هل تعني الثورة أن يقتطع كل منا جزءا من الشارع أو الرصيف لنفسه.. يبني عليه كشكا أو يفرش عليه بضاعة أو يعتبره امتدادا طبيعيا لبيته أو دكانه. هل تعني الثورة ان يدعي أي انسان أن من حقه ان يمتلك ماهو مملوك للناس كلها.. دون أي اعتبار للناس كلها.. كنا ومازلنا نقول دائما الثورة المصرية ثورة بيضاء.. يعني سلمية.. كانت دماء الشهداء هي التي تمثل اللون الاحمر في المشهد كله.. ولكن هذه الدماء هي التي جعلت الثورة عملا طاهرا شريفا مقدسا. احتراما لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأرواحهم من اجل ان يعيش الوطن.. الذين قدموا دماءهم من أن اجل ان يحيا الناس حياة كريمة.. فإننا يجب ان نقف وقفة جادة امام من يحاول ان يغتصب الوطن لنفسه.. أو ان يفهم الملكية العامة لممتلكاته. والصورة واضحة في كل شارع وحارة وعلي كل رصيف وحتي في عرض الشارع. الصورة أوضح علي كوبري اكتوبر وكل كوبري في مصر.. كراسي وعربات حمص شام تملأ ارصفة الكباري. مطلوب وقفة جادة مع من يحتلون الارصفة واخرجوا فيها بضاعتهم.. بدعوي ان الرزق للجميع.. دون احترام لحقوق الناس في شارع نظيف.. ورصيف محترم. ولا أري اي تعارض بين ان تكون الشرطة في خدمة الشعب.. وان تكون ضد اختراق بعض الشعب للقانون. لا يصح ان تصبح الفوضي هي شعار الثورة.