نحن نقدر دور رجال الشرطة في حماية الوطن. الوطن دون أمن لا وطن. والشعب دون امان لا يمكنه العيش.. نقدر دور الشرطة في حماية الشعب.. فهي تحميه من المتطرفين والخارجين علي القانون والقتلة واللصوص وتجار المخدرات.. ونعتبر كل من قدم حياته من اجل هذا الهدف النبيل شهيدا في سبيل الوطن.. نذكره بالخير.. ونودعه بالدموع والاجلال والتقدير. هذا هو قدرهم.. لكنهم اختاروه بنفس راضية.. اما قدرهم عندنا فهو كبير.. وبلا حدود. ولكن المسألة مختلفة تماما عندما نتعامل مع شباب يعبر عن رأيه.. حتي لو اختلفنا معهم.. هم مجرد شباب.. ولهم رأي ونحن كنا شبابا.. وكان لنا رأي.. قلناه في ظروف اسوأ الف مرة من تلك الظروف التي نعيشها. مجرد رأي.. وهتافات او لافتات لا تودي ولا تجيب.. لكنها مجرد رأي. وبالطبع نحن نرفض ان يتعدي الرأي حدود التعبير عن الرأي. نرفض ان تتحول التظاهرات الي فوضي وتخريب.. لان الوطن في النهاية وطننا جميعا.. واي ممتلكات عامة او حتي شخصية هي ملك لنا جميعا.. ولكل حالة من الحالات اسلوب للتعامل.. ونحن نثق في ان الشرطة بحكمتها وكياستها تستطيع ان تفرق تماما بين هذا وذاك. لذلك فإنني وكل المصريين انزعجنا من دعوة واحد او ثلاثة من نواب الشعب لان تواجه الشرطة هؤلاء الشباب المتظاهرين باطلاق الرصاص. يا لها من مصيبة ان يجيء هذا الكلام علي لسان ناس وصلوا الي اماكنهم بالديمقراطية وربما كانوا يتظاهرون وهم شباب. الحمد لله لم يستمر انزعاجنا الا ساعات واكد لنا الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم علي لسان امينه العام صفوت الشريف بان الدولة تحترم حرية الرأي وتحمي حق شباب مصر ايا كان اتجاهه في التعبير السلمي عن رأيه في اطار القانون. وانها تدين الدعوة الي استخدام العنف واللجوء الي القوة وترفض التحريض علي اطلاق الرصاص في هذا المجال وتقدر دور الشرطة في التعامل مع هذه الامور في اطار من الحكمة وضبط النفس. بعد هذا الكلام ليس هناك كلام.. فالدولة تعرف ان هناك من بين المصريين من له رأي آخر.. وهي تحمي هذا الرأي كما تحمي رأيها.. وهي لا تواجه بحسم الا من يخرج عن القانون الذي ارتضيناه وهو عدم استخدام العنف في التعبير عن الرأي.. او الاستقواء بقوي خارجية لها اهداف واضحة في تدمير هذا الوطن وتفتيت هذا الشعب.. او استخدام ما هو اخطر من كل هذا.. وهو الدين الذي ارتضينا ان يكون لله.. والا نخلط بينه وبين خلافاتنا السياسية. فنحن نؤمن بدين لا خلاف عليه اما ما نؤمن به من سياسات فهي قابلة للاختلاف. الدولة القوية تحترم الاختلاف بين افراد الشعب. والشعب القوي يعبر عن رأيه بموضوعية، اما التعامل مع الشباب المتظاهر باسلوب ثواب الرصاص فهذا امر مرفوض. وتعامل الشباب مع الرأي السياسي بأسلوب الالتراس الاهلاوي فهذا ايضا مرفوض. يبقي ان نؤمن بان هذا الوطن هو وطننا جميعا.. وما يصيب اي فرد فيه فهو يصيب الشعب كله.. واننا جميعا في النهاية اسرة واحدة.. قد نختلف احيانا.. لكننا نحب بعضنا دائما.