من منا لم يستمتع بفيلم »غزل البنات» لعبقري الكوميديا نجيب الريحاني وسندريلا السينما والغناء ليلي مراد، من منا لم يشاهد هذا الفيلم الخالد عشرات المرات وفي كل مرة نراه وكأننا نشاهده لأول مرة، فيضحكنا الريحاني والباشا سليمان نجيب وتأسرنا ليلي مراد بصوتها العذب الساحر ويمتعنا محمد عبد الوهاب بصوته وألحانه، ويدهشنا يوسف وهبي في مشهد وحيد قصير يؤكد به أن عبقرية الممثل لا تحسب بمساحة الدور، واخيرا نتلمس في نهاية الفيلم كم كان أنور وجدي فنانا ومخرجا استثنائيا. هذا الفيلم يتحول علي يد نجم الكوميديا الراقي محمد صبحي لعرض مسرحي غنائي استعراضي ضخم يفتتح به مسرح مدينة سنبل التي تقع علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي بعد 20 كيلو من بوابة القاهرة، البطولة والانتاج والإخراج لمحمد صبحي الذي يقدم إلي جواره مجموعة من الوجوه الجديدة التي سوف تنطلق نجوميتهم علي يديه من »غزل البنات» ويقول انه يقدم فنانة شابة اسند اليها تجسيد شخصية »ليلي» التي جسدتها ليلي مراد في الفيلم وستكون قنبلة الموسم المسرحي، وهذا ليس بغريب علي محمد صبحي فهو صانع نجوم ونجمات، ومن خلاله عرف الجمهور الراحلة سعاد نصر، وولدت علي يديه نجومية سيمون، وعبلة كامل، ومن قبلهما شريهان. »غزل البنات» هو العرض المسرحي الثاني الذي يستلهمه محمد صبحي من تراث نجيب الريحاني السينمائي، فقد استلهم مسرحيا من قبل فيلم »لعبة الست» الذي قامت ببطولته تحية كاريوكا امام نجيب الريحاني، وجسدت شخصية »لعبة» في المسرحية سيمون، وقد اسند محمد صبحي لشركة »تيكيتس مارشيه» تسويق عروض المسرحية، وطالبته الشركة برفع فئات التذاكر مثل بعض المسرحيات التي وصل فيها سعر التذكرة إلي »1500 جنيه، و1000 جنيه، و750 جنيها»، لكنه رفض وجعل فئات التذاكر وفقا لخريطة المسرح مقسمة إلي »التذكرة الماسية وقيمتها 500 جنيه»، والتذكرة الذهبية وقيمتها »300 جنيه»، والتذكرة الفضية وقيمتها »200 جنيه»، ويقول محمد صبحي أنه مضطر لهذه الاسعار في التذاكر لأنه يقدم مسرحا حقيقيا مبهرا وتكاليفه مرتفعة لأن الضرائب زادت ثلاث أضعاف» 10% ضريبة ملاهي و5% ضريبة مضافة و10 % علي كل عقد ممثل و14 %علي مشتروات الديكور وعقود الموسيقي وأي عمال أو موظفين، وقد كلفته الملابس فقط التي تم تصنيعها في بيروت 360 ألف جنيه، ونفي محمد صبحي أن يكون مسرح مدينة سنبل الذي بناه علي طراز أوبرا صغيرة بعيدا كما يشيع ويظن البعض، وسيري المتفرج انه في مكان حضاري محترم، مؤكدا أن المسارح التي تقع في وسط البلد ايجارها في الليلة من 20 إلي 40 الف جنيه، وهي مسارح غير مجهزة مقارنة بالتجهيزات العالمية التي اسس بها مسرح سنبل، واكد صبحي انه يستهدف بالدرجة الأولي طلاب الجامعات، ولهذا قدم تخفيضا لطلبة الجامعة 50 % من ثمن فئات التذاكر من خلال جروبات تنظمها الجامعات، وردا علي المشككين في الاقبال الجماهيري اكد محمد صبحي ان المسرح كامل العدد لمدة 12 حفلة، ويتم الان الحجز لحفلات الخميس 2 نوفمبرحتي الاحد 5 نوفمبر، والعرض مستمر كل أسبوع من الخميس حتي الاحد حتي منتصف يناير 2018، بعدها تسافر الفرقة للخارج لتقديم العرض في عدة عواصم عربية بناء علي اتفاقات مسبقة، ويختتم محمد صبحي حواره معنا قائلا : » في أعمالي المسرحية أسعي لإضحاك المُشاهد من عقله وليس من حنجرته، هدفي الذي اضعه نصب عيني دائما أن تعيش الشخصية التي أقدمها أطول فترة ممكنه حتي بعد انتهاء العرض».