قوات الاحتلال البريطاني هي فقط التي فتحت النيران علي المتظاهرين المصريين.. ولم تفعلها الشرطة المصرية طوال تاريخها الحافل بالمواقف الوطنية بدءا من معركة 52 يناير 1952 ضد قوات الاحتلال وحتي اللحظة. تصب كل هذه المواقف في حماية ارواح وممتلكات واعراض المصريين. فكيف يأتي نائب بمجلس الشعب ليطلب اليوم وفي ظل حالة الحراك السياسي الذي نعيشه بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين لمجرد انهم أبدوا وجهة نظر تتعارض مع ارائه، وكأنه يريد ان يعيدنا إلي الوراء عشرات السنين، وكأن الدنيا لم تتغير ولم يعد الناس يتمتعون بحرية الصحافة وجرأة برامج الحوارات السياسية الساخنة في الفضائيات.. هذه ردة إلي ماقبل الثمانينات حيث لم يكن هناك لا انترنت ولا مدونات او فيس بوك أو يحزنون. لقد اراد هذا النائب ان يعيدنا إلي ما قبل عصر صحافة البالوظة لانه حتي في هذا العصر الاخير كانت هناك حرية رأي وصحافة، الانكي ان تأتي هذه المطالبة النشاذ خلال الاجتماع المشترك للجنتي الدفاع والامن وكمان حقوق الانسان. ولولا تصريحات حكماء الحياة البرلمانية في مصر. الدكتور فتحي سرور والسيد صفوت الشريف، لنقلت هذه التصريحات صورة سوداء عن مصر. فقال الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب »انا لا أتصور أن نائبا من نواب الشعب يطلب إطلاق الرصاص علي الشعب« وطالب الدكتورسرور بتفريغ شريط اجتماع هذه اللجنة لبيان حقيقة ما قيل لانه- علي حد تعبير رئيس مجلس الشعب- لايجوز اجتزاء العبارات او استغلال كلمة دون غيرها. واكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والامين العام للحزب الوطني ان الحزب يحترم حرية الرأي ويحمي حق شباب مصر ايا كان اتجاهه في التعبير السلمي عن رأيه في اطار القانون وشدد علي انه يدين الدعوة إلي استخدام العنف او اللجوء إلي القوة ويرفض التحريض علي اطلاق الرصاص علي اي مصري في هذا المجال. بعد هذا الكلام الحاسم القاطع فمن ذا الذي يمكن ان يزايد علي كل من سرور الشريف. لقد حمل الناخبون النائب إلي مجلس الشعب لكي يدافع عن حياتهم ومصالحهم، لذلك ارجو ان يتذكر دائما حديث رسولنا الكريم« من كان يؤمن بالله واليوم الاخيرا فليقل خيرا أو ليصمت«.