شهدت الجلسة التمهيدية لمؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي الرابع مناقشات ساخنة بين رجال الأعمال والمستثمرين حول أبرز القضايا والمشاكل التي تعوق صناعة الحديد ويجب ان تكون حاضرة في جلسات المؤتمر الذي يعقد أيام 12و13و14 نوفمبر المقبل. دعا الحاضرون إلي تغليب قضايا التشغيل وكيفية تعزيز التصدير لإعادة استقرار الوضع النقدي في البلاد بما يقلل من التضخم ويعيد الفوائد إلي مستواها الطبيعي بما يؤثر إيجابا علي الوضع الاقتصادي الكلي وعلي تطور الصناعة والإستثمار بشكل خاص. نجاح ملموس في البداية أكد الكاتب الصحفي وليد عبدالعزيز مدير تحرير الأخبار عضو مجلس إدارة أخبار اليوم، أن المؤتمر الاقتصادي حقق نجاحا ملموسا خلال الثلاث سنوات ماضية، وخاصة في كم المطالب الكبير الذي قدم من مجتمع الأعمال وتم وضعه امام صناع القرار. واضاف أن مؤسسة أخبار اليوم حريصة علي خلق اتصال مباشر بين الحكومة والمستثمرين في عرض المشاكل وطرح خطة الحكومة في القضاء عليها وإيجاد حلول سريعة لجميع المشاكل التي تعوق صناعة الحديد للوصول إلي اصلاح اقتصادي شامل في البلاد. ومن جانبه اكد اسامة صالح وزير الاستثمار السابق ان القائمين علي مؤتمر أخبار اليوم ارادوا طرح جميع المعوقات التي تواجه صناعة الحديد بشكل خاص علي الحكومة لما لها من مكانة كبيرة وقوية في الاقتصاد المحلي خاصة ان صناعة الحديد تشهد تقدما ملحوظا في الاقتصاد المصري. واضاف ان صناعة الحديد تمثل صناعة استراتيجية مهمة في الدولة وستنجح في جعلها احد المنتجات التي يتم تصديرها إلي الخارج خلال الفترة المقبلة والمنافسة بالاسواق الخارجية لجلب العملة الاجنبية خاصة أن الهدف الاساسي للمؤتمر الرابع هو التصدير ثم التشغيل. وأشاد جمال الجارحي، مؤسس شركات ومصانع مجموعة البحر الأحمر، بحسن تنظيم مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي في نسخة الثلاث الماضية والكثير من النتائج الإيجابية التي تحققت، وأتوقع نجاحا أكبر وأقوي في دورته الرابعة. رسوم إغراق واكد ان المشاكل الخاصة بصناعة الحديد كثيرة وتتم مناقشتها في عدد كبير من المؤتمرات والمنتديات ولم نجد لها حلولا حتي الان، واضاف ان المشكلة الخاصة برسوم الاغراق نجحت الحكومة في تطبيق وتنفيذ الحلول المقدمة من خلال الدراسات والابحاث التي قدمها رجال الاعمال والتي تؤكد وجود مشكلة الاغراق من اوكرانيا والصين وتركيا وارتفاع اسعار الغاز. من جهته أوضح رفيق الضو، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية عن ارتفاع سعر الغاز وهي اهم العقبات والمشاكل التي تواجه رجال الاعمال في قطاع صناعة الصلب. واكد ان اهم الركائز التي تعطي صناعة الصلب إمكانية المنافسة في الاسواق العالمية يبدأ من تعظيم القيمة المضافة المحلية عن طريق تحفيز الصناعات المتكاملة من خلال حزمة من المميزات كسعر الارض والضريبة وغيرها بشكل يحفز المستثمرين علي تعميق صناعاتهم والابتعاد عن الصناعات التحويلية والتوجيه نحو الاستثمار في الصناعات المغذية كصناعات الحرارات وأقطاب الجرافيت وقطع الغيار. واشار إلي ان تخفيض سعر الغاز الطبيعي من 7 إلي 3 دولار للمليون وحدة حرارية سوف يكلف الدولة 250 مليون دولار سنويا إلا أنه سيعود علي الدولة بحوالي 3 مليارات دولار بالعملة الصعبة نتيجة زيادة التصدير وتخفيض حجم استيراد الخامات إلي النصف واشار إلي ان تخصيص ساحات داخل الموانئ المصرية وأرصفة لتفريغ المواد الخام المستوردة والمنتجات المصدرة يؤثر إيجابا علي تكلفتها لانها تمنح المستثمرين إمكانية تأمين رأس المال يمنح الممولين من الخارج ضمانة لوجود المواد الخام في الميناء لإمكانية إعادة التصدير في حال عدم سداد ثمن المواد وهذا التمويل يقلل من الفوائد، ويزيد من استقرار التشغيل في المصانع. وشدد علي ضرورة الرقابة علي الصناعات العشوائية التي تهدد سمعة الصناعة المصرية وتحرمها من أسواقها وتنافسها علي شراء المواد الخام المحلية وترفع بالتالي من تكلفتها، لان هذه الصناعات العشوائية لا تلتزم بأبسط القوانين لجهة الحصول علي الرخص، أو مطابقة المنتج للمواصفات القياسية للجودة أو الحفاظ علي البيئة وشروط السلامة والامن الصناعي، او تسدد الضرائب. وطالب بضرورة فرض رسوم جمركية ثابتة علي واردات الحديد لا تقل عن 15% لان مصر احدي الدول القليلة في العالم التي لا تفرض رسوما جمركية علي وارداتها من الحديد. إضاف إلي ضرورة تفعيل المادة 14 من اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا بفرض رسوم مؤقتة علي صادراتها إلي مصر من حديد التسليح لانها المصدر الرئيسي للحديد لمصر وهي معفاة. من جانبه اكد جورج متي رئيس قطاع التسويق في شركة حديد عز المصرية بضرورة تخفيض سعر الغاز وطرحه لمصانع الحديد والصلب بنفس تكلفة انتاجه، بحيث لا تستطيع الدولة جني مكاسب من وراء بيع اي خامات حتي نصل إلي التنافسية العالمية، واضاف ان المستثمرين في مجال الصلب بمصر لا يستطيعون احتكار الحديد لان القطاع يعمل به 30 مصنعا وبالتالي لا يستطيعون الوصول إلي اتفاق او قرار موحد علي الجميع. استهلاك الحديد وطالب بضرورة المصالحة المجتمعية بين المجتمع المصري ومجتمع الاعمال والمال وتعريفهم بتكلفة صنع الحديد التي زادت اضعافا وبناء عليه ارتفعت اسعار الحديد، خاصة ان نسبة المبيعات في جميع المصانع انخفضت والسبب في ذلك ان 43% من استهلاك الحديد في المناطق العشوائية وتوقف فجأة، لذلك يجب علي الدولة الاهتمام بصناعة الصلب خاصة وان 100 مليار جنيه من قيمة الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 7%. وأعرب أيمن العشري رئيس مجموعة »العشري للصلب» عن استيائه من استمرار العديد من العقبات التي تواجه رجال العمال حتي الآن والتي تأتي في مقدمتها مشكلة تمويل الصادرات إلي جانب مشكلات النقل، خاصة ان مصر رائدة في الشرق الاوسط في صناعة الحديد والصلب، واضاف ان »الاهلية للصلب» تم انشاؤها عام 1975 وكانت تصدر العمالة والمنتجات الحديدية لجميع الدل العربية، وطالب بضرورة خلق وزارة خاصة بصناعة الحديد والصلب لما لها من اهمية استراتيجية.