صامداً متحملاً الإهانات ورافضاً الاستقالة الي ان قذف المتظاهرون مكتبه بالأحذية وحاولوا اقتحامه والاعتداء عليه، وعندما خشي علي حياته تقدم باستقالته، وحاول بعد تركه منصبه أن يدافع عن نفسه، ويلقي بمسئولية استقالته علي رئيس الوزراء الذي قال عنه أنه لم يستجيب لمطالبه المالية لتحسين أحوال العاملين، وتباطأ في الموافقة علي الاعتمادات التي أراد انفاقها علي الإصلاح، مما زاد من غضب العاملين وسخطهم عليه، وما يقوله الشريف قد يكون حقيقة أو مجرد كلام لأنقاذ ما بقي من ماء وجهه! ومثال آخر للوزراء اللاصقين بالكرسي، وهو خاص بالوزير المسئول عن الأمن والأمان، إن عجز هذا الوزير في أداء مهام منصبه معناه.. لا سياحة.. لا اقتصاد.. لا استثمارات.. معناه أن مصر كادت تصبح علي البلاطة، وأن كل شئ فيها يتجه إلي الصفر،، ولا يوجد مواطن مقتنع بأداء هذا الوزير ومع ذلك نجده قابعا علي الكرسي السحري بكل راحة ومتعة، ولا يشعر بما ينتاب المواطنين جميعاً من قلق وخوف علي حياتهم وممتلكاتهم نتيجة للإنفلات الأمني وهو الوحيد الذي يري أن الأمن عال العال، وليس في الإمكان أحسن مما كان.. وحجج هذا الوزير ووعوده دائماً واهية، ولا يمكن أن يصدقها الشعب بسهولة،،، فتارة يقول إن هناك عجزا في عدد أفراد الشرطة، وتارة أخري يقول - أن المشكلة في نقص عدد السيارات، وتارة ثالثة يقول - وهو ما صرح به أخيراً- أن العجز في الاعتمادات المالية، ولهذا السبب فإن الأمن لن يتوافر في أرجاء البلاد إلا بعد ثلاثة شهور، فهل هذا الكلام يمكن أن يستوعبه أو يتقبله عاقل، ما نعرفه أن هناك آولويات في الانفاق، وأن الظروف الحالية تحتم أن تكون الأولية لجهاز الشرطة، لتغطية كافة احتياجاته من سيارات لنقل الجنود ودراجات بخارية وأسلحة ومعدات، وقوي بشرية، وكذلك الاعتمادات اللازمة لتحسين أحوال أفراد الشرطة، ومنحهم الحوافز والمكافآت كلما تفوقوا في ضبط الهاربين من السجون والبلطجية الذين يرعون المواطنين. وأولويات الإنفاق شئ معروف عند إعداد الموازنات العامة، فيمكن تحويل الاعتمادات المخصصة لمشروع معين أو جزء منها إلي وزارة الداخلية لمواجهة هذه الظروف الطارئة، لحين تدبير غيرها لاستكمال هذا المشروع الاقل أهمية. ولا يفوتني أن أشيد بوطنية هذا الوزير وشفافيته وإخلاصه، ولكن ما ينقصه هو شجاعة الاقتحام والمواجهة الحاسمة للمشاكل والأحداث، والجرأة في اتخاذ القرار، وكلها صفات لا تتوافر إلا في الشباب! هذا مثال واحد من أمثلة كثيرة لوزراء يرفضون الاستقالة، ويصرون علي البقاء في مناصبهم،، ويحتاجون لجراح تجميل ماهر لفصلهم عن الكرسي.. وهؤلاء الوزراء يعرفون انفسهم جيدا.. وصدق المثل الشعبي الذي يقول: »اللي علي رأسه بطحة يحسس عليها!«. الانسان لا يمكن أن يرضي! الثلاثاء: قاسي أهل القاهرة في الأيام الماضية حراً لا يطاق. ولايزال أمامهم إذا صحت نبوءة مصلحة الأرصاد، أيام أخري. والذي ينظر إلي القاهرة في النهار الشديد الحرارة، لا يتصور أن هذا الجحيم يمكن أن ينقلب في الليل إلي نسائم رقيقة عذبة. أن ليالي القاهرة من أجمل الليالي التي تعرفها عاصمة من عواصم العالم، ونعني ليالي الصيف وفي بغداد نهر أو نهران لا يقل كل منهما عن نهر النيل، ومع ذلك فإن لياليهما شديدة القيظ. والناس هناك ينامون علي الاسطح فإن الغرف ذات الجدران لا تطاق، فلنحمد الله. ولنحتمل حر النهار، وننتظر الليل الجميل الرائق الرطب المنعش يغسل هموم الناس وعرق النهار. سمعت بعض الناس، بعد يومين اثنين من الحر، يتحدثون عن هجر القاهرة والهرب إلي المصايف، صدق هذا الكاتب الأمريكي الذي أنذر بالانهيار لأن الناس في هذا العصر لم يعودوا يحتملون المشاق، فالحر القليل يؤذيهم والبرد القليل يؤذيهم والجهد القليل يجعلهم يتأففون، أمامهم الطائرات والقاطرات والبواخر المجهزة بالأسرة وأجهزة التكييف. وفي البيوت أعطوا كل ما يرجون من أسباب الراحة، ومع ذلك يشكون، أين هم من أجدادهم الذين كانوا يتسلقون الجبال ويرودون الصحاري، ويقطعون الطرق الموحشة بوسائل بدائية، لا راحة ولا متعة فيها، الطعام جاف خشن، والتسلية جافة خشنة، وأسباب الرزق مضنية، لا تصل اللقمة إلي الأفواه من غير العرق المتصبب! حقا أن كل شيء في هذه الدنيا تغير ولكن شيئا واحداً سيظل من غير تغيير، هو أن الإنسان لا يمكن أن يرضي أو يستريح! أريد حبا كالبركان الثائر! الاربعاء: هي: ألا تخاف علي.. ألست جميلة.. رجال كثيرون يتمنون نظرة واحدة مني. هو: ولكني أثق فيك، أعرف أنك امرأة طاهرة.. وطهرك كفيل بأن يعصمك من الخطأ وسكتت لحظة وأخذت تنظر في عينيه وقالت: هل تعرف أنني أحب عينيك.. أحب شعاعها.. أحب نظراتها.. أحب غفوتها.. ذراعاك القويتان أحبهما أيضاً.. خذني إليهما.. احتويني.. أحمني من الناس.. أحمني من الشيطان.. أنني أجد الطمأنينة بالقرب منك..وأشعر بالخوف بعيداً عنك، أرجوك لا تبتعد عني! هو: »وقد أحس أنه يحتوي بين يديه كنزا، فطبع قبلة علي جبينها »: لن ابتعد عنك أبدا. هي: لا أعرف لماذا أشعر الآن بالخوف؟ هو: كيف تشعرين بالخوف وأنا معك؟ هي: أخاف وأنت قريب مني وأخاف وأنت بعيد عني! هو: هل هذه فزورة؟ هي: بل هي حقيقة.. وأنت قريب مني أكون في قمة سعادتي ولكن أخاف أن تبرد عواطفك أو تتركني، فافقد هذه السعادة، وأنت بعيد عني تسيطر علي الأفكار والهواجس، وتملأ رأسي الشكوك والأوهام!! هو: ألا تثقين بي؟ هي: الذي يحب لا يستطيع أن يثق. هو: ولكني أثق بك.. وأحبك ايضا. هي: إذن.. لماذا لا أشعر بحبك.. أين لهفة الأيام الأولي.. أين شوقك.. أين حنانك.. إنني في حاجة إلي الدليل علي حبك. هو: الدليل في شعاع عيني.. في لمسة يدي.. في همس صوتي. هي: أريد حبا كالبركان عندما يثور..حبا يرجني.. حبا يهز أعماقي.. ويحرك كل ذرة في كياني. هو: أنت إنسانة خيالية، الحب الذي تتحدثين عنه لا يوجد إلا في الأفلام والروايات والاغاني.. حاولي أن تعيشي في الواقع، وألا تحلقي في السماء!! هي: ولماذا لا تحلق معي في الخيال؟ هو: الحب الواقعي أبقي وأدوم. هي: ولكنه حب بارد وأنا أريده كالبركان الثائر. هو: ثورة البركان لا تستمر، وسرعان ما تخمد.. أما الحب الواقعي فإنه لا يخمد أبدا.