بعد صراع امتد لعقود بين كشمير والهند أسفر عن آلاف القتلي أعلنت الحكومة الهندية أنها ستبدأ محادثات في ولاية جامو وكشمير المتنازع عليها يضم جميع الأطراف بما فيهم المطالبين بالانفصال سواء الذين يدعون إلي استقلال كشمير أو الانضمام إلي باكستان. هذا التحرك يحمل أهمية خاصة لانه يأتي من قبل الحكومة التي يترأسها حزب هندوسي قومي يتزعمه » نارندر مودي» والذي اتخذ موقفاً متشددا في السابق تجاه هذا الصراع المستمر منذ70عاماً في الولاية التي تتمتع بالأغلبية المسلمة الوحيدة في الهند. وكان مودي أعلن في احتفالات يوم الاستقلال أن الحكومة قد تحتاج إلي التواصل مع الكشميريين فقد اعلن» راجناث سنج» زير الداخلية في مؤتمر صحفي بنيودلهي مؤخرا ان دينشوار شارما رئيس مكتب المخابرات السابق الذي يتولي وكالة المخابرات منذ عام 2014لديه تفويض بالاتصال والحوار لفهم الطموحات المشروعة للشعب في جامو وكشميرولديه تفويض بالتحدث مع أي شخص يريده مشيراً إلي إمكانية التشاور مع المطالبين بالانفصال. وكانت حكومة »مودي» قد رفضت من قبل أي مشاركة لمطالبي الانفصال في أي حوار في إصرار منها علي عدم التحدث إلا مع الذين اعترفوا بكامل كشمير التي تتضمن المناطق التي تسيطر عليها الصينوباكستان كجزء من الهند. في الوقت الذي شن حزب بهارتيا الذي يحكم الهند حملة طويلة من أجل إلغاء الحكم الذاتي الخاص الممنوح لكشمير وجامو. ويري المحللون أن سطوة حزب بهاراتيا جاناتا في دلهي فضلا عن الاضطرابات المتجددة في كشمير خلال ال 18 شهرا الماضية تجعل من الدعوة للحوار آفاقا بعيدة في المستقبل القريب. معروف أن الصراع في كشمير يعتبر أقدم أزمة كبري في العالم فهو مستمرمن حوالي 70 عاما..ففي أعقاب الحرب الهندية - الباكستانية الأولي عام 1947 التي أسفرت عن تقسيم الهند إلي دولتين هندوسية وإسلامية احتفظت الهند بثلثي كشمير - التي كانت فيما مضي دولة مستقلة - في حين احتفظت دولة باكستان بالثلث الوعر والفقير المعروف باسم »أزاد كشمير» . ومنذ ذلك الحين تتكرر محاولات انفصالية في الجزء الخاضع للهند من كشمير حيث تعيش أغلبية مسلمة وأقلية هندوسية وبسبب الاقليم قامت حربان بين الهندوباكستان واشتباكات لا تعد ولا تحصي لم تغير في الاوضاع كثيرا وسبق ان أصدرت الأممالمتحدة قراراً يدعو إلي تنظيم استفتاء في كشمير من أجل تقرير مصير هذه المنطقة ولكن الهند تتجاهل القرار في العام الماضي احتدمت التوترات مرة أخري بين الهندوباكستان وذلك إثر اشتباك أوقع ضحايا بين الجيش الهندي في كشمير ومقاتلين كشميريين قالت نيودلهي إنهم جاؤوا من باكستان. ومثل هذه التوترات تثير دائماً قلقاً دولياً لان كلا من الهندوباكستان تملكان أسلحة نووية ولديهما قوات مسلحة قوية مجهزة بصواريخ متوسطة المدي. ويقف جيشا البلدين علي جانبي خط الفصل في حالة جاهزية دائمة للقتال. ومن جهة أخري وطبقا لصحيفة الارديان البريطانية فقد أصبح كبار أعضاء التحالف الإنفصالي الكشميري أكثر انفتاحاً للحوار وفقاً للبيانات إلي صدرت عنهم في الأشهر الأخيرة. في إشارة إلي إمكانية استعدادهم لاجراء محادثات مع الجانب الهندي.في الوقت نفسه فإن أي تقدم نحو السلام قد يكون معقداً بسبب الإنقسام داخل الحركة الانفصاليةالتي تتضمن اجيالا سابقة لزعماء يفضلون الحوار مع الهند وجماعة المقاتلين الصغار الذين علي اتصال مع الجماعات الجهادية مثل تنظيم القاعدة ولذا لابد أن تنضم باكستان إلي محادثات علي المدي الطويل حول مستقبل الإقليم. ومنذ عام 1989يقاوم مقاتلو كشمير الحكم الهندي للاقليم ويطالبون بالانضمام لباكستان و هناك أقلية منهم تريد استقلالا كاملا لكشمير في الوقت الذي تصر فيه الهند علي ان كشمير جزءا لا يتجزأ من الاتحاد الهندي وترفض أي نقاش حول هذه المسألة وتعتبر الهند المقاتلين الكشميريين »إرهابيين» وتتهم باكستان بممارسة »إرهاب عابر للحدود». ومن جهتها تتهم باكستانالهند بممارسة قمع وحشي في كشمير يشمل قتل أشخاص من دون محاكمة وخطف آخرين وشن عمليات انتقامية ضد مدنيين وممارسة تعذيب المعتقلين الكشميريين علي نطاق واسع. وتؤيد هذه التهم منظمات هندية لحقوق الإنساند.