تواصلت حالة الغموض السياسي بشأن الأوضاع في زيمبابوي أمس وذلك مع انطلاق مفاوضات سياسية بين »روبرت موجابي» الرئيس المحتجز رهن الإقامة الجبرية من جهة والقادة العسكريين الذين سيطروا علي زمام السلطة قبل يومين من جهة أخري. ونقلت رويترز أمس عن مصدر بالمخابرات أن موجابي يصر علي أنه لايزال »الحاكم الشرعي الوحيد» للبلاد ويقاوم وساطة قس كاثوليكي لترك السلطة بهدوء بعد الانقلاب العسكري. وأوضح مصدر سياسي بارز لرويترز إن القس »فيديليس موكونوري» يتوسط بين موجابي والقادة العسكريين دون أن يذكر تفاصيل عن المفاوضات الجارية. وتوقع محللون أن تكون هذه المفاوضات تستهدف انتقال السلطة بسلاسة دون إراقة دماء. وقال محللون في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، أن الجيش قد يسمح لموجابي بالبقاء في البلاد وتقديمه كرمز للتحرير وإبداء الاحترام اللازم له». ونقلت رويترز عن مصادر داخل مجمع »البيت الأزرق» الذي يملكه موجابي في هراري إن الرئيس وزوجته جريس واثنين من كبار شخصيات الجناح السياسي بالحزب الحاكم رهن الإقامة الجبرية. وأشارت المصادر إلي أن الشخصين هما الوزيران »جوناثان مويو» و»سافيور كاسوكويري» اللذان فرا إلي المجمع بعد تعرض منزليهما لهجوم من القوات قبل يومين. وعاد أمس الأول إلي البلاد زعيم المعارضة السابق »مورجان تسفانجيراي» بعدما أن تلقي علاجا من السرطان في بريطانياوجنوب أفريقيا بحسب المتحدث باسمه. ودعت أكثر من مائة جماعة مدنية تمثل قوي المعارضة في بيان مشترك موجابي إلي التنحي بهدوء عن الحكم والجيش إلي بسط النظام واحترام الدستور. وسيلتقي قادة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي يرأسها حاليا حليف موجابي رئيس جنوب أفريقيا »جاكوب زوما» في اجتماع وشيك في بوتسوانا لمناقشة الوضع المقلق. وكان الاتحاد الأفريقي قد حذر في وقت سابق من أن الأزمة في زيمبابوي »تبدو كانقلاب»، داعيا الجيش لوقف ما يقوم به والعودة إلي النظام الدستوري. وسادت الصدمة أرجاء البلاد بعد فرض حصار علي موجابي المخضرم والمريض البالغ 93 عاما حيث لا يعرف معظم الناس في زيمبابوي زمنا غير زمن موجابي، الذي تصدر الحياة العامة منذ وصل للحكم عام 1980. وفي واشنطن دعت الولاياتالمتحدة المسئولين في زيمبابوي إلي »ضبط النفس» في سبيل »عودة الوضع سريعا إلي طبيعته». وقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية إن »الحكومة الأمريكية قلقة من التحركات الأخيرة للقوات العسكرية في زيمبابوي»، مؤكدا أن واشنطن »لا تنحاز لأي طرف».