مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، شهدت حركة الإقبال علي شراء صكوك الأضاحي التي تقدمها وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية، ومع ارتفاع اسعار اللحوم زاد الاقبال علي البديل الأرخص والأوفر وهو»الصكوك» والتي شهدت مبيعاتها زيادة ملحوظة هذا العام، خاصة مع ما تتيحه تلك الصكوك من ميزات متعددة، منها توفير عناء الذبح بالإضافة الي مناسبة سعرها لشرائح واسعة من المواطنين . وتقوم فكرة الصكوك علي إنابة مُشتري الصك للمؤسسات والجمعيات المصدرة لتلك الصكوك في شراء وذبح وتوزيع لحوم الأضاحي علي المحتاجين في جميع المحافظات خلال أيام عيد الأضحي وعلي مدار العام، وبخاصة في المحافظات الأكثر فقرا بالصعيد، وقد يسهم الفرد مع آخرين في تحمل شراء الأضحية وفقًا للسعر الذي تحدده الجمعيات الخيرية. وتقول سحر الشربيني، المدير التنفيذي لجمعية الأورمان، أن الإقبال علي شراء صكوك الأضحية هذا العام ازداد بشكل كبير بنسبة تتجاوز 15%، وأرجعت ذلك الي عدة اسباب منها أن الثقافة والأفكار تتغير وأن الناس اصبحت اكثر ثقة في الجمعيات الخيرية وفي فكرة الصكوك خاصة أن بعضهم يشارك في ذبح الأضاحي وتوزيعها علي القري الفقيرة والأسر البسيطة ويساهم في هذا العمل الخيري مع متطوعي الجمعية، وكذلك لارتفاع اسعار اللحوم هذا العام عن الأعوام السابقة. وتضيف سحر الشربيني أن فكرة التقسيط التي توفرها الجمعيات علي مدار عام كامل شجعت الكثيرين للإقبال علي الشراء فما دام الهدف واحدا وهوالتضحية توفر الجمعيات سبلا أسهل من المعتادة. ويؤكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن مجلس الإدارة قرر استيراد مليون كيلو لحوم اضاحي من دولة البرازيل حفاظا علي الثروة الحيوانية المحلية واستثمار أفضل لقيمة صكوك الأضاحي كون اللحوم المستوردة ارخص سعرا كذلك توسيع دائرة أعداد الاسر المستفيدة.. وأوضح شعبان انه بالنسبة للعجول البلدية التي سوف يتم ذبحها وتوزيع لحومها فقد قرر مجلس الإدارة أن يتم ذبح 600 عجل بلدي بالتعاون مديريات الطب البيطري بالمحافظات وداخل مجازرها وان يتم الذبح بعد صلاة عيد الاضحي إلي عصر آخر ايام التشريق وان يتم التوزيع فورا علي الاهالي المستحقين. جمعية مصر الخير هي اكبر الجمعيات ايضًا والتي تساهم في صكوك الأضاحي، والتي وصل صك الأضحية فيها الي 2900 جنيه، ولكنها تعطي ميزة أنه يتم توزيع 16 كيلو علي المحتاجين وتعطي لدافع الصك نفسه 8 كيلو نصيبه وتعتبر مؤسسة »مصر الخير» أولي الجمعيات التي ساهمت بفكرة الصكوك بعد بنك الطعام المصري الذي بدأها عام 2006 . أكد أحمد مجدي، مدير التسويق والموارد ببنك الطعام المصري، أن هذا العام شهد إقبال أكبر بكثير من العام الماضي علي الصكوك ويزيد الضغط في الثلاثة ايام الأخيرة التي تسبق اول ايام العيد مباشرة. واضاف ان سعر صك الأضحية البلدي قيمته »2650 جنيها»، اما صك الأضحية المستورد فوصلت قيمته »1850 جنيها» هذا العام. وزارة الأوقاف من جانبها دخلت مجال تقديم الصكوك للعام الثاني علي التوالي، في تجربة تلقي رواجا متصاعدا ونجاحا ملموسا حيث تتعاون وزارة الأوقاف فيها مع وزارة التموين، التي تتولي الإشراف علي عمليات الشراء والذبح والتوزيع، وقد صرح محمد سويد، مستشار وزير التموين، بأن الدكتور علي المصليحي وزير التموين، وافق علي زيادة كميات لحوم صكوك الأضاحي إلي 250 ألف طن بدلًا من 150 ألفًا بعد طلب من وزارة الأوقاف، نظرًا لزيادة الإقبال علي شراء صكوك الأضاحي، وأكد أنه يوجد تنسيق كبير بين وزارتي التموين والأوقاف، وبروتوكول تعاون بينهما لتوريد 150 طنًا من اللحوم المذبوحة في مجزر البساتين وفقًا للآليات الشرعية في أيام التشريق.. وتبلغ قيمة صك الأضحية الذي تقدمه وزارة الأوقاف هذا العام 1500 جنيه فيما كان العام الماضي 1200 جنيه وتم جمع 31 مليون جنيه بين صكوك وصدقات. ويرجع الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، انتشار صكوك الاضحية في السنوات الأخيرة وخاصة عيد الأضحي هذا العام نتيجة ارتفاع المستوي العام لأسعار اللحوم.. وأضاف النحاس أن هناك مشكلة ستقع عاجلاً أم أجلا بسب اختلال الميزان الشرعي للأضحية والزكاة، والاختلافات التقديرية من جمعية لأخري ومن دولة لأخري ستكون نقطة خلاف، برغم وجود قاعدة فقهية تبرر تفاوت الآراء في تقدير الأضاحي والزكاة. وحول الأسباب الاجتماعية لزيادة الإقبال علي فكرة الصكوك، يقول د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن تلك الصكوك تمثل واحدة من افضل طرق التكافل الاجتماعي، خاصة ان اللحوم تصل الي مستحقيها، وان الجمعيات معظمها نال قدرا من الشهرة بسبب تلك الأفكار التي تنال قبولا اجتماعيا، فليس الجميع يعرفون المستحقين للمساعدات عن حق، ويضيف ان تلك الجمعيات صورة مشرفة ومنظمة للتكافل في ابهي صوره.