كنت عائداً مع زوجتي من شارع المنيل متجهاً لكوبري عباس وفجأة انشقت السماء أو الارض عن موتسيكل طائر علي مقدمة سيارتي ولأنني كنت اسير ببطء شديد لدخولي يمين الطريق فقد توقفت وقبل أن انزل فاتحاً باب السيارة إذا بثلاثة شباب احدهم في جسم هرقل يخبطون علي السيارة ويدعونني للنزول بطريقة لا تخلو من الترهيب والوعيد. ونزلت رغم تحذير زوجتي بعدم النزول فوجدت احدهم علي الارض وهرقل يردد انت راكب هيلوكبتر انت موت الراجل فاكرين نفسكم ايه وغيره من عبارات التحريض الطبقي التي راجت بعد الثورة المهم تحركت نحو الراقد وأمسكت به وقلت له انت كويس فقال بصوت جهوري ينم علي انه ممثل فاشل جداً: انت خبطني والموتسيكل ضاع . فذهبت للموتسيكل فوجدته "صاغ سليم" فقلت لهم الموتسيكل تمام وانتو دخلتوا عليا بعرض الطريق انتو قطعتوا الطريق من الشمال لليمين يعني سير عكس الاتجاه فصرخ أحدهم ده الباشا بتاع آنون وهيقولك عكس الاتجاه أسمع يا أخينا دي منطقتنا هاتدفع ألفين جنيه ونخلص ماشي وتروح سليم انت والمدام مش هاتدفع ها تتعجن هنا يا فلان "وأخذ ينادي علي بقية أفراد العصابة كانت الساعة بعد الحادية عشرة مساء والشارع مزدحم والمارة توقفوا فقلت انا وقعت في مصيدة بلطجية اعمل ايه .. أعمل ايه .. زوجتي تشير علي ان اركب واجري وأنا انظر فأجد السيارة محاصرة بأفراد العصابة فقلت استخدم موهبتي في الكلام فاقتربت من هرقل أتخن واحد فيهم وقلت له انت مصدق الفيلم ده؟ فنظر لي نظرة نمر جائع يحاول أن يحكم قبضته علي فريسة ومنتظره وقبل أن يرد قلت.. يالا علي القسم وهنا بدرت منه إيحاءة ساخرة وقال قسم أيه القسم ولعناه فتجاسرت وقلت انت فاكرني باشا ولا بيه أنا حوارتجي وبلطجي قديم والسلاح في جيبي مش هاقولك نروح القسم لا، أنا بتيلفون هاخليلك الحتة بحور دم انتو رميتو نفسكم عليه فاكرني صيدة وبتعملوا الحوار ده كل ليلة وقبل أن نشتبك ظهر أحد رجال المنطقة واقترب مني قائلا اطلع انت يا أستاذ انا عارفك وبشوفك في التليفزيون دول شوية صيع وبيرموا جتتهم علي الخلق يالا امشي انت حسبتها مع نفسي لو أنسحبت هكذا سيقولون انني ضعيف وأن الراجل الطييب أنقذني فوجدتها فرصة وأخذت اصرخ وأتحدث عن الثورة وأن الشهامة خلصت والبلطجية بيتحكموا في الشوارع وسخنت حتي ان الراجل الطيب همس في أذني قائلا: أنا وأنت مش قد العيال دي امشي لانهم راحوا يجيبوا "أبو دومة" وطبعاً لم أفهم وقلت مين أبو دومة يبدو ان الراجل قرر أن يتركني لفم الأسد وتحرك فقلت له يا حج أنا هاعمل لخاطرك ومش هأذيهم وقلت يا فكيك وانا أتنفس الصعداء هذه سلوكيات بعيدة عن شباب الثورة والثوار وتحول الشارع المصري إلي غابة وهنا لابد من وقفة مع اللواء منصورالعيسوي ورجاله ماذا أنتم فاعلون ؟ وكما قال لي بلطجية المنيل ولعنا القسم والآن تقولون نحن لا نضربهم حتي لا يقال أننا نضرب شباب الثورة .. لا يا سيدي لو أن هؤلاء شباب الثورة إضربوهم وطبقوا القانون. [email protected]