نجح أول مؤتمر ومعرض للدفاع أقيم في مملكة البحرين في منتصف الأسبوع الماضي، في أن يكون محطا للأنظار ومتابعة وسائل الإعلام العالمية، خاصة لما تمخض عنه من صفقات لشراء الأسلحة لعل أكبرها الإعلان عن صفقة لشراء البحرين 16 طائرة من طراز 16 F وزورقين ومعدات للتدريب والصيانة بلغت قيمتها 3،8 مليار دولار، بالإضافة إلي ما شهدته قاعات المؤتمر من حوارات وأطروحات حول أهمية تدعيم التحالفات الدولية من أجل مجابهة حاسمة لخطر الإرهاب الذي يكبد منطقة الشرق الأوسط الكثير ويهدد مستقبل الأجيال القادمة. نجح المعرض الذي يقام لأول مرة تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة، في أن يحقق الخطوة الأولي نحو الهدف الذي سعي إليه القائمون علي تنفيذه، وهو أن يكون أهم معارض الدفاع الرئيسية في المنطقة، خاصة بعد ان في أستقطب في دورته الأولي أبرز صناع القرار في الحكومات والجيوش والصناعات الدفاعية لأكثر من 60 دولة و180 عارضا. وقال العميد الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي البحريني، ورئيس اللجنة العليا لمؤتمر ومعرض البحرين للدفاع (BIDE») إنه أول معرض دولي شامل في المنطقة يتضمن الوسائل الدفاعية (البرية والجوية والبحرية)، وهو ما مثل فرصة لالتقاء الخبراء والمتخصصين وممثلي كبار الشركات المصنعة للمعدات والمنظومات العسكرية الدفاعية الثلاث في موقع واحد، وشكل منصة تعرض عليها كبريات الشركات العالمية أحدث نظم الدفاع والتقنيات العسكرية المواكبة للعصر،. وخلال المعرض أعلن قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء طيار الركن الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، عن توقيع مملكة البحرين صفقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، تشتري بموجبها 16 طائرة من طراز إف 16، واصفا هذه الصفقة بأنها الأكبر في تاريخ سلاح الجو الملكي البحريني من ناحية عدد طائرات والقيمة. وقال قائد سلاح الجو الملكي البحريني إن الصفقة تتضمن قطع غيار ومستلزمات لصيانة الطائرات، مشيرا إلي أن البحرين ستتسلم أول طائرة اعتبارا من العام 2021، وأن هذه الطائرات ستمثل إضافة إلي سلاح الجو الملكي البحريني لأنها الأحدث والأكثر تطورا في الطائرات الحربية المقاتلة. كما كُشف النقاب عن أول آلية عسكرية معدلة من تصميم الرائد الركن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي البحريني الخاصة حملت اسم »ذيب»، خلال فعاليات المعرض. أما مؤتمر »التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط»، الذي عقد بشراكة مع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومشاركين من أهم التحالفات العسكرية الدولية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلي جانب ممثلين من أهم مراكز الفكر الدولية، فقد أظهر قدرة مملكة البحرين علي أن تكون ساحة للحوار البناء والتفاهمات الدولية إلي جانب كونها وجهة مثالية للمؤتمرات والملتقيات العالمية، وذلك بفضل تمسك المملكة بالمبادئ والمواثيق الدولية والإنسانية كدولة محبة للسلام، كما أن نهج الإصلاح بقيادة الملك حمد بن عيسي يستند إلي قيم التسامح والتعايش والتنوع، وكلها عوامل ساهمت في تعزيز مكانة البحرين الدولية. وقال رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة »دراسات»، رئيس مؤتمر »التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط»، المتحدث الرسمي لمعرض البحرين الدولي للدفاع الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن المؤتمر تميز بحضور كوكبة من القادة والخبراء والدبلوماسيين والأكاديميين الذين احتضنتهم مملكة البحرين، لبحث السبل الكفيلة بدعم التحالفات العسكرية لمحاربة الإرهاب، واقتراح التدابير اللازمة لسيادة السلام القائم علي الحق والعدل، والذي لا يخضع للترهيب أو المساومة. وقد أكدت المشاركات سواء من خلال الكلمات الرسمية أو الأطروحات والمداخلات علي إصرار وعزيمة النخب الدولية لوقف عبث قوي الشر والدول الراعية للإرهاب، في أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها الخليج العربي، والذي يمثل أهمية حيوية واستراتيجية في منظومة الأمن العالمي. وأضاف : لقد كانت جلسات الحوار والنقاش كانت فرصة مواتية لتبادل وجهات النظر، والاستماع إلي الآراء المختلفة، لمناقشة مشكلات المنطقة والعالم، بالتركيز علي المنظور السياسي الاستراتيجي للتحالفات العسكرية، والمنظور العسكري العملياتي بمشاركة الشركاء الرئيسيين من (التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن) و(التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتبار أن مملكة البحرين تمثل جزءًا فاعلا في هذين التحالفين، وقد نجح المؤتمر في تطوير تلك الشراكة الفعالة لاسيما في مجال الدعم الفكري.