أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن سوق العمل في مصر استوعب 3.5 ملايين فرصة عمل تم توفيرها خلال السنوات الاربع الماضية ..وأن إستثمارات القطاع الخاص في مصر تضاعفت 3 مرات منذ عام 2004 وحتي الآن بينما زادت الاستثمارات الحكومية من 14 مليار جنيه إلي 40 مليار جنيه العام الحالي .. جاء ذلك في تصريحات للوزير عقب مشاركته صباح أمس في مؤتمر "الصناعات متناهية الصغر في مصر ما بعد الاقراض" التي نظمتها جمعية رجال الاعمال بالاسكندرية برئاسة د. محمد غتوري وحضره الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الادارية واللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية وممثلو عدة منظمات دولية في إقراض وتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر . وأوضح رشيد في كلمته خلال المؤتمر أن الدولة جادة في تبني ودعم المشروعات الصغيرة وتذليل الصعاب أمامها من خلال 4 محاور رئيسية وهي حل مشكلة الاصول الثابتة لتلك المشروعات بتخصيص 40٪ من أراضي المناطق الصناعية الجديدة للمشروعات الصناعية الصغيرة وكذلك من المناطق التجارية الجديدة لمشروعات تسويقية صغيرة لاتتعدي مساحة كل منها 12 متراً .. مع توجيه المحافظين لتخصيص مساحات من الاراضي متاحة سنويا في كل محافظة للمشروعات الصغيرة ..وثاني هذه المحاور هي توجيهات حكومية وبرنامج متكامل لتيسير الاجراءات أمام الانشطة الصناعية لاصحاب المشروعات الصغيرة وتخصيص الرسوم والاعفاءات الضريبية لاجتذاب الجادين من القائمين علي المشروعات متناهية الصغر للانضمام الي منظومة المنشأت الصناعية المسجلة والرسمية وذلك عن طريق تخصيص خدمات الشباك الواحد في الغرف التجارية لانهاء كافة الاجراءات للمستثمر الصغير. وأضاف رشيد ان المحور الثالث يتعلق بتوفير التمويل حيث تتجه الحكومة إلي توسيع قاعده الجهات الممولة لتلك المشروعات سواء من جمعيات رجال الأعمال او الصندوق الاجتماعي للتنمية وكذلك المؤسسات المالية والبنوك ..وقال ان جهاز تحديث الصناعة التابع للوزارة يتعامل الان مع 14 الف شركة ومن المنتظر ان تنضم الي تلك المنظومة أعداد كبيرة من المشروعات الصغيرة عد إدخالها إلي السجلات الرسمية للمنشات الصناعية . وأكد رشيد ان الاصلاح والتحسين للمناخ الاقتصادي مشوار لاينتهي فهو متجدد بشكل دائم ..ومع كل مرحلة تظهر بعض المعوقات او المشاكل وعلينا التعامل معها وحلها كي ننجز المزيد من التقدم في مسيرة التنمية ..ولا نستسلم لدعاوي الإحباط التي تركز علي السلبيات ولاتذكر وتتجاهل التقدم النسبي الملموس الذي تحقق من مرحلة إلي اخري . ودعا رشيد الشباب المصري الي تغيير ثقافة العمل وترسيخ مفاهيم جديدة تحترم كل المهن فكل من يعمل هو إنسان جدير بالاحترام ..و ان قصص النجاح لاترتبط بشهادات بل بإصرار وإرادة ورغبة في التقدم ..وفي الجانب الاخر لابد من توافر القدوة للشباب من راغبي البدء في مشروعات صغيرة وعدم تشويه رجال الاعمال واتهام الناجحين بالمنحرفين لان هذا تعميم يطال الكثير من التجارب الناجحة لرجال الاعمال. وأكد الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية في كلمته خلال المؤتمر ان المنشات الصغيرة تلعب دورا حيويا في الاقتصاد المصري حيث انها تمثل 80٪ من إجمالي الناتج القومي في غالبية الدول الصناعية ..وهي مشروعات مولدة لفرص العمل ..وان إحصاءات الوزارة تسجل حتي الآن أكثر من 3 ملايين مصري يعملون في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ..بينما هناك أعداد كبيرة آخري غير مسجلة في القطاع الرسمي نتيجة تخوفهم من المحاسبة الضريبية وتبعات التأمينات وشروط المواصفات القياسية للمنتجات . وأضاف ان الحكومة تخصص 10٪ من مشترياتها من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة تفعيلا لنص قانوني يقضي بذلك لدعم تلك المشروعات وتسويق منتجاتها .. وأضاف درويش أن وزارته بالاشتراك مع وزارة الصناعة بدأت تنفيذ مشروع الرقم القومي للمنشأت الاقتصادية بهدف تيسير تعامل هذه المنشأت مع كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية ..وأنه مع نهاية العام الحالي ستتوافر لوزار ة الصناعة قاعدة بيانات كاملة لكل المنشأت الاقتصادية في مصر وطبيعة عملها ..واعلن أن الوزارة تقدم الآن لاصحاب المشروعات الصغيرة 150 خدمة عن طريق التكنولوجيا المعاونة لهم سواء بالانترنت أو التليفون أو الخطوط الساخنة او رسائل الهاتف الجوال .. وأضاف أن البطاقة الذكية للاسرة والتي تحمل الان 3 خدمات فقط هي التموين والمعاش والتأمين الصحي سيتم تحميل 5 خدمات أخري عليها ..ومن ضمنها تمويل وإقراض المشروعات المتناهية الصغر علي نفس البطاقة بإجراءات ميسرة.. وكان الدكتور محمد غتوري رئيس جمعية رجال اعمال اسكندرية قد استعرص في كلمته في بداية المؤتمر إجمالي القروض التي قدمها مشروع تنمية المشروعات الصغيرة والحرفية التي بلغت 2 مليار و200 مليون جنيه بنسبة سداد للاقساط بلغت 99.53 ٪ وأن الجمعية تقدم 20 ألف قرض شهريا .. وقد بلغت القروض لاصحاب المشروعات بأنواعها الشهر الماضي 49 مليون جنيه .. وان 70٪ من عملاء المشروع من القطاع غير الرسمي ومعظمهم من الصناعات المغذية التي لايوجد لها تمويل أخر .. وقد فاز عدد من عملاء الجمعية بعدة جوائز عالمية بعد النجاح المبهر لتلك المشروعات وخاصة من السيدات المعيلات.