السكة الحديد مرفق حيوي وهام ويمثل رافدا هاما للأمن القومي وقوة له كوسيلة آمنة ورخيصة نسبيا هي السكة الحديد إذا قورنت بالوسائل الأخري مثل الطيران والوسائل البرية. ونطالب بوضع السكة الحديد في بؤرة الاهتمام لأهميتها لربط قلب الوطن بأطرافه في أسوان والسلوم ورفح وشرم الشيخ ومروراً بالتجمعات العمرانية والمدن في الطريق لهذه الأطراف.. والسكة الحديد مرفق هام ومنضبط ومرتبط تماما بالساعة وبالتوقيتات والقطاع المدني الآن في مصر مترهل وفي حالة سيولة وهي هدف ثمين لمن يريدون عدم الخير لمصر وكثرة العمالة بهذا المرفق وحاجتها إلي سيطرة حازمة ،هذه العمالة التي يجب تجديدها بشباب مؤهل جيداً وحسن اختيار سائقي القطارات فنيا ونفسياً. وهناك في هيئة الإمداد والتموين عناصر للتنسيق مع هيئة السكة الحديد لنقل الإمداد للوحدات العسكرية البعيدة وللمعاونة أحيانا في تحركات القوات المسلحة مع تواجد عناصر من الشرطة العسكرية لهذا الغرض. وليس سراً أن تغيير الوحدات في سيناء قبل عام 1967 كان يتم بنقل هذه الوحدات بالسكة الحديد من المنطقة المركزية للعريش ثم لأماكنها في سيناء. والآن دون تدخل في تخطيط القوات المسلحة فإننا نقترح إنشاء كتائب لتشغيل وصيانة السكة الحديد أسوة بشركات الطرق التي تتبع الهيئة الهندسية وتمارس نشاطاً في السلم مثل شركات هيئة الطرق والكباري وتعاونها في تنفيذ مهامها في المشروع القومي للطرق وفي حفر قناة السويس والمزارع السمكية. والمعروف أن كل مهندس مدني درس مادة السكة الحديد في كلية الهندسة تتضمن تصميم السكة نفسها القضبان والفلنكات والكباري والإشارات وكيفية عملها وارتباطها بحركة القطارات والمخازن والمحطات والورش وخلافه. والسكة الحديد في مصر بحاجة لمعاونة القوات المسلحة في إنشاء خطوط جديدة وصيانة الموجود وحراسة الخطوط ولنا أن نعرف أن إعادة إنشاء خط أبو طرطور سفاجا بعد سرقته سيتكلف 7 مليارات جنيه فهل يترك هذا الخط الهام للسرقة مرة أخري ومثله خط قطار الفردان علي قناة السويس إلي بئر العبد الذي أنشئ وتمت سرقته بعد حرب 1973 ولم يعمل يوما واحداً. تستطيع القوات المسلحة بقائدها الأعلي بقياداتها وهيئاتها وإداراتها أن تساعد السكة الحديد في الكثير من الأمور لتوفر الخبرة والانضباط والحزم في إدارة كل ما تتولاه مع الاستفادة من المكتب الأستشاري بالكلية الفنية العسكرية. والسكة الحديد مثل معظم القطاعات المدنية لها قيادات واعية ومخلصة وقواعد ضالة مترهلة لا يمر عليها أحد أو يحاسبها أحد أو يعلمها أحد وهي تعمل بطرق بدائية ولا يشرف عليها أحد أو يحاسبها. ولأهمية السكة الحديد في الاتصال مع الدول المجاورة عمل الاستعمار الإنجليزي علي أن يكون اتساع قضبان سكة مصر مختلفا عن اتساع قضبان السودان حتي لا تستطيع القطارات العبور من دولة لأخري أما ليبيا فقد وعدت بإنشاء خط من السلوم لبني غازي لكنها لم تفعل والسودان يقوم الآن بمد خط حديدي من بورسودان لتشاد وغرب أفريقيا يمكننا الدخول علي هذا الخط لإنعاش التجارة بين مصر وهذه الدول. حافظوا علي مياه الفيضان تواترت الأنباء عن الخير الوفير من مياه فيضان هذا العام نتيجة سيول وأمطار أثيوبيا والسودان والهضبة الاستوائية فقامت وزارة الري بالتشمير عن ساعدها لفتح مفيض توشكي لاستقبال أي زيادة في مياه النيل عن طاقة بحيرة ناصر لتضيع هذه الزيادة في الصحراء. ونقول للمسئولين والمصريين هل مياه النيل شر لابد أن نتخلص منه أم خير نحافظ عليه بكل ما نملك من فروع النيل والترع والمصارف والمشروعات الزراعية الجديدة؟ إذا امتلأت بحيرة ناصر عن آخرها وطاقة 164 مليار م3 عند منسوب 182م افتحوا مفيض السد العالي وليس مفيض توشكي وذلك لتصريف كل قطرة مياه في النيل وفروعه لغسل هذا النهر الملوث حيث يصب فيه مئات المصانع والمصارف وغسل الترع والمصارف وتوصيل مياه النيل لشرق القناة لري 100 ألف فدان وترعة الحمام والبحيرات الشمالية لمصر التي تئن من التلوث. نريد أن نري النيل مملوءاً عن آخره كما تعودنا أن نراه قبل بناء السد العالي ويفرح المصريون برزق أرسله الله لهم ويستطيع هذا النهر الخالد استيعاب 250 مليون م3 يومياً عند الفيضان. إننا نعرف أن هناك أراضي في مصر الآن لا تصلها مياه الري فلماذا نلقي بالمياه في مفيض توشكي لتجف المياه من التبخر والتسرب في رمال الصحراء الغربية التي تحترق من شمس هذا الصيف. أرجوكم حافظوا علي الخير الذي يرسله الله بحسن استخدامه أو تخزينه وليس بإلقائه في مفيض الطوارئ.ولنتذكر جيداً ما سيحدث عند بدء ملء سد النهضة حيث سيتم خصم حوالي 8 مليارات م3 سنويا من كل من مصر والسودان وذلك لملء هذه البحيرة بكمية مياه 73 مليار م3. وعلينا أن نبحث عن أماكن لتخزين المياه الزائدة علي طول مجري النهر مثل بحيرة وادي الريان وقارون والبحيرات الشمالية لمصر والاستفادة من القناطر الجديدة علي النيل. كاتب المقال : رئيس جهاز تعمير سيناء الأسبق