لا تقتصر أهمية الإسكندرية، كونها مدينة ساحلية، ولكنها مدينة جمعت حضارات مختلفة علي أرضها وكذلك شهدت حقبا تاريخية متعاقبة جعلتها متفردة بين قريناتها من مدن البحر المتوسط. فما بين الآثار الرومانية البطلمية واليونانية والفرعونية والإسلامية واليهودية والمسيحية تشكلت شخصية الإسكندرية والتي بدورها شكلت ثقافة شعبها وفكره..فتموج عروس البحر المتوسط بأسرار لم تحل كل الغازها بعد واشهرها سر مقبرة الاسكندر الاكبر الذي لم يتم العثور عليها حتي هذه اللحظة ولكن رغم التنوع الثقافي والأثري الذي تتميز به الإسكندرية إلا أنها لم تستطع بعد أن تكون مقصدا كبيرا للسياحة العالمية وأن يتضاعف زوارها خاصة مع طبيعتها الساحرة المطلة علي المتوسط.. فهناك العديد من الاثار النادرة والمتاحف مغلقة وتحتاج إلي ترميم منذ سنوات بسبب قلة التمويل !!..ورغم ان وزارة الاثار اجتهدت وبدأت في اعداد قائمة بالاولويات لتطوير وترميم جزء من الاثار الا انها مازالت تحتاج للكثير. »الأخبار» تفتح ملف أهم الآثار الموجودة بالاسكندرية، التي تحتاج للتطوير وحسن الاستغلال..ونبدأ رحلتنا من حدود الإسكندرية غربًا وحتي منطقة بحري الشهيرة. وتنقسم اثار الإسكندرية بشكل رئيسي إلي 4 اقسام رئيسية وهي الآثار الغارقة، والاثار المصرية واليونانية الرومانية، والاثار الدينية مثل القبطي واليهودي كمعبد الياهو بالنبي دانيال او الإسلامي واشهرها المساجد وقلعة قايتباي. أبو مينا مهددة بالخروج من سجل التراث العالمي منذ قرون بعيدة..كانت الإسكندرية مركز الحج الثاني للمسيحيين بعد القدس..تستقبل الاف الزوار سنويا في منطقة »أبو مينا العجائبي»..هذا المكان الشاسع الذي قررت اليونيسكو الاحتفاء به وتسجيله في قائمة التراث العالمي 1979 المميز، إلا أن هذه الميزة أصبحت مهددة بتراكم المياه الجوفية بداخل القبر الأثري وارتفاعها لما يقارب 7 أمتار مما يهدد سلامته. ولذلك انتقل الأثر السكندري الوحيد في قائمة التراث إلي قائمة المواقع المهددة بالشطب منذ عام 2001 كجرس إنذار للمسؤلين للحفاظ علي هذا الأثر المهم والذي يعد واحة من الرخام في قلب الصحراء الغربية القريبة من بحيرة مريوط وقد سميت مدينة أبو مينا علي اسم مارمينا العجائبي الجندي المصري في الجيش الروماني الذي استشهد عام 309 ميلاديا ودفن في صحراء مريوط علي بعد حوالي 65 كيلو مترا جنوب غرب الإسكندرية وأصبح مزار مارمينا حجر الزاوية الذي اقيمت حوله المدينة، وازدهرت في القرنين الخامس والسادس ميلاديا واصبحت مركزا متميزا يقصده الزائرون طلبا لأخذ البركة والشفاء وللسياحة الدينية المسيحية، بل أهم مزار مسيحي بعد القدس.. ومنذ عدة سنوات تسعي وزارة الآثار لتنفيذ عدة مشروعات فشل بعضها لتوقف الطلبمات واكتشاف بعض الاهمال، ليتقرر إصلاح وتغيير الطلمبات القديمة وبدء مشروع جديد حاليًا لسحب المياه الجوفية من القبر وخفض منسوبها، والتنسيق مع وزارتي الزراعة والري لتنظيف المصارف الخاصة بها في المنطقة وتوسيعها لضمان عدم تراكم المياه الجوفية مرة أخري مستقبلا. الحشائش بدلًا من الموزاييك منذ سنوات طويلة ومازال متحف الموزاييك وهو أول متحف كامل لفن الفسيفساء ينتظر التمويل للانتهاء من عمليات إنشائه التي توقفت فترة طويلة في انتظار التمويل.. ويقع المتحف المنتظر في معبد الرأس السوداء في منطقة باب شرق ويعد الوحيد المتخصص في مجال الموزاييك علي مستوي الجمهورية وطبقا لما أعلنته وزارة الآثار في مخططها سابقا فمن المقرر أن يضم المتحف الذي ملأت الحشائش أرضيته _ قطع الفسيفساء النادرة من متاحف إسكندرية والمتاحف الأخري، من بينها بعض القطع بلغت أبعادها 6 أمتار في 4 أمتار، وعثر عليها في شارع شامبليون، وتمثل مشهدا أسطوريا لببغاء وحيوانات خزفية نادرة »كوم الناضورة» ينتظر الافتتاح منذ سنوات يُعد تل كوم الناضورة بحي الجمرك بالإسكندرية واحدًا من أبرز المواقع الأثرية المميزة بالإسكندرية، والمغلقة أمام الزوار بسبب ضعف التمويل، رغم قدرته علي جذب الزوار لكونه فنار الإسكندرية الحديث الذي كان يستخدم في الكشف عن ميناء الإسكندرية ومراقبة حركة السفن من بعيد رغم الجهود الذاتية التي قدمها مسؤلو وموظفو الآثار بالإسكندرية لتطوير وتنظيف الموقع الأثري الجميل منذ مايقارب عامين، من أعمال ترميم وتنظيف وتشجير وتنظيم العرض المتحفي إلا ان العائق الوحيد هو بعض التجهيزات المحدودة مثل البوابة الإلكترونية للدخول ونقطة أمنية لتأمين الزوار، وحمامات فقط..وبمجرد توافرها يمكن فتح هذا المزار البديع أمام السائحين ليمثل مصدر دخل إضافيا.