لايستطيع المسرح ان ينجز ثورة، حقيقة أدركها (بريخت) وأدركها (سعد الله ونوس).. فلا توجد مسرحية مهما بلغت تحريضها، أن تنتهي بخروج الجمهور في مظاهرة عامة... المسرح لن يحدث ثورة، لكن الثورات تحتاج دائما الي المسرح، وإلي الإبداع والفن عموماً لتأسيس قيمها.. فاعلية المسرح بهذا المعني، ليس فعلا مباشرا وراهنا ولكن فاعليته الحقيقية والثورية ايضا ان يكون وسيلة معرفية توسع أفق المتفرج، ووسيلة جمالية توقظ ذهنه... وطوال أكثر من 02 مسرحية هي مشوار سعد الله ونوس المسرحي، كان دور المسرح وفعله الأهم هو تطوير عقلية وتنمية وعي. وفي احتفال (ورشة الزيتون) أمس بالذكري 41 علي رحيل المسرحي السوري سعد الله ونوس (51/5/7991)، واحتفالهم ايضا بالتضامن مع الشعب السوري، قال الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب (أن مسرحيات ونوس هي أب شرعي للثورة المنبثقة في شوارع دمشق).. وهذا صحيح الي حد كبير. قدم سعد الله ونوس مشروعا مسرحيا ديمقراطيا وعربيا كنوع من ابتكار (حرية) مجازية تقاوم القمع، وشرطا أساسيا لتجاوز الخطابة والتلقين وكان (الحوار) هو جوهر المشروع المسرحي.. حوار داخل العرض، وحوار بين العرض، وحوار بين العرض والجمهور، ثم حوار ثالث بين الاحتفال المسرحي (عرض وجمهور) والمدينة التي يقام فيها الاحتقال.. وبهذا المعني فالمسرح ليس تجليا من تجليات المجتمع المدني ولكن هو شرط لقيام هذا المجتمع.