المرأة المصرية حفيدة النساء العربيات الخالدات أبت إلا أن تشارك في حماية مواطنيها لم يقف اسهامها في حث الابناء والأخوة والازواج علي الصمود والاستبسال في الحرب ضد الارهاب بل شاركت في القتال الفعلي ضد الارهابيين عندما انخرطت في العمل الشرطي لحماية المنشآت العامة ودور العبادة وتوفير الأمن والطمأنينة للمواطنين وقدمت التضحيات حتي سالت دماؤها الزكية علي تراب الوطن من بين النساء اللاتي قدمن أرواحهن فداء للوطن الرقيب أول اسماء أحمد ابراهيم 27 سنة ابنة قرية أبومنجوع التابعة لمركز شبراخيت بالبحيرة ففي منزل الاسرة جلست والدة الشهيدة تروي قصة ابنتها وقالت اسماء هي أكبر اخواتها كانت حنونة إلي درجة لايمكن وصفها تكن المودة والاحترام للصغير قبل الكبير تسرع لنجدة المستغيث لديها عزيمة وصبر في مواجهة الشدائد واصعب المواقف وبارة بي وبوالدها ووجهها يشع بشاشة بعد ان حصلت علي الثانوية التحقت بكلية الخدمة الاجتماعية والتي تخرجت فيها وفجأة وبدون مقدمات التحقت بمعهد أمناء الشرطة وكل افراد الاسرة يتساءلون فكان رد اسماء الجميع يسارع في خدمة الوطن ولابد أن اشاركهم في أي موقع ووجدت الفرصة سانحة أمامي في المجال الشرطي وتضيف الأم بعد انتهاء الدراسة بالمعهد تخرجت وبدأت تمارس عملها كأي فرد من ابناء الشرطة في توفير الامن والحماية للمواطنين وحماية المنشآت العامة والخاصة ودور العبادة واثناء عملها تزوجت من زميل لها وانجبت طفلتين وفي يوم الحادث الارهابي تركت طفلتيها بدار حضانة بجوار منزلها باحدي مناطق الاسكندرية واتصلت بي في الصباح الباكر وطلبت مني احضار الطفلتين من الحضانة في منتصف اليوم والاهتمام بهما لحين عودتها في العمل وتستطرد الام والدموع تنهمر من عينيها ذهبت ابنتي إلي عملها كعادتها لتأمين الكنيسة المرقسية خلال الاحتفال بعيد السعف وتفتيش السيدات لدي دخولهن للكنيسة وتفقد اغراضهن امام البوابة الرئيسية واثناء ذلك حدث انفجار ضخم أودي بحياتها وتتذكر الأم المكلومة آخر اللحظات التي رأت فيها ابنتها الشهيدة وقالت بنتي طلبت الشهادة ونالتها كانت تقول لي عاوزة أموت شهيدة علشان أدخلك الجنة انتي وابويا واخذت والدة الشهيدة تبكي وتقول حسبي الله ونعم الوكيل حرموني من بنتي وحرموا بناتها منها والله منتقم جبار أما والد الشهيدة احمد ابراهيم فقال كانت اسماء هي الرئة التي اتنفس بها كان الحب يملأ قلبها لكل الناس لاتتأخر عن مساعدتهم طموحها يفوق الكثير تفكر كثيرا في مستقبل بناتها وتعمل علي تأمينهما في المستقبل دائما ما كانت تقول احسست بقيمتك اكثر انت ووالدتي بعد انجابي اطفالي وكنت افرح عندما اسمع هذه الكلمات منها واقول لها انت واخواتك ستظلون في قلوبنا حتي نهاية العمر ولكن ارادة الله هي الغالبة لانه اختارها لتكون ضمن الشهداء الابرار لتحقق حلما تمنته كثيرا في اكثرمن موقف وكانت تردد علي مسامعنا نفسي أموت شهيدة ويتذكر الوالد وبصوت حزين ويقول سمعت خبر الهجوم الانتحاري علي الكنيسة من الاهالي فتركت عملي وذهبت إلي مستشفيات الاسكندرية للبحث عن ابنتي بين المصابين ولم اجدها وانتابني شعور غريب وقتها وتثاقلت اقدامي عندما اخبروني بالبحث عنها بين الشهداء وهو ما حدث بالفعل وجدت جثة ابنتي حبيبة عمري فسقطت مغشيا عليّ من هول الصدمة لا اصدق ذلك ولكنها ارادة الله والحمدلله ويتذكر الوالد اخر مكالمة هاتفية بينه وابنته الشهيدة فيقول اتصلت بي في صباح يوم الحادث الارهابي وقالت لي خلي بالك علي نفسك ياوالدي وكأنها تودعني وردد »حسبي الله ونعم الوكيل» في الارهابيين والكارهين لمصر الذين يخربون ويقتلون الابرياء هؤلاء خونة. وباذن الله سنقضي عليهم.. وقال نبيل فتحي ابراهيم 33 سنة رقيب شرطة أن زوجته الشهيدة اسماء حصلت علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية والتحقت بمعهد امناء الشرطة وتزوجنا منذ 5 سنوات وانجبنا طفلتين رودينا 4 سنوات وساندي عامين وكان من المفترض يوم الحادث الارهابي ان تذهب الشهيدة للعمل في عملية تأمين الكنيسة بعد صلاة العصر لكنها اصرت علي الذهاب صباحا حتي تتمكن من العودة في الثانية ظهرا للاعتناء بطفلتيهما وتحقق لها طلبها بعد موافقة قادتها. حياتها وبسمتها كانت بلسما لكل المحيطين بها كانت تمني نفسها بكل شيء حسن من ضمنها الشهادة في سبيل الله وقد تحقق ذلك واسكنها الله فسيح جناته ويستطرد الزوج في يوم الحادث الارهابي علمت بالخبر من احدي صديقاتها في العمل والتي طلبت مني الاطمئنان علي اسماء لانها لم ترد عليها عبرتليفونها فقلت لها انني قمت بالاتصال بها خلال النصف ساعة الماضية واطمأننت عليها والانفجار في طنطا مش في الاسكندرية فقالت لي لافيه انفجار ثان في الاسكندرية في الكنيسة اللي اسماء مكلفة بالعمل في تأمينها فاسرعت إلي هناك وقلبي يكاد ينخلع وفكري مشتت لا اتمالك اعصابي خوفا من حدوث مكروه لايحمد سواه إلا الله وعند وصولي إلي موقع الحادث اخذت ابحث عن زوجتي وقرة عيني فتعرفت علي اشلائها من ملابسها بين جثث المجهولين لم اصدق ساعتها وبعد دقائق معدودة استوعبت الجلل الكبير ودعوت الله ان يدخلها فسيح جناته ويجعلها من الابرار في جنته لانها جادت بروحها وحياتها ابتغاء مرضاته والشهادة في سبيله وبصوت حزين تساءل الزوج ما ذنب بناته رودينا وساندي اللتين لم يتجاوز عمرهما 4 سنوات وفقدنا اغلي ما في الحياة نتيجة عمل اجرامي خسيس دبره الارهابيون الذين لادين لهم ولاملة سوي الفساد في الارض وانهي كلامه بمطالبة المسئولين بالقصاص العاجل لزوجته. واكد انه لايوجد في الدنيا ما يعوض ابنتي رودينا وساندي عن والدتهما وحنانها عليهما كما فوض امره لله رب العالمين بالانتقام من الارهابيين.