المدن الجامعية هي الملاذ الآمن للطلاب المغتربين القادمين من الأقاليم، فهي بمثابة المنقذ من جشع سماسرة »الشقق» الذين يرفعون شعار »اللي معهوش ميلزموش»، »إحنا التلامذة» قامت بجولة داخل مدن جامعتي القاهرة وعين شمس لرصد إجراءات تسكين الطلاب والطالبات الذين يتخطي عددهم 22 ألفا معظمهم في »القاهرة» وكذلك رصد شكاوي الطلاب الذين تم الانتهاء من تسكينهم، المفاجأة أننا وجدنا في المدن الجامعية »كل حاجة وعكسها» »إحنا التلامذة» رصدت أوضاع المدن الجامعية في جامعتي القاهرة وعين شمس، والتي امتلأت بالعديد من المتناقضات رافعة شعار »كل حاجة وعكسها»، واللتان أتاحتا مدن جامعية للطلاب والطالبات بمقابل 165 جنيها، رافعين شعار »، ونظرا لضآلة الرسوم التي تحصلها الجامعات من طلاب المدن والتي تقدر ب 165 جنيها شهريا رفعت شعار»علي قد لحافك مد رجليك »، ففي جامعة القاهرة تم صيانة المباني بشكل متميز، لكن من الخارج فقط، وظل عدد كبير من الغرف كما هي دون تغيير، أسرة مضي عليها عقود، مراتب عفي عليها الزمن،مكاتب متهالكة. اسرة متهالكة وتتكون مدينة الطلاب من 15 مبني، مقسمين حسب التقديرات السنوية للطلاب من امتياز حتي مقبول، المدينة بها حدائق متميزة، الا ان جدران مباني المدينة وصلت إلي مرحلة الشيخوخة، ففي المبني رقم 10 الذي تم تجديده هذا العام، بزيادة عمره الافتراضي عن طريق اعادة ترميمه، فقد تم تركيب ارضيات جديدة واعادة طلاء الحوائط، الا ان المبني وفقا لتقييم الطلاب رفع شعار » من بره ها الله ها الله ومن جوا يعلم الله »، فمن الوهلة الاولي عند دخولنا احد غرف الطلاب وجدنا مساحتها ضيقة لدرجة عدم القدرة علي فتح الباب حتي نصفه، سرير من طابقين، وعلي الرغم من طلائه، إلا أن علامات الصدأ تبدو واضحة علي احد اركان السرير، فضلا عن مراتب قطنية من الانواع الرديئة، .. وقال حسين محمد، طالب بالفرقة الثانية بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، ان الغرفة من المفترض انها تكفي فردا واحدا، جميع ما فيها يحتاج إلي تجديد وليس المبني فقط، وطالب بتوفير مروحة في كافة الغرف.. ووصف المدينة بأن بها »الحلو والوحش»، فهناك مبان مجددة مثل مبني 10 و4 وهناك مبان اخري قديمة جدا، ولكن الجامعة تسعي إلي تطويرها.. كما رصدنا حالة المبني رقم 8، الذي يستقبل الطلاب الوافدين، فالطلاء يتساقط من علي الجدران، والذي لم يمسسه اي تطوير او اعادة ترميم منذ زمن، التشققات أصابت بعض الحوائط، الحمامات تفوح منها رائحة لا تستطيع اي أنف تحملها.. و في المدينة الطلابية بجامعة عين شمس، اختلف الوضع كثيراً حول نوعية الغرفة وفقا للسنة الدراسية وليس وفقا للتقدير، كما انها تتيح سكنا فندقيا للقادرين. عندما توجهنا إلي احد المباني المجددة كان كل شئ كأنه يلمع، الحوائط تم تجديدها ودهانها، والحمامات الخاصة بالطلاب نظيفة تماماً، الا ان الغرف الخاصة بالطلاب مساحتها ضيقة جدا، ولا تسع لطالبين وبها سريران فوق بعضهما، وترابيزة خشبية قديمة تكفي لجلوس طالب واحد، ودولابين حديدين الا ان الغرفة تميزت بوجود مروحة ثابتة، لم تكن موجودة في جامعة القاهرة. وقال سيد احمد، طالب بالفرقة الثانية كلية الهندسة، انه آتي من اقصي جنوب مصر من مدينة سفاجا بمحافظة البحر الاحمر، وعندما تم تسكينه بالمدينة الجامعية اعتبرها بيته الثاني علي الرغم من وجود أثاث قديم جدا توارد عليه الكثير، »فوول بورد» وتوفر المدينة الجامعية بعين شمس، غرفا فندقية للطلاب، الذي لم تتطابق عليهم الشروط بمقابل 1900 جنيه شهرياً او من يرغب في السكن بها بعيدا عن السكن العادي، وكان المبني يعبر عن نفسه، بمجرد دخوله تشعر وكأنه فندق 5 نجوم، فكل طالب له غرفته الخاصة، تحتوي علي سرير ومراتب » سوست » تكاد تكون جديدة إلي حد ما وثلاجة وتلفزيون متصل برسيفر مركزي ودولاب خشبي، وفي الدور الاول كل الغرف بها حمام خاص، أما باقي الأدوار بالمبني فالحمامات مشتركة ولكن مستواها مرتفع في النظافة. السلالم رياضة اما مبني »الجمهورية» كما تطلق عليه الادارة فهو يتكون من 11 دورا، فيرفع شعار » الطلوع علي السلالم رياضة » فكان مصير الطلاب ان يصعدوا يوميا علي السلالم، فالأسانسير مخصص للموظفين فقط، حسب قول الطلاب، وكانت الغرفة تقفل ب » القفل »، وأكد بعض الطلاب، أنهم عندما استلموا الغرفة قام البعض بطلائها علي حسابهم الخاص، وعدم انتظار تجديد حوائط غرفتهم، وطالبوا فقط بتشغيل الاسانسير وتحسين جودة الوجبات الغذائية. وأثناء جولتنا، كانت المفاجأة التي وجدناها امامنا كانت بمبني جدرانه متهالكة يطلق عليه مبني »ز» يسكنه طلاب كلية الطب، والذي يحصدون أعلي الدرجات، الا ان الادارة قررت تسكينهم فيه، فحوائطه تغلغلت فيها التشققات، وينطلق من المدخل الخاص بالمبني رائحة كريهة صادرة من الحمامات، عند الاتجاه لممر غرف الطلاب الظلام يخيم علي الممر. قال احمد العنتبلي مدير المدن الجامعية بعين شمس ان المدينة الطلابية استوعبت 2141 طالبا و3260 طالبة حتي الآن، وان ادارة الجامعة رفضت تطبيق الزيادة علي الطلاب وما زالت التكلفة 165 جنيها شهريا علي الطالب. وأوضح ان السكن العادي للطلاب، يتم تقسيمه حسب السنة الدراسية وليس التقديرات، وبالنسبة للانشطة، اوضح انه تم تجهيز عدد من الصالات، وبها ترابيزات للبلياردو، والبينج بونج، وكذلك هناك مكتبة وبها كتب قيمة جدا. وبالنسبة للمطعم، يتم توزيع الوجبات يوميا منذ اول يوم في العام الدراسي.