بغداد - واشنطن - وكالات الأنباء: دعا رئيس الوزراء العراقي »حيدر العبادي» قوات البشمركة الكردية للانصياع والعمل تحت قيادة السلطة المركزية في بغداد وذلك بعد أن أتم الجيش العراقي سيطرته علي منشآت نفطية وأمنية وطرق ومناطق عسكرية ومدنية في مدينة كركوك الغنية بالنفط والواقعة تحت سيطرة البشمركة منذ ثلاث سنوات. وقال العبادي في بيان المسئولين الأكراد »اختاروا مصالحهم الشخصية والحزبية وباشروا إجراء استفتاء (الاستقلال) خرق الدستور»، داعيا سكان كردستان وكركوك إلي الاطمئنان »لأننا حريصون علي سلامتهم ومصلحتهم ولم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة». لكن في المقابل ردت القيادة العامة لقوات البشمركة الكردية في بيان أمس إن الحكومة العراقية »ستدفع ثمنا باهظا» لحملتها علي مدينة كركوك. واتهمت البشمركة في البيان فصيلا من الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد حزبين سياسيين رئيسيين في كردستان العراق »بالخيانة» لمساعدته بغداد في العملية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي في بيان »احراز تقدم كبير» ضمن عمليات »فرض الأمن» في مدينة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة العراقية واقليم كردستان الشمالي، وقد سمح انسحاب قوات البشمركة من مواقعها جنوبكركوك للقوات العراقية هذا التقدم السريع. وأوضحت قيادة العمليات في بيان أنه تم السيطرة »حتي الآن» علي مطار كركوك العسكري (قاعدة الحرية) الذي كان نواة تأسيس القوة الجوية عام 2003، وكذلك علي »كي وان» وهي أكبر قاعدة جوية وكانت واقعة تحت سيطرة البشمركة منذ ثلاث سنوات، وقد استكملت قوات جهاز مكافحة الارهاب العراقية اعادة الانتشار في القاعدة أمس. كما أعلن التليفزيون العراقي ان قوات الجيش دخلت بلدة »طوز خورماتو» بعد اشتباكات بين أكراد وتركمان. ونقلت روسيا اليوم عن مصادر أن الجيش العراقي سيطر علي الطرق الواقعة بين مدينة السليمانية وكركوك. ونقلت رويترز عن قائد عسكري مشارك بالعملية ان »بعض القيادات الكردية وافقت علي تسليم منشآت النفط حتي تبقي بعيدة عن الصراع». كما سيطرت القوات العراقية علي معبر »جسر خالد» طريق الرياض - مكتب خالد، ومعبر »مريم بيك» علي طريق الرشاد - مريم بيك باتجاه فلكة تكريت، وكذلك علي الحي الصناعي و»تركلان» ومنطقة »يايجي» وعلي مركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك». ونقلت رويترز عن قائدين بالجيش العراقي ان القوات لم تتلق أوامر بدخول كركوك وأن هدف العملية العسكرية التي تقوم بها هو »تأمين محيط المدينة». وكانت القوات العراقية قد وصلت إلي مدخل مدينة كركوكالجنوبي فجر أمس وسيطرت علي الحاجز الأمني وأزالت العلم الكردي ورفعت بدلا منه العلم العراقي. كما تم قطع الطريق بين بغدادوالمدينة النفطية. من ناحية أخري، قالت وزارة الخارجية التركية أمس ان أنقرة مستعدة للتعاون بالكامل مع الحكومة المركزية العراقية لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني المحظور في العراق. وقالت الوزارة في بيان إن أنقرة ستساند بغداد في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وفي واشنطن، حثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) القوات العراقية والكردية علي »تجنب أعمال التصعيد» واللجوء إلي الحوار لنزع فتيل التوترات وحل الخلافات بينها. وتسلح الولاياتالمتحدة وتدرب كلا من القوات العراقية والكردية.