أظهرت تسريبات من رسائل للبريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة »هيلاري كلينتون» النفوذ الذي تتمتع به الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق »حمد بن خليفة» في دائرة الحكم، وسعيها منذ عام 2009 لتمهيد الطريق أمام ابنها تميم لخلافة والده. هذا الدور الذي قامت به موزة، ساعدتها فيه شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق »توني بلير». ففي 13 مايو 2009، تلقت كلينتون عبر بريدها الإلكتروني الشخصي رسالة من شيري بلير تحثها فيها علي اللقاء مع الشيخة موزة. وظهرت السلسلة الكاملة للمراسلات في موقع »ويكيليكس» للتسريبات عن الإيميلات الشخصية لكلينتون، وفقا لما ذكرته بوابة العين الإماراتية الإخبارية. وكتبت شيري بلير في رسالتها التي عنونتها بكلمة »سرية»: »أسرّت لي الشيخة موزة بحرص القطريين علي إقامة علاقات إيجابية أكبر مع الولاياتالمتحدة». وأضافت أن الشيخة موزة »ستكون سعيدة أن تأتي إلي واشنطن إذا ما تمكنت من إيجاد بعض الوقت المتاح». وأضافت بلير »للشيخة موزة تأثير حقيقي في قطر». وكتبت هيلاري في جوابها: »أنا مهتمة جداً في الحديث مع الشيخة. سأكون سعيدة باستضافتها إذا قدمت إلي واشنطن، أو اللقاء معها في أوروبا عندما أكون هناك في المرة المقبلة». واستمرت المراسلات ما بين هيلاري وشيري بلير حتي 14 سبتمبر من العام نفسه. وفي ذلك التاريخ كتبت شيري بلير: »ستكون متاحة (موزة) في 24 سبتمبر، سواء في الصباح أو المساء والبديل هو 28 أو 29، هل الوقت مناسب لك؟». وردت كلينتون يوم 17 من الشهر نفسه: »شكراً علي المساعدة، نحن نعمل علي تحديد الوقت وأنا أتطلع للقاء معها». وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، كتبت بلير في رسالة إلي هيلاري: »صديقتي من »ق»( قطر) سعيدة جداً باللقاء معك، وتعتقد أنه جري علي نحو جيد». لم تتوقف جهود وساطة شيري بلير مع الشيخة موزة، إذ أنه في 7 يونيو 2010، وجهت رسالة إلي البريد الشخصي لكلينتون، تطلب منها اللقاء مع ابن الشيخة موزة، في إشارة إلي الأمير تميم. واستهلت رسالتها بالقول: » كما تعلمين فإن لدي روابط جيدة مع القطريين. نجل الشيخة موزة هو ولي العهد 32 عاماً، حريص علي أن يبدأ في بناء علاقات دولية أوسع».. وفي 30 يونيو، كتبت بلير لكلينتون: »هيلاري، هل يمكنك أن تزوديني برقم هاتف يمكن لولي العهد القطري من خلاله التواصل معك، وإلا فإن بإمكاني أن أجلب لك رقم هاتفه الخاص، ما هو الأنسب لك؟». ردت هيلاري في 3 يوليو: »نعمل علي ترتيب اتصال هاتفي الأسبوع القادم». وهذه البرقيات والرسائل أدلة جديدة تضاف إلي العلاقة الوثيقة التي تشعبت بين هيلاري كلينتون وجماعة الإخوان الإرهابية برعاية قطر. وبدأت هذه الرسالة بدعم كلينتون لما يسمي بثورات الربيع العربي التي كان للإخوان فيها حضور كبير، ثم حينما دعمت وصول الجماعة الإرهابية للحكم في مصر. فسبق أن كشفت إيميلات كلينتون أنها تلقت رسالة في 2 فبراير 2012 من أحد مساعديها، قال فيها نقلاً عن مصادر رفيعة في جماعة الإخوان إن »قادة الإخوان المسلمين مسرورون من نتائج المناقشات مع حكومة الولاياتالمتحدة وصندوق النقد الدولي، فكلاهما، في تحليلات قادة الجماعة تبدوان تتقبلان فكرة مصر كدولة إسلامية». وتحدثت عدة تقارير عن الصلة الوثيقة للإخوان بكلينتون عبر تغلغلهم في البيت الأبيض إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق »باراك أوباما» وكمستشارين لكلينتون، وخاصة مستشارتها »هوما عابدين» المنحدرة من عائلة إخوانية لها باع في إدارة التنظيم الدولي للجماعة. أما أمير قطر تميم، فإنه لا يخفي سرا أو علنا دعمه لجماعة الإخوان المسلمين ويستضيف في بلاده عددا من قادة الجماعة، وذلك علي خطي والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.