… »إن لم تستحِ فافعل ماشئت».. هذه المقولة تنطبق تماما علي الحكومة البريطانية بزعامة تيريزا ماي والتي قررت الاحتفال بمئوية إطلاق وعد بلفور ودعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسئولين في تل أبيب للمشاركة فيه وهذا يعني أن السلطة الحاكمة في لندن مازالت مُصرة علي التمادي في هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني بموجب هذا الوعد المشئوم وهي التي كان يجب عليها تقديم الاعتذار عن هذا الوعد الجائر الذي شرد شعبا بأكمله بمنح وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين.. بعد مائة عام من إصدار وعد بلفور لم تخجل بريطانيا من ارتكابها هذه الجريمة التي شكلت أبشع ظلم تاريخي فرض علي الشعب الفلسطيني وعندما طرد من دياره إلي مخيمات اللاجئين والعيش في الشتات لاسيما أن بريطانيا التي كانت قوة احتلال لأراضي فلسطين لا تملك أن تعطي وتمنح هذا الحق لمن لايستحق والمقصود هنا اليهود الذين اغتصبوا هذه الأراضي بالقوة العسكرية الغاشمة.. إن الكثير من الفلسطينيين يرون في هذا التصرف الشائن من الحكومة البريطانية تهربا من تحمل مسئولياتها عن إصداره وإمعانا في إنحيازها لإسرائيل وقد قررت الكثير من الجهات الفلسطينية اللجوء إلي الاحتجاج ومقاضاة إنجلترا دولياً فما ضاع حق وراءه مطالب أبداً كما تجري تحضيرات في كل الأراضي الفلسطينية وفي كل مخيمات اللجوء وعواصم العالم وبالأحري لندن للقيام بمسيرات ضخمة في يوم 2 من نوفمبر يشارك فيها أحزاب بريطانية وجاليات عربية وإسلامية احتجاجا علي موقف حكومة تيريزا ماي الشائن التي أعلنت عن فخرها بدور بلادها في تأسيس دولة إسرائيل. وفي حقيقة القول فإن هناك الكثير من العقلاء والناشطين السياسيين يرفضون هذا الموقف الرسمي من حكومة بلادهم وأقول لتريزا ماي إن الاعتذار واجب يامن صدعتم رؤوسنا بحقوق الإنسان..