التقت إرادة المصريين في ظل الاستقرار الذي يعيشونه عند هدف البناء والتنمية واقترنت بالعمل غير المحدود المثمر ويعبرون عن ذلك عملياً في مواقع الانتاج والخدمات، ومع كل إنجاز يتحقق يضعون لبنة في مستقبل الوطن ولا يتأتي ذلك الا من خلال الدافع الوطني الذي يترجم إلي حقيقة واقعة. ابدي د. هشام الشريف وزير التنمية المحلية خلال زيارته الأخيرة لمحافظة بورسعيد إعجابه وارتياحه لحجم المساحات الخضراء والحدائق المنتشرة بجميع أحياء المدينة واكد ان هذا النهج يتفق مع مشروع تنفذه الوزارة حاليا للنهوض بالحدائق الكبري في مصر وتطويرها مثل القناطر الخيرية وحديقة الأسماك وأنطونيادس بالإسكندرية والاورمان وغيرها بخلاف زراعة 10 ملايين شجرة مثمرة علي جوانب الترع والمصارف وقال ان بورسعيد مهيأة لتكون أول محافظة خضراء في مصر مثلما كانت الأولي في التخلص من العشوائيات. ويقول المهندس كامل أبو زهرة السكرتير العام للمحافظة ان مدينة بورسعيد منذ نشأتها مع افتتاح قناة السويس وكذلك مدينة بورفؤاد تم بناؤهما علي الطراز المعماري الأوروبي وهذا الطراز يعطي للمساحات الخضراء والحدائق نصيبا كبيرا بين المباني والوحدات السكنية وتم انشاء حدائق رائعة منها حديقة فريال التاريخية وسعد زغلول وحديقة الباشا ببورفؤاد بخلاف حدائق أخري كبيرة في مختلف الأحياء حتي الأحياء الحديثة منها وقد مرت سنوات طويلة لم تمتد يد التطوير لهذه الحدائق وبدأ بعضها يختفي وراء الإشغالات التي تراكمت حول أسوارها وكان لابد ان يعود للمدينة وجهها الحضاري والجمالي باعتبارها واجهة لمصر أمام السائحين من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون للميناء علي متن سفن الركاب وتبني المحافظ مشروع تطوير الحدائق في كل أنحاء المحافظة ومشروع زراعة غابات شجرية ومشروعا آخر تحت الدراسة بمسمي(ازرع شجرة) بمساهمة الأهالي وبالفعل بدأنا تنفيذ المشروع الأول بتطوير الحدائق تحت شعار حدائق بلا اسوار بعد أن تلاحظ ان معظم الحدائق مغلقة وغير مستغلة بالأسوار التي تحيط بها وبدأنا العمل بحديقة السلام باعتبارها في مواجهة رصيف السياحة بالميناء وتحولت إلي منطقة خضراء مفتوحة بالكامل وبها كافة التجهيزات التي تناسب جميع الاعمار وكشك للموسيقي واضافت لمسة جمالية رائعة جذبت ابناء المدينة وزوارها وامام نجاح التجربة الاولي وثناء المواطنين عليها تم تنفيذ المشروع الثاني بحديقة سعد زغلول التاريخية بوسط المدينة والتي لا تكاد تخلو من الرواد علي مدي ساعات الليل والنهار. وأضاف السكرتير العام للمحافظة أن العمل يجري حاليا بتطوير حديقة ميدان الشهداء وهي أكبر حدائق بورسعيد ومكان الأحداث التاريخية منذ زيارات الزعيم جمال عبد الناصر الشهيرة للمدينة في الستينيات وخطاباته الشهيرة بها في احتفالات المحافظة بعيدها القومي ويتولي تطويرها احد المستثمرين علي نفقته الخاصة وستكون واحة خضراء في أهم ميادين المحافظة وهو ميدان الشهداء ثم يأتي بعد ذلك مشروع تطوير حديقة فريال وهي من الحدائق التاريخية ايضا وبعدها تطوير حديقة الباشا ببورفؤاد والتي تضاهي الحدائق الأوروبية في جمالها ولن نكتفي بذلك بل سيتم إنشاء عدة حدائق جديدة وفي المناطق السكنية الجديدة وستكون البداية بحديقة علي مساحة 5000 متر امام مجمع مدارس علي سليمان بحي الزهور ويرتبط بمشروع تطوير الحدائق مساهمة فعالة من هيئة قناة السويس بتغيير شبكة مواسير مياه الشرب المصنوعة من الزهر علي مستوي المحافظة بمواسير حديثة تمكن من تنفيذ نظام ري للمساحات الخضراء والحدائق بطريقة اقتصادية تحافظ علي المياه من الاهدار او الاسراف. واستطرد السكرتير العام بأن مشروع المدينة الخضراء سيكتمل بمنظومة جديدة بزراعة غابات شجرية تحيط بالمدينة باستغلال ناتج مياه الصرف الصناعي في محطة يجري بناؤها الآن وهناك تحت الدراسة مشروع (ازرع شجرة) بمشاركة المواطنين وكذلك المصالح الحكومية والأحياء بزراعة الأشجار في المناطق المحيطة بهم. • نبيل التفاهني