فرط المنتخب الوطني في فرصة قطع خطوة واسعة نحو التأهل لمونديال روسيا بعد خسارته بغرابة شديدة بهدف نظيف أمام أوغندا في المباراة التي اقيمت أمس بالعاصمة الاوغندية كمبالا ضمن الجولة الثالثة من التصفيات الاخيرة المؤهلة لنهائيات كاس العالم لكرة القدم. جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 6 من الشوط الثاني واحرزه المهاجم الاوغندي أوكوي من تسديدة قريبة المدي. بهذه النتيجة تقدم المنتخب الأوغندي إلي صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط يليه المنتخب المصري برصيد 6 نقاط فيما تحتل غانا التي تلتقي اليوم مع الكونغو المركز الثالث ولها نقطة واحدة فيما تأتي الكونغو في ذيل المجموعة بلا رصيد من النقاط. النتيجة تعيد المنتخب لسجل تاريخه الهزلي مع مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم كل أربع سنوات.. وبعد ان كانت فرصة المنتخب هي الأقوي في المجموعة بعد الجولتين الأولي والثانية تسبب الأداء الهزيل الذي قدمه المنتخب أمس استمرارا للعروض السيئة التي بدأها بمباراة تونس في تصفيات أمم أفريقيا خلال شهر يونيو الماضي وأصبحت الفرص الأن متساوية إن لم تكن تصب في صالح منتخبا أوغنداوغانا. والحقيقة أن المنتخب لم يكن يتسحق حتي نقطة التعادل وكان بامكان أوغندا مضاعفة النتيجة لولا تألق عصام الحضري في أكثر من فرصة خطيرة, ولم ينجح الأرجنتيني هيكتور كوبر في استغلال مهارات كتيبة النجوم الذين يمتلكهم المنتخب حاليا, وتسببت الأخطاء الدفاعية الكارثية خصوصا في الجبهة اليسري في الهدف الذي سكن شباك منتخب مصر بجانب بعض الهجمات الخطيرة الأخري. كعادته في جميع مبارياته الرسمية اعتمد الأرجنتيني هيكتور كوبر في بداية المباراة علي نفس التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها في معظم الأحيان وآخرها مباراة تونس ومن قبلها نهائيات أمم أفريقيا باستثناء غياب علي جبر مدافع الزمالك للإصابة وعودة عبد الشافي إلي الجبهة اليسري وتضم عصام الحضري في حراسة المرمي ومعه في الدفاع أحمد فتحي وأحمد حجازي ورامي ربيعة ومحمد عبد الشافي وفي الوسط طارق حامد ومحمد النني وعبد الله السعيد وامامهم الثنائي محمد صلاح ومحمود تريزيجيه وتولي محمود كهربا مهمة المهاجم الصريح. أما منتخب اوغندا فقد اختار مديره الفني موسيس باسينا تشكيلة تضم دينيس اونيانجو ونيكو وادادا ومورشيد جوكو وموانجانجا وجيوفري والسموبي وحسن واساوا وخالد أوتشو وإيمانويل أوكوي وفاروق ميا وإسحاق موليمبي ونسيبامبي. حاول المنتخب في البداية امتصاص حماس الفريق الأوغندي الذي تعامل ايضا مع البداية بعقلانية تحسبا لقدرات الفراعنة ونجومه ومع الدقيقة الثالثة حاول كهربا بناء اولي هجمات مصر بعدما تقدم بالكرة إلي داخل منطقة الجزاء ولكنها طالت إلي خارج الملعب. توقف اللعب دقيقة لعلاج محمد صلاح ورامي ربيعة الذين سقطا في لعبتين متتاليتين بسبب القوة التي استخدمها اصحاب الأرض في الكرات المشتركة. نظم المنتخب جملة هجومية متقنة في الدقيقة السادسة من عبد الله السعيد إلي تريزيجيه في الجانب الأيسر الذي هيأها إلي عبد الشافي المنطلق من الخلف ولكن الدفاع تدخل في اللحظات الاخيرة وحولها إلي ركنية. ضغط لاعبو مصر علي منافسهم في وسط الملعب لحرمانه من الانتشار واللعب بطريقته المعتادة علي الكرات الطولية السريعة من الخلف للامام ومع اكتمال الدقائق العشر الاولي وجه كهربا اولي تسديدات الفراعنة في اتجاه المرمي الاوغندي ولكن في متناول حارس المرمي. في الدقيقة 13 نجح لاعبو اوغندا في تنفيذ اولي الهجمات التي يعتمدون عليها دائما من خلال الكرات الطويلة من الخلف للامام ولكن عصام الحضري انقذ مرماه من هذه الفرصة الخطيرة بعدما حول تسديدة قوية من اوكوي من زاوية ضيقة في الجانب الايمن. عاب منتخب مصر مع بداية ربع الساعة الثانية من الشوط الاول فقدان الكرة بسرعة وانحصر اللعب في وسط الملعب بسبب حالة الكر والفر بين المنتخبين. تبادل المنتخبان تهديد المرميين عندما أشارت الساعة إلي منتصف الشوط الاولي لصالح مصر بعدما لعب محمد صلاح ركنية في اتجاه المرمي انقذها الحارس في اللحظة المناسبة ورد الحضري بعدما حول تسديدة إلي ضربة ركنية. أجاد محمد النني واحمد فتحي في الجوانب الدفاعية وكان لهما دور كبير في انهاء هجمات الفريق الأوغندي قبل أن تشكل خطورة اكبر علي مرمي الحضري خصوصا بعدما مال اداء الفريق المنافس إلي الجهة اليسري. وكعادته في معظم المواقف الصعبة انقذ الحضري مرمي مصر من فرصة هدف بعدما تلقي مهاجم أوغندا الخطير اوكوي كرة عرضية من الجهة اليسري سددها مباشرة قوية تصدي لها السد العالي وامسكها علي مرتين. الغي الحكم الموريتاني هدفا احرزه محمود كهربا بحجة تسلل تريزيجيه الذي تلقي الكرة خلف الدفاع الاوغندي من الجانب الايسر.. اهدر عبد الله السعيد فرصة الهدف الاول لمصر بعدما تبادل الكرة مع كهربا داخل منطقة الجزاء قبل ان يتلقاها مرة أخري في مواجهة المرمي من الجهة اليسري ولكنه سددها ضعيفة ليشتتها الدفاع بعدها استخدم محمد صلاح سلاح التسديد ولكن الحارس الاوغندي سيطر علي الكرة وهدأ اللعب في الدقيقة المحتسبة بدلا من الوقت الضائع التي احتسبها الحكم لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. أجري كوبر تغييرا مع بداية الشوط الثاني لتنشيط الجوانب الهجومية بعدما قام بإشراك رمضان صبحي بدلا من محمود تريزيجيه وظهر الفريق الاوغندي أكثر حماسا ورغبة في التسجيل وطالب لاعبوه بركلة جزاء بحجة تعرض اللاعب نسيبامبي للعرقلة في لعبة مشتركة مع أحمد حجازي. في الدقيقة الثالثة تصدي عبد الله السعيد لكرة حرة خارج منطقة الجزاء ولعبها خلف الدفاع في اتجاه مهاجمي مصر ولكن الحارس كان أقرب للعبة. حاول المنتخب الاوغندي الضغط علي خط وسط منتخب مصر لتكثيف الهجمات الحمراء سواء من خلال الكرات الطولية أو الكرات العرضية المنفذة بسرعة. وفي الدقيقة السادسة ارتكب خط دفاع المنتخب خطأ فادحا بعدما تركوا مساحات واسعة داخل منطقة الجزاء وسمحوا للاعب أوكوي بمراوغة أكثر من لاعب دون التدخل والضغط او مزاحمته علي الكرة قبل أن يسدد بقوة مرت من المدافعين والحضري وسكنت الشباك محرزا هدف التقدم لأوغندا. بعد الهدف استشعر منتخب مصر الاحراج وبدأ في شن هجمات منظمة مالت في اتجاه الجانب الأيسر وفي الدقيقة 17 كاد منتخب الفراعنة أن يسجل هدف التعادل بعدما تلقي عبد الله السعيد الكرة من رمضان صبحي هيأها ولعبها عرضية جميلة في اتجاه محمد صلاح الذي سدد بالرأس ارتدت من جسم الحارس في اتجاه كهربا الذي كاد أن يسدد ولكن أحد المدافعين شتتها من أمامه في الوقت المناسب. ألقي كوبر في الدقيقة 20 بثاني أوراقه الهجومية بعدما دفع بلاعبه عمرو جمال في مركز راس الحربة بدلا من كهربا خصوصا وأن الفريق الأوغندي بدأ في التراجع نسبيا لتأمين دفاعاته مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة أو الكرات من الخلف للأمام.. وفي الدقيقة 27 أجري المنتخب الوطني تغييره الأخير في محاولة للسيطرة علي منطقة وسط الملعب ومضاعفة التركيز الهجومي حيث لعب صالح جمعة بدلا من طارق حامد.. وعلي الرغم من السيطرة الشكلية للفراعنة في وسط الملعب علي مدار ربع الساعة تقريبا بعد الفرصة الخطيرة التي ضاعت من محمد صلاح إلا أن أداء المنتخب لم يكن بالفاعلية المطلوبة والتي يمكنها أن تشكل خطورة علي مرمي الفريق المنافس.. وفي الدقيقة 36 توقف اللعب لعلاج أحد لاعبي أوغندا ونال الحارس دينيس أونيانجو إنذارا لتضييع الوقت.. وفي الدقيقة 40 حاول صالح جمعة خداع الحارس الذي كان متقدما عن مرماه ولعب كرة عالية ولكن الحارس أنقذها بأطراف اصابعه وحولها إلي ركنية. لجأ لاعبو أوغندا في الدقائق الخيرة لتضييع الوقت سواء بتشتيت الكرة في جميع الاتجاهات أو السقوط للعلاج داخل الملعب ومرت الدقائق سريعة دون ملامح هجومية واضحة للمنتخب الوطني ليفقد ثلاث نقاط كانت كفيلة بالتقدم خطوة كبيرة نحو التأهل لمونديال روسيا.