امرأة مصرية مكافحة تُوفي عنها زوجها وترك لها طفلا في الشهر التاسع من عمره وطفلة في الثالثة من عمرها، اشتهرت في عملها بالجدية والإخلاص والانضباط، أول من تذهب للمستشفي وآخرمن تنصرف حتي بعد تغيُّر ظروفها بوفاة زوجها المفاجئة واضطرارها لتستعين بوالدتها لمساعدتها، فهي تذهب بأولادها في الصباح الباكر وتعود لتأخذهم بعد انتهاء عملها حاملة معها كل ما يلزمها من احتياجات البيت، كانت ترفض الإقامة الكاملة مع أمها بدعوي المحافظة علي شعور أولادها وإحساسهم بالاستقرار بأن لهم بيتا خاصا يحتويهم ويأمنون فيه ويشعرون بالحرية، وعندما وصل الرضيع للسنة الثانية الإعدادية، والتحقت أخته بالمرحلة الثانوية توفيت الجدة، وواجهت الأم فاطمة عقبة كبري في التوفيق بين ظروف عملها والنوبتجيات التي تكون صباحا ومساءً وأين تتركهم طوال هذا الوقت .. حارت ماذا تفعل وما هو التصرف الأنسب لحالتها، حتي هداها فكرها لتقديم استقالتها وأخبرت الجيران والأقارب عن استعدادها للذهاب لمرضي في احتياج لأخذ حقن، وبالفعل كان الله معها وسخّر لها الجيران والأقارب والمعارف يدلونها عن أماكن عمل وكل يوم يأتي بجديد .. رحلة طويلة زوّجت فيها الإبنة بعد تخرجها وعملها وأيضا الشاب الذي أخذت تحثه علي الزواج حتي فعل وبقيت ببيتها تكافح كما عاشت يأتيان لها يوم الزيارة، والعجيب هو موقف ابنها الذي فعلت المستحيل لأجله وقدمت له كل ما لديها عن رضا وطيب خاطر، دائما يشعرها بجفائه وأقواله الفظة التي قد تصل لحد الاستهانة، وقد يتهرب في أحيان من الزيارة الأسبوعية، وإذا تمت فهو إما صامت لأنه متعب أو رأسه به صداع، يسارع ليمشي أو ليهرب وكأنه جالس علي جمر والمسكينة تتضرع شوقا لكلمة حب أو لمسة حنان مفقودة ولا تدري لهذا سببا، وتبقي لتتساءل في سريرتها وبين الأقرباء منها عن السبب المجهول وراء معاملته وموقفه فلا تعرف.. تكاد أن تجن فهل من مفسر؟.