بدلا من توحيد الصفوف لمواجهة الشائعات والانفلات الأمني.. بدأت أصوات ترتفع تؤيد المصالحة من رموز النظام الفاسد مقابل سداد الأموال والأراضي والقصور التي سرقوها. ولكن هل نترك دماء شهداء الثورة والمصابين الذين أطلقوا عليهم الرصاص بدم بارد؟ فهناك 048 شهيدا و0006 مصاب.. ومن هنا نؤيد المحاسبة والمحاكمة أولا قبل أن نفكر في مصالحة بخصوص أموال اهدروها. شباب مصر استطاع بثورته في 52 يناير أن ينقل مصر نقلة نوعية ومن حقه أن يقول رأيه بعد أن فاجأ العالم بثورته التي أصبحت نموذجا يدرسه العالم بعمق، وأصبح ميدان التحرير مزارا لمكان وطني شهد الثورة والروح الجديدة لشعب مصر.. والآن علينا التحرك علي الطريق السليم علي المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتلبية جميع الطموحات المشروعة في الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ورفض المساس بكرامة أي شخص. علينا إعادة عجلة الإنتاج التي توقفت وإعادة الأمن والأمان لكي تعود السياحة، وحل المشاكل الطائفية وتلبية الطلبات المعقولة للأقباط لكي يعود كل منا إلي عمله من أجل مصر لأن حجم الخسائر كبير والأرقام مفزعة والتي أعلنها المجلس الأعلي للقوات المسلحة فقد تكبد اقتصادنا في 4 شهور خسائر فادحة وإذا استمر نزيف الخسائر فالمستقبل مظلم، وقاتم بفضل البلطجة وسط الانفلات الأمني والخروج علي القانون وإهدار هيبة الدولة لأن هناك من يحاول سرقة الثورة بالتزوير والطائفية والشائعات واحتكار السلع ونشر الفوضي وسط الناس مرة باختفاء اسطوانات البوتاجاز ومرة بإخفاء السولار ووقف شريان الحياة في مصر وقطع وسائل النقل. هناك من ينتظر لفتح أبواب جهنم علي شعب مصر ورفض حكم القانون، وعلينا الحذر قبل سرقة الثورة من عناصر لم تشارك فيها أصلا.. وعقب أي ثورة ناجحة أو وراء من يحاول سرقة الثورة.. وهؤلاء من ظهروا من فلول الحزب الوطني والنظام السابق، ولا نعرف اين كانوا أثناء ثورة الشباب السلمية وأصبح سلاح الشائعات هو سلاحهم الوحيد لإحداث الانقسام بين الشعب والجيش وإثارة الفتنة الطائفية والتحريض علي مطالب ليس الآن أوانها الكل يحاول أن يكون له نصيب من كعكة ثورة 52 يناير.. ونحن جميعا نعرف ان جيش مصر الذي حمي الثورة هو الملاذ الوحيد لنا للخروج من النفق المظلم وأن يقف اقتصادنا علي قدميه. علينا الاحتكام إلي العقل والحكمة ولا تحرقوا مصر بالفتن والشائعات وفرض السواد علي صورتها.. مصر جميلة بعد الثورة.. وعلينا اليقظة فهناك منادون من الداخل والخارج يحاولون تمزيق جسد الوطن.. وإذا كانت المصالحة ضرورة للمستقبل فعليا الالتزام بالقانون لأن دماء شبابنا ليست للبيع والمساومة، والتصالح في القضايا الاقتصادية ممكن وأفضل لإعادة النقود التي نهبوها وسرقوها.