عاش متواضعاً لا يحب انشغال الناس به مكتفيا بمصاحبة القرآن ومات متواضعا ايضا، فلم يرهق احدا في حياته ولا بعد مماته، رغم عبقريته الفذة في أحد فنون العربية وهو الخط العربي الذي ترك فيه ثروة ضخمة من الاعمال الابداعية اهمها تلك المصاحف العديدة التي استخدم فيها أصعب الحروف وأنفق من أجلها ماء قلبه قبل ماء عينيه.. إنه شيخ الخطاطين المعاصرين الاستاذ محمود ابراهيم سلامة الذي وفاه الاجل يوم السادس من أكتوبر الجاري عن عمر ناهز الثامنة والتسعين بعد مسيرة عطاء حافلة في فنون الخط العربي بكل أشكاله. في قرية المسلمية مركز الزقازيق محافظة الشرقية كان مولده في الاول من مايو عام 1919 .. وكان الاول علي دفعته بمدرسة تحسين الخطوط الملكية عام 1939 أعقبها بدراسة فنون الزخرفة الاسلامية والتذهيب لمدة عامين.. ثم دخل عالم الصحافة قبل ثورة 1952 وعمل في عدة جرائد من بينها جريدتا الكتلة والزمان بعد أن اكتشف قدراته الفنية الاستاذ محمد التابعي وولاه رئاسة قسم الخط وتخصص في كتابة »مانشت» الصفحة الاولي.. وعقب الثورة شارك في تأسيس جريدة الجمهورية وزامل كبار الصحفيين وقتها ثم أعير إلي ليبيا منتصف السبعينيات ليسهم في تأسيس معهد »أبن مقلة» للخط ويكتب المصحف الشريف برواية »قالون» وعقب عودته إلي مصر منتصف الثمانينيات كتب مصحفا لدار الشروق برواية »حفص» المشرقية. تعلق شيخ الخطاطين بكتابة القرآن فلم يشغل نفسه بكتابات وأعمال أخري فترك كل العروض الدنيا ليكتب افيشات الافلام ويخوض تجربة جريئة بكتابة مصحف خامس بخط الثلث تاج الخطوط وأصعبها بمقاس 70 سم x 35 سم وكان يومها في مطلع التسعينيات من عمره.. ثم عاود الحنين مرة اخري لكتابة مصحف سادس بخط الثلث ولكن بمقاس فريد 100 سم x 70 سم وهذا إنجاز فريد لم يسبقه أحد إليه من خطاطي عصره. • محسن عبدالفتاح