في معركة الدقة والأمانة الصحفية، انتصر ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات علي مؤسستين إعلاميتين كبيرتين هما: وكالة رويترز للأنباء وشبكة بي بي سي، فقد بثت المؤسستان بصورة غير دقيقة أن عدد شهداء جريمة الواحات بلغ 52 شرطيا، فما كان من ضياء رشوان إلا أن خرج في برنامج تليفزيوني يتحدي المؤسستين ويطالبهما بنشر أسماء هؤلاء الشهداء إذا كان ما ذكروه صحيحا، عملا بالقاعدة القانونية »البينة علي من ادعي».. وأسقط في يد المؤسستين، فما تم بثه عن أعداد الشهداء هو كلام مرسل ومتسرع، فاضطرتا بشكل غير مباشر إلي ذكر الأرقام الحقيقية للشهداء. فلم يكن لدي رويترز أو بي بي سي أية بيانات موثقة عن هذه الجريمة، ولم ينتظرا بيان الداخلية عن العدد الحقيقي. قيمة ما فعله ضياء رشوان هو الرد الذكي علي مغالطات مؤسستين إعلاميتين كبيرتين بنتا سمعتيهما علي الدقة والأمانة والتوثيق، فمع كل الاحترام للسادة السفراء الذين تعاقبوا من قبل علي رئاسة هيئة الاستعلامات، كانت ردود أفعالهم تقتصر علي مجرد إصدار بيان يستنكر ما تم نشره، دون إقامة الحجة علي مثل تلك المؤسسات حين تنشر معلومات كاذبة، كما فعل ضياء رشوان. والسبب في ذلك يرجع إلي أن رشوان تربي وتعلم في مؤسسة صحفية ويعرف كيف يتعامل مع أقرانه من الصحفيين الأجانب. ومن هنا يتأكد ضرورة أن يكون لنقابة الصحفيين دور في ترشيح رئيس هيئة الاستعلامات من بين أعضائها.