أسعد دائما لكل انجاز تحققه المرأة مهما كانت جنسيتها أو ديانتها .. ذلك لإيماني بقدرات المرأة خاصة في الإدارة والقيادة بما أهلها للوصول إلي أعلي المناصب في كثير من بلدان العالم. حديثي اليوم عن ثلاثة نماذج لقيادات نسائية حققن خلال الشهر الحالي انجازات جديدة في تاريخ المرأة. ولتكن البداية بانجيلا ميركل المستشارة الألمانية التي أعاد الشعب الألماني انتخابها لفترة ولاية رابعة مدتها 4 سنوات.. منذ تولت ميركل منصبها لأول مرة قبل 12 عاما وأنا معجب بأدائها المتميز الذي يضع مصلحة بلادها فوق كل اعتبار.. معجب بقوتها وصلابتها التي جعلتها تلقب بالمرأة الحديدية.. الدستور الألماني لا يضع حدا أقصي لفترات ولاية من يشغل منصب المستشار وانتخابه لا يتم بالتصويت علي مرشحين متنافسين علي المنصب ولكن من خلال التصويت في الانتخابات البرلمانية والحزب أو التكتل الحاصل علي أكبر نسبة من مقاعد البرلمان »البوندستاج» يتولي زعيمه منصب المستشار.. وفي الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي فاز التحالف المحافظ الذي ترأسه ميركل بأعلي نسبة من مقاعد البوند ستاج »33٪» وهذا التحالف يضم حزبها المسيحي الديمقراطي، وحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وبذلك يكون من حقها الاستمرار في منصب المستشار لأربع سنوات قادمة وتشكيل الحكومة الجديدة. ميركل أول امرأة تتولي هذا المنصب في تاريخ ألمانيا عام 2005 ولا شك أن أداءها المتميز وحرصها علي مصلحة وطنها هو ما أهلها للفوز بثلاث ولايات أخري تنتهي عام 2021.. حققت ميركل لألمانيا ولشعبها الكثير خلال ال 12 عاما الماضية حيث نجحت في أن تجعل ألمانيا صاحبة أقوي اقتصاد في أوروبا وحدث تقدم ملموس في مستوي جميع الخدمات وتراجعت نسبة البطالة إلي 6٪ وتحقق فائض كبير في الميزان التجاري والموازنة العامة.. نجحت في فرض تسوية لأزمة اليونان جنبت دول منطقة اليورو مخاطر إشهار إفلاس اليونان ونجحت بالاتفاق مع بوتين في الوصول لاتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا. ميركل امرأة تؤمن بدولة العدالة والقانون وقفت دائما ضد الاستبداد وقدمت نموذجا راسخا للقيادة الاخلاقية.. ترفض التمييز علي أساس العرق أو الدين وتبحث دائما عن مجتمع منفتح متسامح.. دافعت عن الإسلام باعتباره جزءا لا يتجزأ من ألمانيا وفي عام 2015 كان موقفها المحترم من قضية اللاجئين السوريين حينما جعلت من ألمانيا أول دولة تفتح حدودها لهم وشجعت دولا أوروبية أخري علي استقبالهم رغم ما تعرضت له من انتقادات لكنني أري أنها كانت بعيدة النظر لمصلحة ألمانيا التي تعاني تراجعا في معدل النمو السكاني بما قد يعرقل مستقبلا خطط النمو الاقتصادي ومن هنا كانت رؤيتها لاستقبال اللاجئين السوريين ومنحهم حق الإقامة ثم الجنسية بما يضمن تنشئة ابنائهم وفق معايير التعليم والتدريب المطبقة فتكسب ألمانيا بذلك جيلا جديدا من العلماء والخبراء والمهندسين والاطباء.. إلخ بالاضافة إلي ملايين الايدي العاملة المدربة. النموذج الثاني هو حليمة يعقوب أول امرأة تفوز برئاسة سنغافورة ورغم أنها مسلمة والمسلمون أقلية في سنغافورة إلا أنها فازت بالتزكية لان دستور سنغافورة يحمي حقوق الأقليات ويعطي لهم الفرصة للوصول إلي منصب الرئاسة.. وفي الانتخابات الاخيرة وطبقا للدستور كان الدور علي أقلية الملايون التي تنتمي لها ليكون الرئيس من بينهم ولم يكن هناك أفضل من حليمة يعقوب رئيسة البرلمان للترشح لهذا المنصب ولم يتقدم أحد لمنافستها. والدها مسلم من أصل هندي وأمها تنتمي لأقلية الملايو التي تتواجد في عدة دول مجاورة لسنغافورة وزوجها عربي يمني ولها خمسة ابناء.. نشأت حليمة في أسرة فقيرة ورغم ظروفها الصعبة واصلت دراستها حتي حصلت عام 1978 علي بكالوريوس القانون مع مرتبة الشرف وفي عام 2001 حصلت علي الماجستير وفي العام الماضي منحت الدكتوراة الفخرية.. تدرجت في حياتها الوظيفية وتولت عدة مناصب مهمة حتي جاء عام 2001حينما قررت اقتحام عالم السياسة وبدأت بخوض انتخابات البرلمان وعام 2012 أصبحت وزيرة وبعدها بعام رأست البرلمان علي مدي الاعوام الاربعة الماضية حتي استقالت لخوض الانتخابات الرئاسية. النموذج الثالث مصرفيه مصرية شهيرة هي نعمت شفيق التي اختيرت رئيسا لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية لتصبح أول امرأة تتولي هذا المنصب. ولدت نعمت شفيق بالاسكندرية عام 1962 وتخرجت في الجامعة الامريكية بالقاهرة قبل ان تسافر إلي الولاياتالمتحدة وتحصل علي الجنسية الامريكية ثم البريطانية وتولت منصب نائب محافظ بنك انجلترا وكانت من قبل نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي في الفترة من 2011 حتي 2014 كما شغلت عدة مناصب عليا في المنظمات الدولية.. نموذج مشرف بلا شك للمرأة المصرية.